منتدى غاز شرق المتوسط .. لماذا شاركنا؟
عمر عياصرة
على الحكومة ان توضح لنا لماذا شاركنا في انشاء «منتدى غاز شرق المتوسط» الذي اعلن عنه في القاهرة بمشاركة كل من الاردن ومصر واسرائيل وقبرص واليونان وايطاليا والسلطة الفلسطينية.
وزارة البترول المصرية، كشفت في بيان، ان من اهداف المنتدى الجديد العمل على إنشاء سوق غاز إقليمية تحترم حقوق الأعضاء، وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية؛ بهدف تأمين احتياجاتهم من الطاقة لصالح رفاهية شعوبهم.
كلام معسول، لا يعكر صفوه الا اشتراك اسرائيل في اللعبة، وربط مصالحها للمرة الاولى بمصالح الاردن ومصر وفلسطين، ويقال اكثر من ذلك، فالمنتدى يشكل اصطفافا اقليميا لمواجهة تركيا ومعاداتها.
نريد ان نفهم ما هو دور الاردن، وما الفائدة من مشاركتنا في المنتدى، وهل وصلت بنا الانساق، حد التماهي في المشاريع المصيرية مع اسرائيل التي لا زالت عدوة لنا رغم انف كل اتفاقات السلام.
وزيرة الطاقة التي شاركت في الاجتماع، وساهمت في اطلاق المنتدى، مطالبة بتقديم توضيح عن مبررات مشاركتنا وفوائدها وماهيتها المفترضة.
يقال ان ثمة حصصا ستوزع ومكاسب من الاكتشافات التي يجري التستر عليها في شرق المتوسط، ولكن يظهر السؤال الاهم عن علاقتنا بالامر وهل ثمة اكتشافات مفيدة لنا، ام اننا مجرد شهود زور على امر لا نعرف حقيقته؟
وهناك سؤال آخر عن سبب استثناء تركيا من المنتدى، رغم ان الاتراك طرف فاعل ومهم ولا يمكن الاستغناء عنه، من قرر تنحية تركيا اهي اسرائيل ام مصر، ولماذا؟
نريد توضيحات لا لبس فيها، وعلى مجلس النواب ان يسأل الحكومة عما جرى، وهل المنتدى يرقى لمستوى اتفاقية تحتاج موافقة السلطة التشريعية.
ما يجري من دمج اسرائيل في المنطقة يدعو للاستغراب البراغماتي والقيمي معا، فعلى المسار الفلسطيني لا زالت اسرائيل تحفر عميقا في سلوكها العدواني والاستيطاني.
اما على مسار القدس وقصة الوصاية الاردنية على المقدسات، فبالامس كانت هناك انتهاكات وامعان في اهانة الدور الاردني، ومع ذلك – للاسف – تطلق وزيرة طاقتنا شراكة معهم كأن الاشياء معزولة عن بعضها.
مرة اخرى، اطالب الحكومة بتوضيح اسباب انضمامنا لذلك المنتدى، واطالب النواب بمتابعة الموضوع رقابيا، وكذلك على القوى السياسية والشعبية المقاومة للتطبيع ابداء رأيها واعلان موقفها.
