مقال خاسر
خسر ذاك المقال عندما أراد المشاركة في مسابقةٍ للمقال الساخر ، خسر جزءاً من كبريائه ,هيبته وشموخه ! .
حاول جاهداً إيجاد نقطةٍ للبداية لكنه لم يجد ، فكل شيءٍ يدعو للسخرية .
وفي محاولةٍ أخيرةٍ مستجمعاً قواه ، تأمل قلمه للحظاتٍ قبل الكتابة ، فابتسم ساخراً للمرة الأولى .
نائبٌ يسرقنا قد انتخبناه .. عالمٌ في السجن حريته سرقناه .. أختنا الشام تنادي ( وامعتصماه) .. فلسطين نبكيها بدمعٍ زائفٍ رسمناه .. أمل شعبٍ صادقٍ قتلناه .. فكرنا الإسلامي نسفناه …
قوميتنا سمّمت .. ثوابتنا دمّرت.. حقائقنا زيّفت .. وحدتنا مزّقت .. أصولنا ميّزت .. دولةٌ للكيان سُجّلت ! والقائمة تطول .
مناهجنا ما زالت محتلةً تحت الإستعمار الفكري، يهمّشون ويمدحون ، يسرحون ويمرحون في عقولنا ، فعقولنا مشتّتة و قلوبنا ممزّقة ..
كل هذا خطر في لحظة تأملٍ قصيرة , فكيف لو طالت !!
أهو واقعٌ قد فُرض , أم هي أسبابٌ ونتائج!!
ربما لم يعد لسلاح القلم وقعٌ كما كان في السابق ،فالقلوب تغيرت والصدأ يغشى النفوس!
لم يكتفِ المقال بخسارته المعنوية للكبرياء والشموخ ، وإنما خسر فعلا ً، فكل ما كُتب كان في الموضوع ضعيفا ، نمطياً سهلا ، فموضوعٌ كهذا أصبح عتيقاً لا تجديد فيه ، طرحه ليس من الأهمية بمكان .. وهناك ما هو أهم !!
في نهاية المطاف لم يكن للسخرية حضورٌ إلا بين قلمٍ ساخرٍ ومقالٍ خاسر !