“شتي” أيلول
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي
نشر بتاريخ … 15 / 9 / 2011
في كل #أيلول يسرق أيلول #القلم مني ويكتب قصيدة للورق الثائر خلف السياج..لحقائب التسوق المحلّقة في زوبعة ..لعاشقين مختبئين خلف ستائرهم ينفثان دخان الحب بسرية، لراعٍ يعود بأغنامه عند المساء بعد ان يفرغ في المدى كل الحداء..
في كل ايلول، يطرق شباكي أيلول بغصن #دالية عارٍ..بهديل #حمامة بحّ صوتها #خريف_الفصول..يخربش اللون البرتقالي على زجاج الغروب..يمسح عين #الشمس بكّمه الطوّيل..ثم يجلس بفضول على شرفة القلوب..
في كل ايلول..اشعر ان للجدار قشعريرة تنفر مع كل هبة ريح، مع صوت «عجلات» حقائب #المسافرين على أرض المطار ..مع انكفاء « لقن غسيل « أسندته أمي آخر النهار..مع صوت «تجليد» الكتب بعد العشاء ..ونزق الممحاة فوق حرف «الحاء»، مع غرزة ناعمة في زرّ قميص، مع آخر سيارة تنطلق من مجمع الباصات، و آخر راكب ينزل بخبزه وجريدته من باب السرفيس، مع صوت راديو يطل من نافذة مفتوحة، مع رقصة نسمة مراهقة فوق أرجوحة..
في كل أيلول أذكر اني لي قلباً كان يخفق في أيلول..كان ينمو مثل «المدّيدة» على صوت فيروز والذهب الساقط من خزينة الصيف، كان يتأبط مساءات الخريف ويغني (ورقو الأصفر شهر ايلول..تحت الشبابيك …تذكرني ورقو ذهب مشغول ذكرني فيك..) ..فيزهر احلاماً وشعراً..ويورق أيلول ..
في ليل أيلول، أحرث أوراقي بأصابعي و ابذر صمتي بين الفواصل، وانتظر «شتي ايلول «، مثل #المسافر بين العواصم .. ارقب كل غيمة تمر من سماء بيتنا، أطارد وطن القطن من قطيع الغمام الماشي شرقاً فوق محطة وحدتي ..ارمي لها قلق عيني وعطشي..
في ليل أيلول..انتظر « #شتي_ايلول» ليغسلني من عوادم العيش وغبار المواسم.. ليعيدني صافياً صادقاً كدمعة.. ليهديني للقصيدة «قفله»..ويجعلني دمية غافية على ذراع طفلة..
في كل ايلول ..انتظر «شتي ايلول» لأنه فقط…»بيشبه عينيك»!!
ahmedalzoubi@hotmail.com