من المدرجات
محمد خالد بديوي
حين يتحول #الاقتصاد و #السياسة والإعلام و #الحريات والفساد و #كيف تتم إدارته.. وكل شئ إلى #العاب يمكن لأي مبصر مشاهدتها بصور متفاوتة الوضوح، كل حسب قدرته على الإبصار وقراءة ما بين السطور وما ترمز إليه الصور المتعددة والمختلفة.. فإن #الفوضى وعدم اتزان المجتمعات في فعلها وتفاعلها وردود أفعالها المختلفة هو المشهد الأبرز في حياتنا..ثم تأتي التساؤلات عن من يدير هذه الألعاب ولمصلحة من. قد يسأل بعضهم عن أي شيء أتحدث، وإلى من توجه هذا الحديث الذي ربما يبدو مستهلكا وقد تم طرحه بصور مختلفة. أقول بأن هذا الحديث أوجهه لكل من له يدا في إدارة كل ما يحدث، وإلى كل مبصر وسامع..أولئك الذين خفت صوتهم كثيرا وربما لم يعد مسموعا بسبب ردة فعلهم المرتجفة من خوف أو خجل!
لذلك دعني أقولها صراحة…
هم لا يقولونها لك صراحة..
“إما ان تقبل وتتكيف.. وتعيش دون تذمر ؛ أو احزم أمتعتك فإن أرض الله واسعة”
لماذا..
لأنهم لم يتلقوا الجملة المفيدة بهذه الصيغة، لكنهم فهموا ان هناك غاية وتعلموا كيف يوصلونك إليها بسهولة حتى أن بعضهم لا يفقه المراد ولا الفرق ما بين هدف مباشر وهدف غير مباشر.. رغم هذا وذاك..
قاموا بعملهم وبدقة متناهية .. فمرروا وسددوا .. وكانوا يتراجعون إن لزم الأمر حماية للهدف وليدافعوا عن منطقتهم الخطرة التي يرتبون فيها “الغاية” ليبدأوا بهجمة جديدة!
كل المباريات صعبة .. وومتعة.. ولا يفسدها إلا “حكم أهوج متسرع” يتغاضى عن الأخطاء المتعمدة، ولا يطبق قوانين وأنظمة اللعبة.. يستخدم بطاقاته الصفراء والحمراء
كثيرا.. الى حد الملل الذي يجعلك تترك المدرجات قبل أن تنتهي اللعبة
تشعر بالندم وعمق الخسارة ..كل الجماهير ستشعر بذلك..حتى جمهور الخصم، بينما اللاعبون يتصافحون الآن تعبيرا عن روح رياضية عالية بعد أن انتهت اللعبة..
…
وقبل أن تصل الى حيث يريدون “هم” أود أن أخبرك عن أولئك الذين لم يقولونها لك صراحة.. حتى لا تصدمك المفاجأة ؛ قد تجدهم سبقوك الى هناك.. إن لم تجدهم
فكن متأكدا أنهم سيلحقون بك.. فكن بانتظارهم!!
وسيسأل السائل لماذا وكيف يلحقون بنا رغم كل تنازلاتتنا؟!
الجواب وللأسف قد لا يكون متوفرا حتى مع استخدام أحدث التقنيات كتقنية ال Var في لعبة كرة القدم!
ربما لأنهم يريدوننا معهم حتى وإن حزمنا أمتعتنا ورحلنا أو توقفنا عن متابعة االلعبة لأننا بتنا نشعر بأن كل الأشياء تدور بشكل طبيعي أو كما أرادوا هم .. أما رؤية ما طرأ من فساد مجتمعي فلا تعني لهم ولنا شيئا..لأن الفاعل (نحن) وهم من يراقبون بصمت.. حتى ترتفع بعض الأصوات الخجولة قليلا..فينقضون على بعض الملاعب لإيقاف لعبة تقام على ملعب (سداسي) أما الملاعب الكبيرة فلها ” خطوطها الحمراء” ولا يجرؤ أحدهم على تجاوزها، ولا حتى المتفرج من شاشات واسعة وضيقة..ولا المتفرج من المدرجات القريبة.!!
أخيرا…
هم لن يقولنها لك صراحة إما ان تحزم أمتعتك فإن أرض الله واسعة..أو ان تتقبل واقع هذه الألعاب..وتشاهد بصمت وتعيش دون تذمر ..وبذلك تكون شريكا في اللعبة!
أما لمن يسأل ؛ كيف بإمكانهم اللحاق بمن رحلوا..فأنا لا أملك الاجابة،لأنني ورغم الألم..فإنني لم ولن أفكر بالرحيل.!