من المسؤول عن دمار الحمة السياحية العلاجية

سواليف – زياد البطاينة

تقع الحمة على بعد 110 كيلومتر إلى الشمال من عمان وعلى بعد 40 كيلومترا من مدينة اربد، وتعتبر واحدة من أكثر المواقع العلاجية والسياحية الحيوية في المنطقة.
ور من أماكن السياحة العلاجية ومنتجع التي توفر العديد من الخدمات لزائري تلك المنطقة، وهنالك مركز للأشخاص الذين يعانون من أمراض ومشاكل في الجهاز التنفسي علاوة على مراكز توفر العلاج للذين يعانون من الأمراض الجلدية والأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي والمفاصل.
. و مياه الحمة تحتوي على أملاح تساعد في شفاء الكثير من الأمراض منها أمراض الجلد والعضلات والمفاصل، وتعتبر أفضل مكان ليجد الشخص متعته وللإسترخاء والراحة النفسية
وتبعد حمة المخيبة السياحية ستة كيلومترات شمال ام قيس وسط بيئة طبيعية جميلة على سفح الجولان وتطل على فلسطين وطبريا بالتحديد وتحيطها الاشجار الحرجية وتحتضن عيون المياه الحارة على الطرف الشرقي لنهر اليرموك ، وتقع فيها الحمامات المعدنية التي جعلت من المنطقة نقطة هامة ومنتجعا سياحيا وواحة للراحة والاستجمام اضافة الى ان الله حباها بمناخ متميز دافئ بالشتاء يلبي حاجة السائح والزائر والاستجمام في مياهها حيث تتدفق المياه المعدنية على شكل ينابيع حارة بدرجة 30 – 55 درجة مئوية غنية بالمركبات الكيميائية والطبيعية.
وقد قامت جرافات الشركة المستثمرة بتجريف الارض وماعليها من انشاءات ومبان اشترتها واستملكتها من الاهالي بهدف تنفيذ المشروع الذي لم ينفذ نتيجة لمعارضة مجلس بلدي خالد بن الوليد بحجة انه سيقام على ارض تتبع للبلدية حسب المخططات وان هناك اربعة دونمات تقع ضمنها ينابيع المياه الحارة هي ملك للبلدية حسب مخططاتها.
وتم ايقاف الشركة من ممارسة اعمالها بعد ان قامت باغلاق المنطقة وتسييجها لتظل الارض جرداء مهجورة تحن لاهلها ولضيفها وزائرها وتتحول تدريجيا الى مكاره صحية ومسرح للماشية والكلاب الضالة بعد ان اصرت الشركة على موقفها القاضي باستثمار كامل الارض ليقام عليها المشروع فيما تصر البلدية على موقفها الذي يقضي اما بشراء الارض التابعة لها ومساحتها 4 دونمات بسعر مائة الف دينار للدونم او اعتبار البلدية شريكا بالمشروع.
وبعد محاولات جادة لوضع صيغ توافقية وتقريب وجهات النظر بما يضمن حقوق الاطراف ويبعث مشروعا سياحيا متكاملا وتنمويا تنعكس اثاره على المجتمع المحلي والبيئة كان الطرف الاخر يصر على ان يستثمر حق البلدية ، ومن هنا فقد فقرر المجلس البلدي طرح عطاء للمستثمرين لبناء حمة شعبية يستفيد منها اهل البلدة على الارض التابعة للبلدية والتي تتوفر فيها كل المزايا ليكون مشروعا تنمويا هادفا.
وتقول الشركة انها صاحبة الحق بالارض والمشروع وان هذا المشروع الكبير من شأنه ان يعيد للمنطقة حيويتها ويوفر فرص العمل لابنائها ويجعل منها منطقة جذب سياحي حقيقية ، لكن البلدية تصر على موقفها.
كانت الحمة الأردنية قبل أن تهدم وتتحول الى ارض جرداء وماوى للكلاب الضاله ولرعي الاغنام من أجمل المنتجعات الشعبية الأردنية وكان العرب والاجانب و المواطنون يؤمونها من مختلف الاقطار ليستمتعوا بالمياه المعدنية وبالمناظر الطبيعية الخلابة ومشاهدة نهر اليرموك الذي يمر بجانبها اضا فه إلى ذلك فقد كانت متنفسا لأهالي قريتي المخيبة الفوقا والمخيبة التحتا حيث كانت توفر لهم فرص العمل وعرض منتوجاتهم وخدماتهم و عددا من سكان هاتين القريتين يعملون فيها إما حراسا أو مسؤولين عن البرك أو القيام بأعمال النظافة ويقوم عدد من الأهالي ببيع منتجاتهم من السلال ومن المنتجات الزراعية للزوار الذين كانوا يأتون إليها خصوصا وأن سكان هاتين القريتين لا توجد عندهم مصادر رزق أو فرص عمل غير هذا المنتجع.
