
مع الوفاء للمحاربين القدامى .. ولكن (؟!)
لا يريد من أفنى زهرة شبابه وعمره – شقاء وفداء – للوطن أدنى مقابل لما قدمه وضحى به وهو يلاحظ فرِحاً كيف وطنه نمى وأزدهر تحت حمايته الرصينة وتضحياته العظيمة… لكن عندما تلحظ عيناه وهي ترعيان الوطن الذي ترعرع بين أكف خشنة وعناية رجال صمدت في الخنادق شددت قبضتها على زناد البنادق لا تلين من تعب ولا تهن من برد حتى وأن عرفت أن خلفها هناك من غرق في نعيم الفنادق ولا يحط ليله الصاخب الساخط فلا يبقى ولا يذر..!!
ولما انقضى يوم الوفاء بما له وبما عليه أسئلة عديدة وجهت لي من محاربين قدامى ومتقاعدين عسكريين.. منها:-
من يؤسس للدعوة.. ولماذا هؤلاء يدعون عشرات المتقاعدين ويستعدون الالاف..؟!
لماذا لا تكون الدعوة مفتوحة.. لكل من يرغب بالحضور من المحاربين القدامى، بدون استثناء..؟!
لماذا لا يكون يوم الوفاء عبارة عن مهرجان تقيمه القيادة العامة وليس المؤسسة ، على أن يبدأ منذ ساعات الصباح الباكر حتى مساء ذاك اليوم وفي منطقة حدودية.. مثلا!؟ (الاقتراح أعجبني)
لماذا لا يوفر الجيش لهذا اليوم الباصات والحافلات الكافية لتقل من مراكز انطلاق محددة في كل المحافظات كل الراغبين من المتقاعدين وبدون استثناء.!؟
وكما قال المتقاعد سليمان نصيرات: “هل الاحتفال وحضور عدد من المتقاعدين تحت بهرجة اعلاميه هو الحل للمتقاعدين أم النظر إلى مشاكلهم ومطالبهم وحلها..!؟ واهمها توفير حياة كريمة لهم ولأبنائهم(!!)
وبين المتقاعد يوسف الحامد أن العشرات من هؤلاء الحاضرون والمدعوين هم ممن اكل حقوق المتقاعدين وهضمها(!!)
وتساءل متقاعد آخر قائلاً: “كيف لكم ان تميزون القلة وتدعونهم ليوم الاحتفال والوفاء للمتقاعد وهم ممن يتهمهم البقية الساحقة بعلاقات غير صحية ومصالح ومنافع فاحت منها رائحة تزكم الأنوف..؟!”
أسئلة واستفهامات كثيرة وكبيرة وجهها المتقاعدين لخاطفي إرادة المتقاعدين العسكريين سنجمعها ونحصيها ونبعث بها للمعنيين وعلى القائد الأعلى ورفيق الدرب..
حتى أن هناك ممن حضروا اللقاء أسروا لي بضجرهم من المسيرة التي وصفوها بغير المنطقية وبينوا لي أنها لا تعبر عنا وعنهم ولا عن رغبة الملك.. ولكنها لا تعبر إلا عن قصور في منطق من قررها دون أن يشعرنا بها وجعلوا منها غصة في صدورنا، وأحدثت كسراً في مزهرية فرحنا باللقاء المنتظر مع قائدنا بعد القيام بهذه المسيرة المتعبة لمن بلغ أكثرهم من العمر عتيه!؟
بالطبع تزداد وتيرة وزحمة الاستفهامات التي تطرق ذهن المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى ليس كلما دق كوز جرة المؤسسة ولكن كلما تذكر المتقاعدين قصور ادعياء تمثيلهم دون انتخابهم.. ولهذا علق المتقاعد جمال العمور قائلاً: “يا جماعه انا متقاعد منذ ستة وعشرون سنه لم يسأل عني احد ولم ادعى لأي احتفال، والالاف مثلي فلذلك لسنا معنيين بهذه الاحتفالات”..؟!
المتقاعد محمود الطواح قال: “المتقاعدون الحقيقيون هم ممن يتواجدون حراس على أبواب المستشفيات والمدارس وشركات بعض مصاصي الدماء برواتب قليله يحاولوا من خلالها أن يؤمنوا لعوائلهم العيش الكريم”.
ونوه خالد الماضي الى أنه يعتقد باسترقاق بعض المتقاعدين العسكريين ممن وقعوا في مصيدة المستكبرين جذاما وحطام، ولطالما قبل هؤلاء المحطمين العمل بالحراسة بأقل من ربع ما يستحوذ عليه تجار البشرية من زملائهم الكبار..؟!
وأكد الماضي أن عزم العودة للحراك لا يخبو خصوصا والمتقاعدين يراقبون كيف ساحت وانفضحت تلك الأعطيات والمخصصات الشهرية بلزوم أو من غير لزوم.. ساحت وتفرقت لرزم وازلام اشبه ما يكونون بمليشيات غير مأمونة عواقبها ولا تعدو انها اشبه باكوام الملح لأساسات البناء الهش؟!
مدير عام المؤسسة الاقتصادية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى في كلمته المقررة لزوما ضمن فقرات الاحتفال التي قررها مهوّسي الباشوية والمرش العسكري قال: “إن المتقاعدين العسكريين آثروا، وفي هذا اليوم وفي هذه السنة، أن يقوموا بمسيرة الوفاء للوطن، احتفاء بالذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى ونهضتها التي قادها الهاشميون الأبرار ضد الظلم والاستبداد، مبشرين بفجر جديد لنهضة عربية مبادئها الحرية والوحدة والحياة الأفضل”.. من طرفنا نؤكد أنهم امتعضوا وضجروا واشتكى بعضهم من ذلك ووصلنا صوتهم المخنوق بخديعتهم والمتحشرج بأنات غلبهم على أمرهم فهم لم يقرروا المسيرة واعلنوا انهم شاخوا ولم تعد المسيرات تعنيهم ويذكرون المدير العام بانهم مشوا في مناكب الاردن وفي سهوله ووعره ما يكفيهم ويبرئهم!!
المدير العام المعين الذي يعتبر نفسه ممثلا عن كل المتقاعدين العسكرين قال: “إن مؤسسة المتقاعدين ستبقى كما أردتموها جلالتكم المظلة الجامعة لكل المتقاعدين، وسنواصل العمل بكل جد وإخلاص على تحسين الخدمات المقدمة لهذه الفئة”. .. الاستفهام هنا، كم عدد منتسبي المؤسسة وكم عدد المتقاعدين الإجمالي؟!
على الأقل أجزم أنك لا تمثلني أنا.. وأعتقد أن هناك الكثيرين ممن يضمون صوتهم لصوتي، ويؤكدون أنك بموقعك مصيبتهم الكبرى ومواقعكم الوظيفية هي من اسكت اصواتهم يوم خجلوا من حرفكم لبوصلة الولاء والانتماء الذي لا يراهن عليه أحد منهم عند من تغلبه الدراهم.
بالمناسبة، هناك سؤال هام، وبمناسبة يوم الوفاء فحواه: هل أعلنت الموازنة العامة للمؤسسة من باب الوفاء وابراء الذمة.. وهل اعلنت التقرير المالي والإدارية لها.؟!
بالانتظار..!!