
منشور حواديت وحكايات الصحفي/ أمير شفيق حسانين
عندما ترشَّح “عم #عبدالسلام_السباك” ، أمام الوزير #سليمان_متولي![]()
يُذكر أنه في منتصف التسعينيات .. وكالعادة .. ترشَّح الوزير الراحل/سليمان متولي وزير النقل والمواصلات الأسبق ، لعضوية البرلمان عن مسقط رأسه بدائرة قويسنا(منوفية)، ووقتها فوجئ سعادة الوزير بظهور رجل بسيط ، يُدعي الأسطى/ عبدالسلام السباك، وأن هذا الرجل قد أعلن ترشحه للبرلمان مُنافساً للوزير، وكان هذا السباك من عزبة صغيرة اسمها الصُوَة تتبع قويسنا ، وحينها أظهر “السباك الراحل” إصراراً شديداً على إستمراره في المعركة الإنتخابيه ، ضد الوزير بلا رجعه ولا إنسحاب ، رغم أن المهندس/ سليمان متولي كان وقتها مُرشح الحزب الوطني الديمقراطي .
ولما علم الوزير ، بأمر السباك، أرسل إليه، ليعرف منه دافع ترشُّحه المفاجئ ضده، فأخبره الأسطى عبدالسلام، بشىء من الصراحة وحُسن النية، عن أمله وحلمه بتوصيل خط تليفون أرضي لمنزله، مِثلَه مثل باقي جيرانه ، وأخبره بأن أمر ترشحه ضده كانت الطريقة الوحيدة لأن يصل لشخص الوزير ويتحدث إليه وجهاً لوجه ، رغم أن السباك كان يعلم أنه لن ينجح أمام شعبية الوزير، ولن يحصل إلا على حِفنة من الأصوات ، قد يفوق عددها أصابع يديه بقليل .
كان الوزير يستمع للسباك البسيط، الذي يتحدث بلسان الفِطرة والأمانة، وكان في عجب وتبسُم من المطلب المتواضع من هذا الإنسان الزهيد.
وعلى الفور الوزير أعطى توصيات للمختصين بسرعة تنفيذ طلب سباك عزبة الصوة التابعة لقرية الرمالي بقويسنا، كي يُرضي رغبته، ولا يكسر أمله الضئيل في امتلاكه لتليفون بمنزله، لأنه حقه كأي مواطن مصري .
ولتُأرِخ دائرة قويسنا تلك الواقعة الظريفة التي كان طرفها، وزير خدوم بقامة وقيمة سليمان متولي والطرف الثاني هو إنسان بسيط المعيشة والمظهر والثياب ، وما كان هدفه الحصول على رِشوة من المال من الوزير لكي ينسحب من السِباق الإنتخابي ، ثم لم يكن طامعاً في شقة فاخرة أو راغباً في وظيفة لأحد أبنائه ، وإنما كانت أقصى أمنياته، توصيل خط تليفون لبيته ، ليشعر أنه بشر كباقي البشر، وإنسان له حقوق وآمال وكيان !!