قامت احدة الشركات الاستثماريه قبل عدة سنوات بشراء هذا الموقع وبعض اراضي المواطنين باسعاررمزيه مرفقه بوعود بالعمل مستقبلا بمشاريع ماموله بعد اقامة منتجع سياحي كبير وبناء فندق خمس نجوم هناك حسب قول الشركه
وقامت هذه الشركة بهدم جميع المنشآت الخاصة بالمنتجع ولم تبق منها شيئا تمهيدا للمباشرة ببناء المنتجع الجديد لكن يبدو أن الشركة المذكورة غيرت رأيها وعدلت عن بناء المنتجع المذكور لاسباب خلافيه مع البلدية على اربعه دونمات وهي مركز المياه الحاره وكانت النتيجة أن هذا الموقع السياحي الهام أصبح خرابا وفقد العديد من سكان المنطقة وظائفهم كما فقد عدد كبير منهم مصدر رزقهم وصارت المياه المعدنية تتدفق إلى نهر اليرموك ولا يستفيد منها أحد.
الحمة الأردنية …..غنية بالمياه المعدنية المتنوعة من حيث الحرارة ومن حيث المواد المعدنية الموجودة فيها وكان الناس يؤمونها إما للإستشفاء أو للتمتع بهذه المياه وكان طلاب وطالبات المدارس يأتونها في رحلات مدرسية حتى أن أيام الجمع والعطل الرسمية كان يأتيها أكثر من مائة باص في اليوم وكان ذلك كله ينعكس بشكل إيجابي على الشركة التي كانت مسؤولة عن هذا الموقع لأن الزوار يدخلون إلى البرك للسباحة ويدفعون رسوما من أجل ذلك كما كان سكان المنطقة يبيعون الى هؤلاء الزوار بعضا من منتجاتهم وبعض الأشياء الأخرى التي يحتاجونها إما من أجل السباحة أو لأغراض أخرى.
هذا الموقع أصبح الان خرابا وكانت خسارة المواطنين كبيرة لأنهم كانوا يأتون إلى هناك وينامون في الشاليهات الموجودة في الموقع وفي الفندق الصغير وكانت الأجرة معقولة جدا وتناسب كل الشرائح متوسطة الدخل وكانوا يستمتعون بالمياه المعدنية وبالمناظر الطبيعية الخلابة كذلك فقد خسر سكان هذه المنطقة الفقيرة جدا مصدر رزقهم.
وبعد ان هدمت مرافق الحمة الاردنية كافة قبل نحو 6 سنوات وباتت مهجورة والغيت من خارطة المناطق السياحية في المملكة تم انشاء 11 حمة…. تحتوي كل منها على مرافق وبرك مفتوحة واخرى مغلقة وشاليهات .
المياه التي تمتلئ بها البرك في الحمات الـ 11 هي المياه المنسابة من الحمة الرئيسية « المقلى « في القناة المحاذية لها، حيث تتولى البرابيش المزودة بماتورات بشفط المياه من الوادي الى البرك التي تتجدد باستمرار فيما مياه البرك التي استهلكت بعد السباحة فيها تنساب الى المزارع والاودية .
وبعد ان تبددت آمالهم بعودة الحمة الاردنية الى سابق عهدها لجأوا الى انشاء «حمات» اطلقوا عليها اسم « استراحات « على أراضيهم وبمحاذاة بيوتهم .
وقال ان الاستراحات تعمل وفق حجوزات من المواطنين في المملكة وزوارها وسياحها الراغبين بالاستجمام والاستفادة من مياه الحمة الغنية بالمعادن التي اثبتت دراسات محلية ودولية قدرتها على شفاء الكثير من الامراض وبخاصة الجلدية وتلك المتصلة بالعظام والجهاز التنفسي .
والعديد من المواطنين كانوا يأتون الى الحمة محمولين من ذويهم لعدم قدرتهم على المشي ويغادرونها بعد نحو عشرة أيام ماشين على اقدامهم بعد ان عافاهم الله « عز وجل « بفضل مياه الحمة المعدنية التي خلقها الله وبدأت بالتدفق منذ مئات السنين .
