ممنوع #الاحتفال بالاستقلال
د. خالد حسنين
أذكر هنا طرفة لبنانية تقول بأن معلمة دخلت على فصل دراسي في اليوم المفتوح (وهو يوم احتفالي لا منهجي تقيمه وزارات التعليم في العديد من دول العالم بهدف تطوير شخصية الطلبة)..
المهم أن المعلمة قالت للطلبة: سيكون حوارنا اليوم عن مفهوم #الديمقراطية وحقوق الإنسان!!
فاعترض أغلب الطلبة على الموضوع، وقالوا للمعلمة بأدب: يا ريت نتحدث بموضوع أقل جدية في هذا اليوم…
- المعلمة: يعني مثل ايش
- الطلبة: مثل أجمل موقف طريف حصل معك خلال حياتك، ماذا تحب أن تكون بعد سنة من الآن…
- المعلمة: (بحزم) هذه مواضيع تافهة، وأنا حكيت رح نحكي عن الديمقراطية، يعني عن الديمقراطية، يلا خلينا نبلّش…
تذكرت هذه القصة الطريفة عن تناقض العناوين مع المضامين وأنا أتابع سلسلة #الاعتقالات التي تمت صباح اليوم، صباح يوم #الاستقلال، لعدد من المعلمين (المارقين) وهم يتحدون هيبة الدولة، ويعلنون منذ يوم أمس أنهم سيحتفلون باستقلال المملكة، في المكان والزمان الذي قررته الحكومة وأجهزتها، ولكنهم ارتكبوا جريمة كبرى بالدعوة للاحتفال تحت لافتة نقابة المعلمين (الارهابية) التي تتحدى وما زالت هيبة الدولة، وتناضل بالطباشير البيضاء، وتشخبط بكل وقاحة على لوح الحكومة الأسود.
هنيئا لنا بالاستقلال وتحرير الإرادة، وهنيئا لنا بصبرنا وجلدنا وعزمنا موحدين في مواجهة قوى الضلال، من معلمين ومهندسين وحزبيين وحراكيين وقرامطة وسكسونيين، وسائر القوى التي تسعى للنيل من هيبة الدولة، وحفظ الله لنا وزراءنا ومحافظينا ومتصرفينا، وسائر حكامنا الإداريين من كل سوء، وأبقاهم ذخرا للوطن في يوم استقلاله السادس والسبعين، فهم يمثلون حقا المعنى الحقيقي للاستقلال (أقصد رجال الدولة حماهم الله، مش الناس الخامّين) وقد نالوا شرعيتهم عبر إرادة شعبية حرة، ووصلوا إلى مواقعهم بسبب كفاءتهم وقدراتهم وتاريخهم العريق في خدمة الوطن.
الله يلطف فينا تالي هل سنة..
قائمة المارقين حتى الآن: