منتسوري ورياض الأطفال ” مقالة 2 ” / رشا مقدادي

منتسوري ورياض الأطفال ” مقالة 2 ”

سأستهل مقالتي لهذا اليوم بأفضل ما قالته منتسوري: “لقد اختلفت مع زملائي في اعتقادي أن الإعاقة العقلية تمثل في أساسها مشكلة تربوية أكثر من كونها مشكلة طبية“.
إن هذه العبارة تمثل المفهوم الجوهري لمنهج منتسوري ويستطيع كل شخص مختص بعلم الطفولة أن يستنبط المدلولات المفاهيمية لهذه العبارة التي اختصرت العديد من السطور .
في مقالتي السابقة سلطت الضوء على ماريا منتسوري مؤسسة المنهج التربوي الرائد في مجال التعليم والذي يعتبر من أفضل المناهج التربوية على الإطلاق .
راقبت الطبيبة التربوية ماريا منتسوري التطور البيولوجي للطفل من أجل وضع العديد من الأهداف التي من خلالها نستطيع مراعاة الإمكانات والاحتياجات الخاصة لكل طفل .
وأهم ما ركزت عليه منتسوري هو البيئة التعليمة المحيطة بالطفل, إيماناً منها بأنها أساس العملية التعليمية التعلمية ومن دونها لا يمكن تحقيق النجاح بما يخص رفع مستويات الذكاء الخاصة بالطفل .
لا تشترط منتسوري في البيئة التعليمية المحيطة بالطفل التكليف , أي يمكن دائما استخدام الأدوات المتوفرة في حياتنا اليومية لتعليم الطفل وفق منهج منتسوري , شرط توفر معيار الأمن والسلامة فيها .
منهج منتسوري يشمل جميع مراحل الطفولة ابتداءً من عمر الصفر وحتى ال 18
يقسم مثلا كالتالي :
1- طفل منتسوري من 0 – 3 سنوات
2- طفل منتسوري من 3 – سنوات
3- طفل منتسوري من 3 – 9 سنوات
وهكذا … الخ
يجدر بنا الإشارة هنا الى أن كل مرحلة تختلف في طريقة التعامل مع الطفل فيها عن غيرها , وتشتمل على مهارات تدريبية يخضع لها الطفل تختلف من مرحلة الى أخرى , حيث يمكن للمهتم في هذا المجال أن يحصل على تدريب خاص بكل مرحلة .
اهتمت منتسوري كثيرا بالشخص الذي سيقوم بتعليم الطفل وفق منهجها ويطلق على هذا الشخص عليه معلم منتسوري . و لا يمكن لأي معلم أن يصبح معلم منتسوري إلا بعد أن يخضع لدورات تدريبية خاصة بكل فئة. ولكل مجال علمي هناك تدريب منتسوري خاص به . مثلا هناك معلم منتسوري للعلوم و معلم منتسوري للغة ومعلم منتسوري لعلم المنطق و هكذا .
في المقالات المقبلة سأتحدث بتفصيل أكثر عن مرحلة 3 – 6 والتي تعنى برياض الأطفال حيث تعتبر هذه المرحلة من اهم مراحل الطفل وتسمى حسب منتسوري
” مرحلة بناء الفرد ” .
وفي الختام أحب التأكيد على أن الطفل يولد مبدعاً بالفطرة و لكن التعامل الخاطئ من قبل الأشخاص المحيطين به هو الذي يجعل نسبة الإبداع تتهاوى تدريجيا الى أن تصبح أقرب إلى الصفر , لهذا من الضروري لكل أم أو لكل امرأة مقبله على الأمومة الخضوع لدورات تدريبية توضح لها كيفية الحفاظ على مستوى الإبداع لدى طفلها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى