
عازف الناي / أحمد المثاني
متدثر بعباءة الليل .. حيث تكاد تختفي ملامح الأشياء .. إلا من خيوط ضوء
أرسلها القمر من ثقوب الغيم ..
و على منحدر التلة ، حيث يستند الكوخ الخشبي المتهالك .. و هو يغالب تعاقب السنين . .
– راح عازف الناي .. يقطع هدأة الليل
يبث أشجانه .. و يصب أحزانه في
جوف القصب .. و جوف هذا الليل ..
فتسمع لحنا متكسرا ، و أنفاسا حملت
عذابات الروح .. و انكسارات النفس
و نحول جسد ، لا يكاد يحمل صاحبه
.. لعل هذا العزف بكاء ..
و لعل هذه الوحدة دليل شقاء ..
*** ***
يا عازف الناي ، بي مثل أحزانك
هذه الأنفاس .. و هذه الأنغام
التي تسكبها .. تبعث الشجو
الروح متعبة .. في غدوها و
رواحها .. و هي تحمل أثقالها
و تبحث عن كمالها ..
يا عازف الناي ، هل تبكي
غربة روحك ، و هل تبحث
عن ذاتك ..
هل تبكي خيانة حبيب
أو تنكر قريب ..
يا عازف الناي ، أنا
من يفهم سر بكاك ..
و أفهم سر ضحكك ..
فاحمل بقاياك
و اترك للغافلين
سر وجدك ..
انفخ في مزمارك
و لا تترك في المدينة
جزءا من بعضك ..
و لربما جاء يوم
لقومك .. يفقهون
فيه عزفك !!
أحمد المثاني