سواليف
نشرت صحيفة “الإسبانيول” الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن أضرار استعمال المنتجات الكيميائية الشائعة في البيئة المحيطة بالنساء الحوامل، حيث تضر بنمو الجنين وتؤثر بشكل مباشر على ذكاء الطفل لاحقا.
وقد أكدت العديد من الدراسات هذه الحقائق، ما يدفع لإعادة النظر في المنتجات والمواد التي نستخدمها في حياتنا اليومية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها ، إن جميع الأفراد في حاجة ماسة إلى إفراز هرمون الغدة الدرقية، أثناء عملية النمو، ويتكفل هذا الهرمون بتنظيم جميع مراحل نمو الدماغ. لكن يتأثر إفراز الجسم لهذا الهرمون ووظيفته بالمواد الكيميائية، حيث يعتبر من بين الهرمونات الحساسة لكثير من الشائعة في البيئة المحيطة بالإنسان.
وذكرت الصحيفة أن اختلال وظائف هرمون الغدة الدرقية يعزى إلى وجود العديد من المواد والمنتجات الكيميائية من حولنا، على غرار مبيدات الحشرات، والمواد البلاستيكية، ومثبطات اللهب. والأسوأ من ذلك، يحتوي الطعام وأواني المطبخ، فضلا عن الأثاث ومنتجات التنظيف والملابس ومستحضرات التجميل، على مثل هذه المواد. كما، تنتشر هذه المواد حتى في الهواء الذي نستنشقه والماء الذي نشربه.
وأوردت الصحيفة أن تجربة حديثة أجريت على مجموعة من الضفادع، بغية اكتشاف تأثير المواد الكيميائية الشائعة في البيئة على التطور السليم لخلايا الدماغ. وخلال هذه التجارب، تم تعريض الضفادع الصغيرة إلى مزيج من المواد الكيميائية الشائعة، بتركيز يعادل الكميات التي عادة ما توجد حول السائل السلوي البشري.
وأوضحت الصحيفة أن نتائج هذه التجارب برهنت على أن “تعرض الحيوانات الصغيرة إلى هذا النوع من المواد، قد تسبب في اضطراب على مستوى الإشارات الخلوية للغدة الدرقية”. كما لوحظ انخفاض العدد الجملي للخلايا العصبية، فضلا عن تقلص حجمها. وفي نهاية التجربة، أدى التعرض للمواد الكيميائية إلى ظهور اضطرابات حركية وسلوكية بالنسبة للضفادع الصغيرة.
ووفقا للبيانات الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فقد “تضاعف إنتاج المواد الكيميائية في العالم 300 مرة خلال الخمسين سنة الماضية”.
وقد أثبتت جملة من التجارب التي أجريت في السنوات الأخيرة أن “التغيرات الصغيرة التي تطرأ على هرمون الغدة الدرقية في جسم النساء في مرحلة مبكرة من الحمل، لها تأثير سلبي على نسبة ذكاء الطفل، وبنية دماغه بما في ذلك نسبة المادة الرمادية والمادة البيضاء في الدماغ”.
وكشفت الصحيفة أن دراسات أخرى أكدت أن “الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من وجود مستويات عالية من مواد كيميائية معينة في أجسامهن (مثل ثنائي الفينيل متعدد الكلور)، تنخفض لديهم نسبة الذكاء”. و”يواجه الأطفال الذين تتعرض أمهاتهم إلى نسب عالية من المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الأخرى، معيقات على مستوى النمو العصبي”.
وطرحت الصحيفة جملة من تساؤلات حول مدى تأثير تعرض الجنين إلى المواد الكيميائية على صحته في المستقبل. ويسود اعتقاد بأن هذه المواد التي يتعرض لها الجنين، من شأنها أن تتسبب في إصابة الطفل في وقت لاحق بمرض التوحد، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
وأوضحت الصحيفة أن دراسة أجريت أيضا على فئران حوامل، أكدت أن سلوك التوحد لدى صغار الفئران مرتبط ارتباطا وثيقا بضعف الإشارات الخلوية لهرمون الغدة الدرقية. وعلى وجه الخصوص، يعد قصور الدرقية المسؤول الأول عن هذا المرض.
وأوردت الصحيفة أن الاضطرابات التي تظهر على مستوى الغدد الصماء، والغدة الدرقية بشكل خاص، من شأنها أن تؤثر على معدل الذكاء لدى الأطفال. وأظهرت العديد من الدراسات في أنحاء العالم أن مستويات الذكاء في انخفاض حاد ومستمر، فقد سجل تراجع في مستويات الذكاء في فرنسا والمملكة المتحدة، بالنسبة للأطفال والكبار على حد سواء.
وذكرت الصحيفة أن نتائج البحوث التي أثبتت حجم الآثار الضارة للمواد الكيميائية ودورها في اضطراب الإشارات الخلوية لهرمون الغدة الدرقية؛ سبب كاف لإعادة النظر في عملية اختبار المنتجات والمواد الكيميائية قبل طرحها في الأسواق.