مقطف كذب
د. محمد شواقفة
لمن لا يعرف #المقطف، فهو عند الفلاحين يشابه المنخل ذو الثقوب الناعمة و ثقوبه اكبر من #الغربال الذي يشيع استخدامه لفصل حبات القمح عن الاتربة و القش و الحجارة…. و المقطف يبدو شكلا كالغربال و لكن ثقوبه واسعة و يمكن أن يمر من خلالها الكثير و مما لا يمكن ان يمر من خلال الغربال.
و قد ذكر أحد الشعراء المجهولين في رد على مدع تافه بيتين من الشعر:
«والله لئن لم تنتهِ لدعوتُ الله أن يبتليكَ بأربعٍ…..
……….. فأسٌ ومَقْطفٌ وقُفةٌ، ثمّ على ظهركِ بَرْدعُ»
نتمنى أن يكرمنا الله في هذه الأيام أن يريحنا من هؤلاء المدعين الذين يكذبون و يواصلون #الكذب وقد أخجلوا جوبلز و وضعوه في موقف محرج فلم يعد له ذكر أو أي انجاز.
المصيبة بأن كذباتهم غير متقنه و تمر عبر ثقوب المقطف، و غير أنها كبيرة فهي أيضا كثيرة، و تعلو قصصهم سحب من الغبار فتحجب الرؤية و تشوه المشهد و تضع السحيجة في وضع لا يقل احراجا عن كبار الكذبة و اساطين المنافقين.
حالات الكذب المتواصل باتت امرا اعتياديا لم يعد ينكره الناس و لم يعد يستفز أي مشاعر و لا أحاسيس. ثمة حالة من العجز و الصمت المريب تغشى الجميع حتى باتت البلاد كأنها مجاميع من تماثيل شمع لا روح فيها. هل هي حالة من الموت السريري أم أن كذبهم جميل لدرجة أننا نصدقهم في كل ما يقولون!!!
أيها الكاذبون، إن عجزنا الماثل بعدم ردعكم لا يجعلنا أفضل منكم !! و لو شجبنا كل الظلم و تباكينا بدل الدموع ترابا و دم، و لو رمينا عقالنا في ساحات مساجدنا و اعتزلنا الألوان و تظاهرنا بلا و لن و كم؟؟
“دبوس على العجز”