ملك إسبانيا السابق يستدين من أصدقائه لسداد ديون للدولة

سواليف

لجأ ملك إسبانيا السابق، خوان كارلوس، إلى الاستدانة من أصدقائه المقربين؛ لدفع أكثر من 4 ملايين يورو لخزينة الدولة، في محاولة لتجنُّب إجراءات جنائية ضده، حيث تلاحقه تهم التهرب الضريبي إلى جانب تلقي رشىً من السعودية، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إسبانية، الجمعة 26 فبراير/شباط 2021.

إذ فتحت السلطات الإسبانية، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، تحقيقا أوَّلياً بشأن المعاملات المالية للملك السابق خوان كارلوس، الذي انتقل للعيش في الإمارات، وذلك على خلفية تقرير أعدَّته الوكالة الوطنية لمكافحة غسل الأموال في إسبانيا، منفصلاً عن تحقيق آخر يخضع له الملك الإسباني السابق، يتعلق بعقد حول قطارات فائقة السرعة مع السعودية.
ديون للدولة على الملك

قال المحامي خافيير سانشيز خونكو، إن موكله ملك إسبانيا السابق سدد طواعيةً نحو 4.4 مليون يورو، “تشمل فوائد على متأخرات ورسوماً إضافية”.

وفقاً لتقرير في صحيفة “إلموندو” المحافظة، فإن الملك اقترض الأموال من أصدقاء مقربين له، وهذه ثاني دفعة يسددها خوان كارلوس للخزينة في غضون 3 أشهر.

يشار إلى أن ملك إسبانيا السابق (82 عاماً)، انتقل إلى الإمارات، العام الماضي، بعد شبهات بشأن مصادر ثروته الغامضة، مما أضرّ بسمعة النظام الملكي الإسباني.

في وقت سابق، قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، إنه يشارك الإسبان “رفض” ما وصفه بـ”السلوك غير المتمدن” لخوان كارلوس، وعبّر عن رفضه لتأخُّر الملك السابق في سداد المستحقات الضريبية عليه.

لكنه رأى أنه “يجب عدم الحكم على مؤسسة” بل “على تصرف شخص واحد”، في إشارة إلى أن المؤسسة الملكية لا تتحمل مسؤولية هذا السلوك.
فضيحة الرشوة السعودية

يحقق القضاء بسويسرا وإسبانيا بشأن تلقي الملك السابق 100 مليون دولار في حساب سري بسويسرا عام 2008.

كما تنشر الصحف الإسبانية باستمرار، تفاصيل عن الإدارة الغامضة للأموال التي يُعتقد أن السعودية دفعتها لكارلوس، الذي ابتعد عن الحياة العامة السنة الماضية، بعدما تنحى عن العرش في يونيو/حزيران 2014، لصالح ابنه فيليب السادس.

إذ تم فتح التحقيق، في سبتمبر/أيلول 2018، بعد نشر تسجيلات نُسبت إلى امرأة كانت على علاقة بخوان كارلوس، أكدت فيها أنه تلقى عمولة خلال منح شركات إسبانية عقداً ضخماً لتشييد خط قطار فائق السرعة في السعودية.

شوّهت الشكوك حول الثروة الغامضة إرث الملك الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة منذ عقود، وكان الشخصية الرئيسية في “التحول” الديمقراطي بالبلاد بعد ديكتاتورية فرانكو (1939-1975).

بينما أعلن الملك الحالي فيليب السادس، أنه تخلى عن ميراث والده وسحب منه مخصصاته السنوية البالغة 200 ألف يورو، بعدما شعر بالحرج من ورود اسمه كأحد المستفيدين من تحويل الأموال السعودية إلى المؤسسة التي تدير الحساب في سويسرا.

مع بدء إجراءات قضائية بحقه حول قضايا فساد، أبلغ خوان كارلوس الأول، ملك إسبانيا الفخري، نجله فيليب السادس، العاهل الإسباني، قراره الرحيل عن إسبانيا والإقامة في بلد أجنبي؛ من “أجل البحث عن الهدوء”.

من جانبها، أكدت صحيفة (إيه.بي.سي) الإسبانية، في أغسطس/آب 2020، أن ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس سافر إلى أبوظبي على متن طائرة خاصة يوم الإثنين 3 أغسطس/آب.

كما كشفت صحيفة The Daily Mail البريطانية، أن مخبأ الملك الإسباني السابق، خوان كارلوس، هو جناحٌ رئاسي بأحد أغلى فنادق العالم في أبوظبي.

سانشيز-جونكو، محامي الملك خوان كارلوس، قال في بيان رسمي، إن “مغادرته إلى الخارج ليست محاولة للتهرب من المتابعة القضائية” (يحقق الادعاء بالمحكمة العليا والادعاء السويسري في استدعائه من الخارج)، مشدداً على أن موكله “سيبقى تحت تصرف المدعي العام في جميع الأوقات لأي إجراء يراه مناسباً”.

الصحيفة نفسها أوردت أيضاً، أن الملك خوان كارلوس لن يخسر اللقب الفخري للملك، الذي مُنح له بموجب مرسوم ملكي، في يونيو/حزيران 2014، قبل أيام قليلة من تنازله عن العرش، والذي لم يرغب ابنه في تجريده منه ضد إرادته كما فعل مع أخته كريستينا، بعد قضية “Urdangarin”.

المصدر
عربي بوست
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى