#مناجاة .. مع #شجرة #الأمنيات / #احمد #المثاني
.. ها أنا عائد إليك ، من سفر السنين .. تحت ظلّك ، ألقي أحمالي ، و أنشد ظلك بعد الهجير ..
أناجيك ، من أعماق القلب .. لم يَعُد أحد يسمعني .. إلّاك ! لم يبقَ من الصّحب في مشوار العمر إلّا القليل
.. لقد مَضَوا ، كلّ في طريق .. لم
يتركوا إلّا وعوداً .. و أمنيات ..
.. ها أنا أعود إليك ، و ألوذ بك
علّ روحي تسكن في ظلّك ، و قد
كنت بالأمس ، في زمن الطفولة ،
أعلق على كلّ غصن منك أمنية ،
حتى أثقلتك بتلك الأماني .. كنت
آوي إليك و أودعك أحلامي ، مخافة أن يسرقوها .. أو تذهب بها الأيام .. ها أنا ، بعد السنين العجاف
قد عدت إليك .. أبحث و ألملم بقايا
أحلامي .. فأنا اليوم أعود ، عارياً من أثواب الزينة التي أثقلتها النياشين و الأوسمة الجوفاء ..
أعود إليك عارياً من ألقابي و سلطاني .. أبحث عن حلم طفولة
لم تفسده أطماع الجشعين .. و لا مجاملات الكذب و النفاق ..
أحلم بأرجوحة تأخذني إلى هناك حيث فُتات الغمام الأبيض في القبّة الزرقاء .. علّي ألامس الأفق ، مع
طيور مهاجرة ..
.. أتذكرين ، كم بكيت تحت وارف ظلّك شوقاً و حبّاً لوردة ضحكت لي .. و جاء مَنْ قطفها ..
هل تذكرين صوت التنهيد و الآهات
و أشهدتك و القمر يسترق النظر من بين أغصانك .. ذات ليلة صيف –
أشهدتك على الوفاء ..و علّقت في أغصانك أمنية ، و شريطاً أحمر ..
ها أنا اليوم ، أعود و جيبي فارغ
و قلبي مليء بأجمل الحكايا .. و خيالي تتداعى فيه صورٌ ..
و يمرّ شريط مثقل بعطر
الذكريات و الأمنيات ..