من “الضّمان” إلى “الضّمان والتّضامن”.. مذكّرة تفاهم بين المؤسسة وجامعة عمّان الأهلية
د. علي أحمد الرحامنة
يبدو أن عمليات الانتقال من حالة ” #الضمان #الاجتماعي” إلى حالة “الضمان و #التضامن الاجتماعي” أصبحت محورًا مركزيًّا بين محاور عمل مؤسسة الضمان الاجتماعي. ويوم الثلاثاء (24 أيار الحالي)، تمّ توقيع مذكّرة تفاهم، هي الثالثة من نوعها، بين المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي وجامعة عمّان الأهلية، وقد وقّع المذكّرة المدير العام للمؤسسة، الدكتور حازم رحاحلة، والأستاذ الدكتور ساري حمدان، رئيس جامعة عمّان الأهلية. وتتلخّص أهمّ بنود المذكّرة بتقديم الجامعة عددا من المنح الدراسية لأبناء متقاعدي “الضمان الاجتماعي”، وتقسيط الرسوم الدراسية للطلبة الّذين آباؤهم أو أمهاتهم من متقاعدي المؤسسة، بحيث تقوم المؤسسة بتوريد الرسوم والأقساط الجامعية إلى الجامعة، بما يعفي الأهل والطلبة من هموم وصعوبات عديدة، يعرفها الطلبة الجامعيّون وأهلهم معرفة يتمنّون لو لم تحصل أبدا! كما تتضمّن المذكّرة تدريس مادّة الضمان الاجتماعي ضمن البرنامج الدراسي لجامعة عمّان الأهلية، بدعم علميّ منهجيّ كامل من المؤسسة.
وإنّ نظرة متفحّصة إلى مجمل هذه المذكّرات والفعاليات والمبادرات تشير إلى أن المدير العام لمؤسسة الضمان الاجتماعي د. حازم رحاحلة والدوائر والأقسام المعنيّة يعملون على نقل هذه المؤسسة الوطنية الكبرى من حالة “مستقبِل الاشتراكات” والضامن بعد التقاعد، إلى حالة “الضامن والمتضامن”، في ترجمة ملموسة لشعارات التكافل والتضامن التي كان ينقصها الفعل والتفعيل في كثير من الأحيان. وفي الواقع، يتحمّس “المنطق السليم” لكلّ ما يجعل مؤسسة الضمان، التي لولا اشتراكات منتسبيها لما وُجِدت أصلا، لكلّ ما يجعل من هذ المؤسسة جاذبا طبيعيا، ليس فقط من أجل “ما بعد التقاعد”، بل في مجمل مسيرة المشترك، وبما ينعكس عليه وعلى أسرته بمردود اجتماعي واقتصادي وتيسيريّ ملموس، في مجمل علاقته بالمؤسسة. وكما يبدو، فإن توجّه المدير العام للمؤسسة والدوائر ذات العلاقة فيها أدركت أن الانتقال من حالة “الضمان” إلى حالة “الضمان والتضامن” يجب أن تكون على رأس سلّم الأولويات. وبعد عدد من الإجراءات الجذرية في حماية العاملين خلال جائحة كورونا، بالتوازي مع حمل بعض العبء عن المؤسسات وأصحاب الأعمال أيضا، تأتي المبادرات في العمل مع الجامعات الخاصّة لتمثّل مرتكزا أساسيا في توجّهات المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي.
لقد اكتفى الأردنيّون من الشعارات… ولسان حالهم يقول لمؤسساتهم المختلفة: أقنعونا بالعمل قبل القول.. قدّموا لنا ما يشعرنا بأنّكم بالفعل معنيّون بنا، ونحن سنلاقي الإحسان بالإحسان؛ لأن هذا جزاؤه. وفي الواقع، ولو تأمّلنا المشهد الوطنيّ الأردنيّ العام، لاستخلصنا أن أي إسهام في ثلاثة محاور أساسية، يُلاقى دوما بكلّ ترحاب وتقدير: الصحّة، وأساسيات العيش، والتعليم. وحين تسعى مؤسسة الضمان الاجتماعي للتيسير على مشتركيها ومتقاعديها في هذه المحاور خصوصا، فإنها ستلاقي العرفان من المواطنين عموما، والمشتركين والمتقاعدين وأسرهم خصوصا. وفي نهاية المطاف: أموال الضمان هي أموال العاملين الأردنيين، ومن حقّ هؤلاء أن تُقدّم لهم التسهيلات ووسائل الإسناد ما أمكن. والجامعات الخاصّة، في هذا المجال، لاقت مبادرات الضمان بالدعم والمساندة والترحيب، كما أن المؤسسة أعدّت لرفد الجامعات بما يضمن إدراجا ناجحا مؤثّرا ومنتجا لمادة الضمان الاجتماعي في تلك الجامعات.
إن توجّهات المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، والتي يمكن وصفها بعنوان “من الضمان إلى الضمان والتضامن” توجّهات محمودة، بالفعل قبل القول!