من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 5 / 11 / 2013
قرّر أحد “الكهربجية” الظهور بمظهر المتدّين..فهي الطريقة الأسرع للوصول الى ثقة المتعاملين معه، وهي الطريقة الأيسر لاستمالة قلوب زبائنه، وبالتالي ديمومة عمله..فإذا رفع “الدريل” ليثبت “إبريزا” قال:باسم الله..وإذا انتهى من الحفر..قال :الحمد لله…واذا طارت “الريشة” على الجانب الآخر تبسّم وقال :سبحان الله..وإذا نسي مفك مصلّب قال : لا حول ولا قوة إلا بالله..
.لكن ما أن عضّت الكمّاشة على إصبعه السبابة حتى بدأ التفنن بالشتائم “والسباب” ابسطها كفيل أن يخرجه من الملّة.. ** من يتحدّثون عن الوحدة الوطنية في بلدي لا يختلفون كثيراً عن ذلك “المتمشيخ”..
امضوا مئات الساعات وشغلوا عشرات القاعات وهم يلقون ندوات ومحاضرات عن الوحدة الوطنية ووحدة الصف والتساوي بالحقوق والواجبات بما كفله الدستور ، كما سوّقوا لمريديهم ومحبيهم وأبناء الوطن من مختلف أطيافه وثقافاته أنه من المعيب وغير الصحي الحديث عن الأصول والمنابت في مناسبة وغير مناسبة ، فهذا الوطن للجميع والجميع للوطن …
وفي نفس الوقت عندما يبدأ موسم اعادة تدوير المناصب والمراكز ، تسارع كل جهة وعلى رأسها رموزها بإحصاء خسائرها ومكاسبها من هذا التدوير نابشين في قصة الأصول والمنابت وتحت مظلة “أين نصيبي”؟؟..
الأردنيون من أصل فلسطيني يحصون كم عيناً قد حصلوا وكم نائباً وكم وزيراً…
والشرق أردنيون يبدأون يحصون كم عيناَ وكم نائباَ وكم وزيرا…ثم يبدأ يتشكل الوطن “الكاروهات”..الشماليون يحصون كم شمالي..
والجنوبيون يحصون كم جنوبي…..
الرمثاوي والربداوي والعجلوني والزرقاوي والمفرقاوي والسلطي والمادباوي والكركي والطفيلي والمعاني والغوراني والعقباوي كلّ يبحث كم منصباً كسب من الدولة ..
فإذا عضّت كمّاشة “التهميش”على إصبع أي منهم ..بدأ بالكفر بكل شيء ..والعودة إلى إقليميته الحادة..ومحاصصته الغريزية…
حزين على أمتار الكلام التي صرفت على مدار ستين عاماً وهي تعلن عن ورشات وندوات عن الوحدة الوطنية..بينما في الواقع عجز كل هذا القماش عن سدّ ثقب صغير جداً في أدمغتنا يدعى “حب الوطن”…
ويبقى من عظمة هذا الوطن انه لا يجبر أحداً على محبته أو الإيمان به.. يكفيه محبة الله..
www.sawaleif.com
ahmedalzoubi@otmail.com
#رزنامة_اعتقال_احمد_حسن_الزعبي