فرح مرقه: مقاومو الاردن والسيد نصر الله في “الركبان”.. شبان يعالجون المجتمع بتقليد الاغنيات الخليجية والعالمية على شاشة رؤيا

فرح مرقه: مقاومو الاردن والسيد نصر الله في “الركبان”.. شبان يعالجون المجتمع بتقليد الاغنيات الخليجية والعالمية على شاشة رؤيا.. نادين نجيم وماكياجها الدائم ورفض المجتمع الرافض في “نص يوم”.. وأبو عصام حين يتحول من الرجولة لـ”التيس المستعار”..

فرح مرقة

بدأ انصار “المقاومة اللبنانية” من الأردنيين منذ هجوم الركبان يتداولون الأنباء ويرسلون الرسائل عن كون قناة الميادين هي الوحيدة التي قالت عن ضحايا السيارة المفخخة التي انفجرت على الحدود “شهداء”، بينما لم تتجاوز قناتين كالجزيرة والعربية كلمة “قتلى”.

الاردنيون المقاومون العظماء، ارسلوا رسائلهم للاعلاميين والناشطين عبر التطبيقات المختلفة بين فيسبوك وتويتر وواتساب وغيرها، ليثبتوا مجددا نظريتهم عن كون “محور الممانعة” هو الحليف الواجب الاتكال عليه، وليس العربية التي تمثل السعودية ولا الجزيرة التي تمثل قطر؛ وكأن كلمة “شهيد” او “قتيل” هي “مربط الفرس″ بالقضية.

كان هؤلاء يغردون بسربهم الخاص بينما كان الاردنيون لا يعلمون تماما ما عليهم فعله، وان كان عليهم ان يبدؤوا الخوف من المستقبل او يتحلوا بالعزيمة والاصرار، والى اين قد يذهب بهم مستقبل بلادهم.

الاهم انهم انفسهم من صمتوا جدا وتماما حين خرج علينا “زعيم المقاومة” الشيخ حسن نصر الله ليبلغنا ان ما حل بالاردن ما هو الا “بضاعته” كون الاردن كان يفتح الحدود امام السلاح والعتاد وغيره مما عدده على شاشة المنار.

جمل السيد نصر الله بدت بوضوح ملآى بالتشفي والغلّ على الاردن، في الوقت الذي كان أنصاره فيه يحاولون تسويقه مجددا بعدما اتخذ منه الاردنيون موقفا منذ تدخله في الازمة السورية، ما بدا انه خذلان ملأهم لاحقا فصمتوا جميعا.

**

بموارد قليلة وانتاج جميل يبدع شبان اردنيون على شاشة فضائية رؤيا في انتاج فيديوهات نقدية ساخرة وتقليد بعض الاغاني التي اتخذت شهرة واسعة.
شبان “فوق السادة” كما اسموا انفسهم وهم مجموعة من الشباب الذكور فقط، بدأوا يقلدون اغنيات خليجية وعالمية جميلة ومشهورة بصورة تنقد المجتمع وتوضح اشكالاته حتى انها اليوم وبعدما بدأت منذ ايام رمضان الاولى باتت تسمع في الشوارع وعلى الاذاعات.
ما تفوّق به الشبان على انفسهم كان بأنهم اعتمدوا التقليد الجميل، الذي فيه غيّروا كل معاني الاغنية وابقوا على اللحن والتوزيع، ليطرحوا عبر الكلمات الجديدة مشكلة او ظاهرة اجتماعية مثل الشراء من “البالة” (سوق الادوات المستعملة) او معاناة الخادمات او كيفية تعامل الاساتذة في المدارس الحكومية وغيرها.

ضعف الامكانات لم يكن عائقا امام انتاج محترف وجميل مثل ما قدمه شبان “فوق السادة” والاهم انهم عمليا يضيفون بعض النكهة للكوميديا المحلية والتي تبنتها فضائية رؤيا وتتبناها منذ مدة.

**

رغم ان شعوري بأنه بات من المخزي الاستمرار بمسلسل مثل باب الحارة بعد ان هدم كل ما بناه من قيم انسانية في اجزائه الاولى عن النخوة والشهامة ورجاحة العقل وغيرها، الا اني اجده اليوم اكثر فائدة من ذي قبل.

فهو برأيي اليوم اقرب للواقع من ذي قبل، واقرب لاذابة كل القيم التي تندثر شيئا فشيئا من حلقاته في اجزائه السابقة، رغم انه يذيب “الرجولة والمروءة” بصورة اسرع من المتوقع بصراحة ومع ذات الشخصيات التي من المفترض انها على الاقل لن تتنازل عن قيمها بسهولة.

بكل الاحوال لم احب “ابو عصام” وهو يُستعار ليحلل “فوزية” لابو بدر على طريقة “التيس المستعار” في الحديث النبوي الشريف، كما لم يعجبني الشيخ المتعصب والدنيء الذي ضرب زوجته ثم اتهمها بعرضها لانها فرّت من بين يديه دون ارتداء حجابها، ولم يعجبني الرجل المزواج الفارغ وهو يفرض على زوجته ان تشتري من حر مالها بيتا له ولـ “ضرايرها”، كما بالطبع لا استسيغ ان يرشّح “جاسوسا” نفسه للبرلمان.

كل ما ورد سابقا يحصل في المجتمعات بالطبع، ولكن هل كان علينا ان نرى شخصيات احببناها ترتد الى ارذل حالاتها ليفرح المخرج العظيم، وان يزداد القبح في عيوننا لنشعر ان المسلسل حقيقي، للاسف.. اظن القصة باتت “بايخة”.

**

على النقيض من سماجة باب الحارة يأتي مسلسل “نص اليوم” اللبناني بالكثير من الابتكار في الاداء والامكانات، ليكمل السلسة التي بدأتها نادين نجيم مع النجوم السوريين بصورة غير تقليدية خلال العامين الماضيين.

المسلسل يتمتع بأداء جميل ورغم بعض المشاكل والمغالطات في الاداء الا انه على ما يبدو يتصدر المسلسلات الرمضانية المتابعة بصورة واسعة على الاقل بمحيطي، خاصة وهو يتحدث عن قصة “نصب واحتيال وحب” غير مألوفة بالعادة الا بالافلام الاجنبية.

بالنسبة الي يبدو المسلسل مغريا بالمشاهدة وجاذبا للانتباه، رغم الماكياج الذي لا يتأثر بالبلل او النوم او العوامل الخارجية للممثلة، ورغم عدم تطاير اي خصلة من شعر تيم حسن المصفف بطريقة فولاذية منذ المشهد الاول وحتى اللحظة، الا ان المسلسل اضافة للدراما العربية التي كنا نشعر انها منذ زمن تقف عند ذات الحدود والعقلية.

الاهم، ان المسلسل يعالج قضية اعمق تتمحور حول رفض الشخص المرفوض مجتمعيا لمجتمعه وتبرير اي شيء بهذا السياق؛ فـ “ميسا” احدى فتيات الميتم التي رفضها المجتمع طويلا، مثلها مثل اي شخص رُفض لاي سبب، سواء لمعارضته او لانه من عرق مختلف، او لافكاره غير المنسجمة مع القطيع.. هؤلاء كـ”ميسا” قنابل موقوتة في كل المجتمعات وسيبقون الى ان يرث الله الارض وما عليها!

*كاتبة أردنية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى