نداء عاجل إلى عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة… / منذر الزغول

نداء عاجل إلى عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة…

أما وقد عاثت مافيات وتجار الحطب في الأرض فساداً ولم تعد تنفع معهم كل إجراءات وزارة الزراعة والحراج وبعض الجهات المعنية الأخرى ، و بعد أن بدأت الأمور تزداد سوءاً يوماً بعد يوم حتى بتنا نخشى أن نستيقظ ذات يوم على ثروتنا الحرجية وقد تلاشت.

لذلك كله ولأنه ومع كامل الإحترام والتقدير لوزارة الزراعة ومديرية الحراج فإننا لا نرى على الإطلاق أنها قادرة على حماية ثروتنا الحرجية ، وليس هناك أي بصيص أمل في أن تتمكن من ذلك حتى لو قامت بتعيين مئات الطوافين و زودتهم ببعض الإمكانات الضئيلة ،، فتجربتنا وللأسف الشديد مع وزارة الزراعة منذ سنوات عديدة أثبتت في مجال لا يدعو للشك أنها عاجزة تماماً عن حماية هذه الثروة العظيمة التي لن نعرف قيمتها إلا بعد أن نفقدها ويبيعها تجار و مافيات الحطب بأثمان بخسة لمقاهي ومواقد وفلل عمان.

ما ذنب أكثر من ألفي شجرة حرجية معمرة تم قتلها وإبادتها بدم بارد قبل عدة أيام في منطقة الصفصافة وقبل ذلك الكثير الكثير ، ولولا لطف الله العلي القدير وتفاني كوادر الدفاع المدني لتضاعف العدد وأبيدت آلاف أخرى من هذه الأشجار المعمرة ونحن نشاهد بأم أعيينا ونتألم ونحزن ونطالب بتطبيق القانون ولكن لا حياة لمن تنادي .

وجُل ما قامت به وزارة الزراعة ووزيرها هو تفكيرهم بتعيين عدد من الطوافين الجدد لحماية الثروة الحرجية في عجلون ، وما علموا بعد أن هذه الثروة العظيمة تستدعي منهم إعلان حالة الطوارىء القصوى واستنفار جميع كوادرهم وفي مقدمتهم وزير الزراعة الذي قام بزيارة خجولة بعد عدة أيام لمنطقة الحرائق .

ولأن الأمر بالفعل أصبح أكثر من خطير ، ولأن قناعتنا أصبحت كاملة بأن وزارة الزراعة لن تتمكن في المستقبل القريب أو البعيد من حماية ثروتنا الحرجية وأن الأمور ستزداد سوءاً كل عام ، وسنبقى فقط نحصي عدد الأشجار التي يتم تدميرها وحرقها وإبادتها ،، لذلك فإننا نناشد إبن الأردن البار عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود الفريحات الذي عهد إليه سيد البلاد المفدى بقيادة الجيش بهذه المرحلة الحساسة من تاريخ الوطن وهو بعون الله تعالى أهلاً لذلك ،، نناشده أن يطلب من جلالة الملك أن يخرج عهدة حماية الثروة الحرجية من وزارة الزراعة ليصبح أمر حمايتها بعهدة الجيش العربي المصطفوي الباسل الذي نثق به وبقدرته كل الثقة ،، وأن يتم الشروع فوراً بتشكيل ما يسمى كتيبة حماية الغابات كما هو الحال ببعض الدول الأوروبية .

نحن على ثقة أن حماية الثروة الحرجية لا يقل أهمية عن حماية حدود الوطن ،، وهذه المهمة الصعبة لن يتمكن القيام بها عدد قليل من الأشخاص المدنيين ناهيك على أنهم بدون أي إمكانات ،، لذلك فإنه لا بديل عن الجيش و رقابته الصارمة و قبضته الحديدية في هذه المهمة الوطنية الكبيرة إن أردنا لثروتنا الحرجية الخير وأن تبقى شامخة كما كانت ترفرف رغم قناعتنا أن جيشنا الباسل أمامه تحديات كبيرة وخطيرة داخلية وخارجية .

أخيراً مر على الوطن قادة عسكريين ومدنيين كثر ولكن التاريخ لم يخلد إلا بعض الأسماء القليلة جداً التي ما زلنا نتغنى بها وبوطنيتها وبما قدمت للوطن ، وباعتقادي أن عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود الفريحات الذي نعرف وطنيته جيداً قادر بكل تأكيد أن يضع اسمه بين كل هذه الأسماء الفذة التي مرت بتاريخ الوطن إن تمكن خلال قيادته للجيش العربي الباسل من إخراج عهدة حماية ثروتنا الحرجية من وزارة الزراعة التي أصابها ما أصابها من الضعف والوهن الى عهدة الجيش العربي الباسل ،، وعندها بالفعل سنشعر أن عهداً جديداً أخضراً لثروتنا الحرجية بدأ ولم ينتهي بعون الله تعالى ،، وغير ذلك سنبقى ندور بحلقة مفرغة من أرقام وإحصاءات لوزارة الزراعة لا تسمن ولا تغني من جوع ، وحرائق تشتعل كل يوم تحرق قلوبنا قبل أن تحرق غاباتنا وثروتنا الحرجية .

والله من وراء القصد من قبل و من بعد… ،،،

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى