مناورات القسام.. أي نوع من الرسائل؟ / عمر عياصرة

مناورات القسام .. أي نوع من الرسائل؟

من المؤكد ان قرار كتائب القسام اجراء مناورات «الصمود والتحدي» لم يكن عسكريا خالصا، فهناك قرار سياسي امني تحريكي يقف وراء هذه الخطوة.
كتائب القسام ظهرت بمنطق سيكولوجية الجيش النظامي المدرب المستعد، الذي لم يناله الحصار بسوء، ولم تؤثر في بنيته الحرب الاخيرة قبل اربعة اعوام.
هنا يأتي السؤال: لماذا أرادت حماس تأكيد قوتها العسكرية؟ اي مضامين للرسائل ارادتها؟ ومن هي الجهات المقصودة بتلك البرقيات التي سطرتها مناورات «الصمود والتحدي»؟
قطعا ان اسرائيل مقصودة بالمناورات، حماس تقول لهم اننا اقوياء، في حال فكرتم بحرب ستتألمون، اذا، هي رسالة ردع للاسرائيلي الذي يطالب بعض جنارالاته بالقضاء على حماس.
من جهة اخرى، هناك برقية للداخل الغزاوي والفلسطيني، ولعلها في غزة تقصد الجماعات المخترقة والجهادية المتطرفة، بأن القسام اقوياء ويملكون ضبط الايقاع، ولن تسمح لهم بجر غزة لاستنزاف داخلي غزاوي.
اما في كل فلسطين، فهي رسالة ان ثمة منجزا وطنيا فلسطينيا، يقارب مفهوم الجيش النظامي، لا يمكن اختزاله واغتياله بمنطق «سلاح واحد» ولا يمكن تسليم رقبته للتنسيق الامني، فالمناورات تعرض نفسها للمواطن الفلسطيني وتقول احكم انت بيننا.
بعض الزملاء، يرون في المناورات استفزازا لإسرائيل، وتحفيزا لها كي تهاجم غزة، على اعتبار ان القسام قوية يجب ان تصبح اقوى، وانها تحتاج الى ضربة استباقية.
قد يكون ما يقوله الزملاء صحيح، فمن يقرأ ويتابع بعض مقالات الصهاينة عن المناورات يشعر بذلك، لكنني اختلف معهم في ان حماس رغبت بهذه الرسالة وانها تريد تحرك جبهة غزة.
على كل الاحوال، المناورات تمت، واظهرت حماس انها ليست لقمة سائغة، وانها تستطيع ردع العدو ومنعه من الاعتداء على غزة، وايضا، كأن حماس تقول ان بإمكانها اعلان الحرب وخلط الاوراق، وهذا يؤكد ما قاله القيادي انه اذا بلغ السيل الزبى سنصدر الانفجار الى اسرائيل، ولعلها رسالة موجودة في جنبات المناورات الحمساوية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى