مناضلون حتى الوفاة

مناضلون حتى الوفاة
يوسف غيشان

قبل عقدين تقريبا جلس رجلان محترمان من كبار الشخصيات الوطنية الاردنية إلى جانب بعضهما في مناسبة وطنية عامة. صديقي جورج حدادين الذي كان جالسا بقربهما نقل لي تفاصيل ما سمع من حوار بينهما وهو مندهش من هذه الروح القوية التي تمور داخل أجساد قدامى المناضلين. وأنقل لكم تفاصيل الحوار، حسب أقوال المصدر غير المؤوّل (جورج حدادين طبعا):

الاول: يا ابو سامي …. معجبك الوضع اللي احنا عايشينه؟؟

الثاني: طبعا لا يا أبو خليل

مقالات ذات صلة

الاول: طيب شو رأيك نعمل حركة…. نجمع هالناس ونشوف شو نعمل! .

الثاني: يا ابو خليل انا قربت من التسعين وانته نطيت الخمسة وثمانين بكفي نضال خلي دور لغيرنا؟

الاول: يعني قديش فكرك رح نعيش؟

الثاني: سنتين ثلاثة … خمسة مش أكثر

الاول: طيب هالسنتين ثلاثة خلينا نناضل فيهم.

أما الاول فهو المناضل الشيوعي الكبير الدكتور يعقوب زيادين، أما الشيخ الثاني فهو شيخ المناضلين الاردنيين والفلسطينيين الاستاذ بهجت ابو غربية الذي قاتل في صفوف ثورة ال 36، وما انفك يقاتل حتى مات.

ويلي علينا:

لا شك أن جيلنا والأجيال الأكثر شبابا نشعر بالدهشة ونحن نشهد هذه الأرواح الوثابة، ونرى الى أنفسنا وقد انسحبنا تدريجيا من العمل السياسي والحياة العامة، تقتلنا شيخوخة سن الثلاثين والخمسين. لكننا انهزمنا مبكرا وهم الشيوخ الطاعنون في النضال لم يهزمهم سوى الموت.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى