سواليف
أظهرت دراسة جديدة زيف المعتقدات السابقة الواسعة الإنتشار والتي تقول بأن مكملات الكالسيوم يمكن أن تكون جيدة بالنسبة لنا، حيث وجدت دراسة جديدة بأن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ50 سنة، لا يمكن أن يحصلوا على عظام أقوى من خلال تناول المكملات الغذائية أو عن طريق تناول حصص إضافية من الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان.
وقد أوضح العلماء بأن تناول مكملات الكالسيوم ليس سوى مضيعة للوقت، ويمكن أن يكون ضاراً أيضاً، حيث أن جرعات الكالسيوم الإضافية لا تذهب إلى العظام لتقويتها بل إنها يمكن أن تتراكم في الشرايين، مما يتسبب في الإصابة بأمراض القلب، أو في الكلى، أو قد يتسبب بتشكل الحصى في الكلى.
وقد قام الباحثون في جامعة أوكلاند في نيوزيلندا بإجراء ما يسمى بالتحليل التلوي، حيث أنهم قاموا بتجميع كافة الدراسات ذات الجودة العالية التي كانوا قادرين على الحصول عليها من جميع أنحاء العالم لرؤية ما تظهره.
وقد أظهرت معظم الدراسات بأن الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ50 سنة لا يحصلون على أي فائدة على الإطلاق من تناول مكملات الكالسيوم أو من تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم، حيث أن هؤلاء الأشخاص كانت احتمالية إصابتهم بالكسور متماثلة لاحتمالية إصابة الأشخاص الذين لا يتناولون مكملات الكالسيوم بالكسور، كما أظهرت إحدى أقوى أنواع التجارب، وهي التجربة المنضبطة العشوائية، بأن تناول الكالسيوم بالنسبة للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ50 عاماً لا يشكل أي اختلاف.
تبعاً للباحثين، فإن تناول الكالسيوم من مصادر غذائية لا يرتبط مع تخفيض خطر الإصابة بالكسور، وليس هناك دليل صادر عن أي تجربة من التجارب السريرية يشير بأن زيادة تناول الكالسيوم من المصادر الغذائية يمنع الإصابة بالكسور، حيث أن جميع الأدلة التي تشير بأن مكملات الكالسيوم تمنع الإصابة بالكسور ضعيفة وغير متناسقة.
في عام 2012، أصدرت فرقة العمل الوقائي في الولايات المتحدة توصيات جديدة تشير بأنه لا يوجد أدلة كافية لإصدار توصيات بأخذ الكالسيوم أو فيتامينات D، بل أصدرت الفرقة أحياناً توصيات توصي بعدم تناول الكالسيوم وفيتامين D في بعض الحالات.
وتُنصح النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 50 سنة بالحصول على 1200 ملغ من الكالسيوم يومياً، كما وتُنصح النساء تحت سن الـ50 بالحصول على 1000 ملغ من الكالسيوم يومياً، في حين يُنصح الرجال بالحصول على 1000 ملغ يومياً، ولكن من المفترض أن يحصل الرجال فوق سن الـ70 على 1200 ملغ من الكالسيوم، وفي حين أن منتجات الألبان تعتبر من الأغذية الغنية بالكالسيوم، إلّا أنه يمكن الحصول على المقدار الموصى به من الكالسيوم أيضاً عن طريق الخضار الورقية الخضراء والحليب المدعم مثل حليب الصويا وبعض العصائر وحبوب الإفطار.
يساعد فيتامين (D) الجسم على امتصاص الكالسيوم، كما تساعد أشعة الشمس الجسم على إنتاج الفيتامين (D)، وهذا الفيتامين عادة ما تتم إضافته إلى بعض الأطعمة مثل عصير البرتقال ومنتجات الألبان، كما أنه يوجد في بعض أنواع الأسماك، ولكن على الرغم من هذا، فإن معظم الأشخاص لا يحصلون على ما يكفي من الكالسيوم من الغذاء أو المكملات الغذائية، لذلك كان يأمل الاطباء بأنه إذا ما استهلك الأشخاص المزيد من المكملات الغذائية، فإنهم سيصبحون أفضل حالاً، ولكن الدراسات لم تدعم هذا الافتراض.
تبعاً للدكتور (كارل ميشائلتسون) من جامعة أوبسالا في السويد، فإن الأدلة التي لا تحبذ تناول كبار السن للكالسيوم أو لمكملات الكالسيوم بدأت تصبح أكثر إقناعاً، ولهذا فإن الوقت قد حان بالتأكيد لإعادة النظر في توصيات تناول الكالسيوم المثيرة للجدل.
قام (ميشائلتسون) بإجراء أبحاث بينت بأن الأشخاص الذين يشربون الحليب بكثرة، كان لديهم معدلات أكبر في الإصابة بالكسور من الأشخاص الذين لا يتناولون الكثير من الحليب، كما أنهم كانوا أكثر عرضة للموت خلال فترة معينة أيضاً.
كما أظهرت الأبحاث أيضاً بأن تناول المكملات الغذائية يمكن أن يسبب الأذى، حيث أظهرت التجارب السريرية التي تضمنت تناول مكملات الكالسيوم بجرعات تصل إلى 1000 ملغ يومياً، بأن ذلك يسبب آثاراً سلبية تشمل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وحصى الكلى، ودخول المستشفيات نتيجة لحدوث أعراض حادة في الجهاز الهضمي.
نتيجة لتلك الدراسة، تم تشجيع كبار السن على تحسين صحة عظامهم عن طريق زيادة تناول الكالسيوم من الأطعمة الغنية بتلك المادة بدلاً من تناول المكملات الغذائية، حيث افترضت هذه النصيحة بأن زيادة تناول الكالسيوم عن طريق المنتجات الغذائية للحصول على المستوى الموصى به من 1200 ملغ يومياً أو أكثر، يمنع حدوث الكسور دون التسبب في الآثار الضارة التي تسببها مكملات الكالسيوم.
ولكن وجد فريق (ريد) بأن الدراسات التي تم نشرها لم تظهر أي فائدة، ففي التجربة الثانية التي قام (ريد) بإجرائها، وجد الباحثون بأن الأشخاص الذين يتناولون الكالسيوم بكثرة في وجباتهم الغذائية، كان لديهم على الأرجح عظام أقوى قليلاً تبعاً لمقياس كثافة العظام، ولكن هذا لم يؤد إلى التقليل من عدد الكسور التي أصيبوا بها.
شككت بعض الدراسات الأخرى في فوائد تناول جميع أنواع المكملات الغذائية، وأشار بعضها أيضاً بأنها قد تساهم في نمو الأورام السرطانية، ولكن على الرغم من هذه النتائج، فإن معظم الأشخاص لا يزالون يفضلون تناول المكملات الغذائية، حيث وجدت دراسة أجريت في عام 2012، بأن 75 % من الأميركيين الذين يتنالون المكملات الغذائية سيستمرون في تناولها حتى وإن ثبت بأنها لا تفيد الصحة. إذن ماذا يجب أن نفعل؟، وفقاً لمعاهد الصحة الوطنية، فإن ممارسة الرياضة تعتبر إحدى الاحتمالات المطروحة، فممارسة المشي والجري ولعب التنس ورفع الأثقال والرقص يمكن أن تساهم في تقوية العظام، في حين تبين بأن السباحة وركوب الدراجة لا يفيدان كثيراً في بناء عظام قوية، ومن جهة ثانية فإن التقليل من شرب المشروبات الكحولية والتوقف عن التدخين يمكن أن يساعد أيضاً في الحفاظ على قوة العظام.