والاستراحات نشطت الحركة السياحية لمنطقة المخيبة الان بهد ان هدمت حمتها الرئيسية وحلت محلها من خلال احتواء الاستراحات على جلسات عائلية وخدمات مختلفة تتيح الاستقلالية للعائلة او الفوج السياحي باسعار منافسة
و الاستراحات تتقاضى اجورا لقاء الحجوزات بواقع 10 دنانير في الساعة للاسرة الواحدة او المجموعة مهما كان عددها، لافتا الى وجود برك مغلقة للنساء واخرى مفتوحة للرجال فضلا عن بعض الخدمات المجانية كمناقل الشواء والطاولات والكراسي والمياه العادية لغايات غسيل الاواني والملابس وغيرها .
وبلدية خالد بنالوليد تبنت الان مشروع الحمة الشعبية الذي تعكف على انشائها لتكون بديلا عن الحمة الام لجهة ان الاسعار ستكون اقل فيها، مما يجعل المنافسة ما بينها والاستراحات الموجودة تصب في مصلحة الحمة الشعبية، لحيثتبلغ تكلفة الاستراحة الواحدة تراوحت مابين 30 -50 ألف دينار .
ان الحمة الشعبية المتوقع الانتهاء من مرحلتها الاولى لن تنافس الاستراحات لاختلاف آلية العمل ما بينها والاستراحات الخاصة .
و الحمة الشعبية ستحتوي مسبحا عاما ومطعما فقط في مرحلتها الاولى وفي المرحلة الثانية سيضاف لها مسبح مغلق للنساء والاطفال، موضحا ان الحمة الشعبية ستزيد عمل الاستراحات من خلال الحملات الترويجية للحمة الشعبية التي ينتج عنها ازدياد الافواج السياحية المحلية والخارجية .
وبدأت فكرة المشروع في عام 2006 عندما طرحت شركة الاستثمارات ” زارال فوق ارض المخيبة الفوقا بعد ان استملكت من الحكومة جزءا كبيرا من اراض الحمة باستثناء 4 دونمات تقع في منطقة حمامات ” المقلى و ” البلسم” تعود ملكيتها لبلدية خالد من الوليد التي رفضت التنازل عن ملكيتها لعدم الاتفاق على سعر مرض،.
يشكي أهالي المنطقة في المخيبة الفوقا والتحتا من الآثار الاقتصادية السلبية التي خلفها تعليق المشروع الاستثماري، فقد وجد العشرات من أبناء المنطقة أنفسهم بلا دخل بعد ان كانوا يعتاشون على العمل في مرافق الحمة القديمة من مطاعم وشاليهات، بالإضافة الى الخدمات الأخرى التي كانوا يقدمونها لزوار الحمة من أردنيين وأجانب،.
منذ ثلاث سنوات ومازالت الحمة القديمة بمنطقة المخيبة في الأغوار منطقة محظور الاقتراب منها بعد ان أزيلت كافة الأكشاك و”الشاليهات” المحيطة بها لغاية استثمارها، وإنشاء فندق ” الموفمبيك ” من قبل شركة زارا للاستثمارات
وتحولت منطقة الحمة القديمة الى أنقاض، بعد ان جرفت وأصبحت اثر بعد عين، وباتت مكبا للقمامة والمكارة الصحية، ومكانا لرعي الأغنام، بعد ان كانت في الماضي مشروع سياحي يشكل متنفسا ومصدر رزق لمئات العائلات من ذوي الدخل المحدود في منطقة المخيبة.
رئيس بلدية خالد بن الوليد رافع العقلات السابق يحمل الحكومة مسؤولية ” إعطاء الضوء الأخضر” للمستثمر لتدمير أماكن سياحية، دون إعطاء مهلة زمنية لإنشاء المشروع، ويتسأل العقلات أين دور وزارة السياحة ؟ و كيف اخذوا الضوء الأخضر لإزالة موقع سياحي من حمامات وشاليهات هدمت من دون تنظيم وتخطيط ، مما الحق أضرارا اجتماعية كبيرة في المنطقة.
وتم شطب ما كان يعرف بالحمة الاردنية من سجلات ةوارة السياحة والاثار عام 2006 بعد قيام الشركة المالكة للأرض بإزالتها بصورة نهائية بهدف إعادة بنائها من جديد
وظلت الآثار السلبية لتعطل المشروع على المجتمع المحلي وخصوصا الذين يعملون في الصناعات اليدوية والخزفية والمنسوجات التي تعتبر منتجات سياحية،
ان هذه الفئة من سكان المنطقة تضررت كثيرا بعد ان كانت تعتاش على بيع منتجاتها للزوار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى