من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … فن “العزعزة”

#فن “ #العزعزة
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي

نشر بتاريخ .. 25 / 6 / 2019

الأعراس لا تختلف كثيراً عن المواقف السياسية ،فيها الصريح والواضح،وفيها الخفي ،وفيها مدّعي الوقار ،وفيها المختبىء خلف الخجل الزائف..
**
يحدث مثلاً أن تعرض أم العريس على إحدى المدعوات الوقورات المشاركة بالرقص..”زريفة فوتي ارقصي”؟…

فتنتفض “زريفة” ..أنا أرقص؟ أنا ما بعرف أرقص..كمان والله لو أبوي يسمع عني غير يقطّعني..أعوذ بالله!..

بعد دقائق معدودة تزحزح كرسيها إلى اليمين قليلاً..فتبتهج ام العريس: ها بدّك ترقصي يا زريفة ؟..تجيبها زريفة بأقل تشنّجا: لا بس بدّي أتفرّج ع اللي بيرقصن شوي..

في منتصف العرس ،تضع زريفة كرسيها في مقدّمة كراسي المعازيم بالقرب من ساحة الرقص تماماً..تنحني شقيقة العريس أمام “زريفة” وقلادة الذهب تلوح أمامها..”مشاني ولّ..قومي ارقصي شوي”..تقبّل “زريفة شقيقة العريس”..ثم تقول بلهجة أخف بكثير من ذي قبل: والله انت حبيبتي وغالية عليّ..بسّ بصراحة “كسماتي” مش حلوات للرقص وهسع بيصيروا يضحكوا علي..فتجاملها : بالعكس قمر انت!..تذهب شقيقة العريس..وزريفة تبدأ تحرّك رجلها اليمنى على انغام الموسيقى مع تمييل بسيط للرأس..

تقترب منها عمة العريس: شو شاورتي حالك تفوتي ترقصي؟..فترفع حاجبيها مع ابتسامة عريضة..

ينقضي الربع الثالث من العرس والمشاركات يسترحن قليلاً ثم يعدن الى وصلات الرقص..تشتغل أغنية جديدة من مكبرات الصوت، فتطرب زريفة ويميل جذعها مع الموسيقى وهي على الكرسي وترفع يديها وتلم شعرها..هو “تحضير للرقص” أو “pre-dance”..

أثناء تفقّدها الطاولات تكتشف أم العريس ان كرسي زريفة الأقرب لحلبة الرقص..ويبعد عن كراسي المعازيم متراً على الأقل نتيجة الزحف المتواصل نحو الرغبة..فتوشوشها أم العريس ” أي الله قومي”..تضحك زريفة وتقوم دون أي مقاومة لكنها تشترط شرطاً صغيرا: بس لفّة وحدة وبرجع بقعد!!..غمزتها أم العريس: ماشي!..

اندمجت زريفة في الرقص..وغطّت على كل الحضور ، وأقصت من سبقنها، وظلت ترقص..جاءت صاحبة العرس وربتت على كتفها يعطيك العافية..لكن زريفة استمرت بالرقص، انتهت الاغنية الحماسية وزريفة ظلت ترقص، جاءت أم العريس: خلص خالة يعطيك العافية ، لكن زريفة لم تتوقف، جاءت عمة العريس وهمست بأذنها: الناس صاروا يروحوا كفيتي ووفيتي خالتي ، لكن زريفة بقيت ترقص..جاءت شقيقة العريس: زريفة حبيبتي عن جد خلص بيكفي.لأنه اخوي بده يوخذ عروسته ويروح..لكن زريفة ظلت ترقص..غادر الحضور وأطفئت الأضواء ، وهتف مدير الصالة بالسماعة الداخلية: هي يا اختي يللي بترقصي بالعتمة..في عرس بعديكوا بده يبلش..لكن زريفة ظلت ترقص..

– الو شرطة النجدة..يا خوي في وحدة جننتنا ، خلص العرس وبعدها بترقص ومش راضي تروّح يا ريت تودوا لنا دورية!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

#125يوما

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى