تمرينات الاستعداد لشهر رمضان (3)

#تمرينات الاستعداد لشهر #رمضان (3)

#ماجد_دودين

كان الحديث في المقالين السابقين (الحلقة الأولى والثانية) من تمرينات الاستعداد لشهر رمضان عن [التمرين الأول وهو التدريب على تجويد التوبة] والتمرين الثاني الذي تناولنا فيه التدريبات على تعظيم الشعائر واستقامة القلب وتدريبه على الأنفة من المعاصي والترويض على الانكسار لله عَزَّ وَجَلَّ واستئصال الأورام الخبيثة واليوم نواصل الحديث في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة عن عدد آخر من تمرينات الاستعداد لشهر رمضان وتشمل:

[التمرين السابع: إجراء بعض تمارين العزيمة والهمة]

مقالات ذات صلة

قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (٤) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (٥) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل:١ – ٦]، قالت السيدة عائشة – رضي الله عنها -: “أنزل الله صدر سورة المزمل وفرض فيها القيام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه، فقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه سنتين، حتى تورمت سوقهم حتى كأنها جذوع النخل، ثم أُنزِل آخرها وفيه التخفيف.”

إنها تمارين العزيمة والهمة، في بداية أمر الدعوة والأمر شاق والحمل ثقيل، فلا بد من تمارين العزيمة، بدأها جبريل عليه السلام بغطةٍ أو ثلاث غطّات لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما وصفها صلوات الله وسلامه عليه حين قال: “فَغَطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني وقال اقرأ”، ثم فُرِضَ القيام سنتين؛ تدريب وتربية. كذلك لا بد من إجراء بعض تمارين العزيمة والهمة قبل دخول رمضان، لندخل رمضان بهمة عالية.

هيا… زاحموا الأكابر … لَا تَكَلُّوا ولَا تَمَلُّوا …

لا بد من استعداد حقيقي، استعداد عملي قبل رمضان، لا بد من تمارين العزيمة.

فليلة تصلى فيها ركعة بخمسة أجزاء كما فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – حين صلى في ركعةٍ بالبقرة والنساء وآل عمران.

وليلة تقول: هذه ليلة الركوع، فيطول فيه التسبيح وتعظيم الرب.

وليلة تقول: هذه ليلة السجود، وتنقضي الليلة في سجود طويل يتسم بالبكاء والخوف والرجاء …

وليلة تقوم الليل كله بآية واحدة ترددها وتبكي حتى الصباح.

وهكذا تمارين، يوم للتسبيح، ويوم للتهليل، ويوم للصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم، وهكذا ابدأ تمارين العزيمة والهمة، استعن بالله ولا تعجز، واعلم أن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وأن بعد العسر يسرًا.

[التمرين الثامن: ترويض الحواس]

وذلك بأن تعوّد حواسك على الطاعة، فتعوّد عينك على النظر في المصحف، وتمنعها من النظر إلى ما حرّم الله، تعوّد أذنك على سماع القرآن، على سماع العلم، وتمنعها من سماع الأغاني والمسلسلات والكذب والفحش والزور، تعوّد لسانك على إدمان الذكر والإكثار منه، تعوّده على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تروّضه أن يقول الصدق، وأن يبذل النصيحة للمؤمنين؛ لأن هذه الحواس إنما هي منافذ للقلب، فالعين توصل إليه النظرات، والأذن توصل إليه الكلمات، واللسان يوصل إليه السيئات، والإنسان مسئول عن جوارحه وحواسه هذه يوم القيامة قال تعالى: {إِنَّ اَلسَّمعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: ٣٦]، فلا بد من ترويضها استعدادًا؛ لأن تكون ليّنة منقادة لك في رمضان، ويسهل عليك فيه قيادها.

ولا بد من الصبر على التمرين، واليقين من أن الله سيفتح عليك مع مداومة الوقوف ببابه، فالزم الباب واصطبر؛ فإنما هي ساعات … والله سبحانه وتعالى كريم شكور، إذا رآك تجاهد فيه وتتدرب على طاعته فلن يُضَيِّعك بل سيعينك ويوفقك برحمته وكرمه وفضله … فاستمر في الترويض والتدريب ولا تيأس إن تأخرت لذّة الطاعة، طالما أنك في مقام التزلّف إلى الله و”التليين” لرضاه، فهو القائل سبحانه: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ في السَّاجِدِينَ} [الشعراء:٢١٨ – ٢١٩]، ويقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي “، ويقول الله سبحانه وتعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [الطور: ٤٨]، ويقول سبحانه: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا} [المعارج: ٥]، فمع الصبر والترويض تصل إلى ما تريد إن شاء الله.

[التمرين التاسع: الاستحضار الذهني للعبادات قبل الشروع فيها]

هل رأيت نفسك وأنت ساجد؟ حاول أن تتخيل هذا المشهد؛ جبهتك على الأرض … أنفك يضغط على الأرض … خشوع عجيب غير مفتعل في العينين … اليدين ترتكز بقوة على الأرض وكذلك الركبتين؛ لأنك لم تر هذا الوضع وتتأمله في نفسك لا تشعر به؛ لذلك أدعوك للتصور الذهني لأي عبادة قبل الشروع فيها، هذا يساعدك على تحصيلها كما ينبغي وإتقانها كما يجب.

فقبل أن تصلي بربع ساعة تفكّر: من الذي ستقف أمامه؟ … أغمض عينيك وأستحضر أنك واقف أمام الله، {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦)} [الرحمن: ٤٦] … وأستحضر عظمة الله، فيخاف القلب ويخشع، والعلماء يقولون: الخشوع في العبادات قبل الشروع فيها؛ سببٌ للخشوع فيها، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” إذا أُقيمَت الصَّلاةُ فلا تأتُوها تَسْعَون، ولكِنِ ائْتُوها وأنتم تمشُون وعليكم السَّكينةُ، فما أدركْتُم فصَلُّوا وما فاتكم فأتِمُّوا. “، وفي الرواية الأخرى: ” إذا سمعتُم الإقامةَ فامشُوا إلى الصلاةِ وعليكم السَّكينةَ والوقارَ ولا تُسرِعوا، فما أدركتُم فصلُّوا، وما فاتَكم فأتِمُّوا “

فلا بد من فهم قضية الصيام والحكمة منه، واستشعار اللذة، خذ مثلًا للاستحضار الذهني من الآن مشهد إنسان قبل الأذان بدقيقة أو دقيقتين، هو في غاية الجوع والعطش والضعف، وأمامه وبين يديه جميع أنواع الأطعمة والمشروبات، ولا يرضى ولا يقبل أن يمد يده ليشرب أو يأكل، وإن قيل له: ما الفرق بين الآن وبعد دقيقتين؟ إن الاستحضار الذهني لهذا المشهد يجيبك أن الفرق كبير جدًّا جدًّا، وعظيم توضّحه كلمة واحدة: “حتى يأتي الإذن من الله”.

إن الاستحضار الذهني لهذا المعنى هو الصيام، لا مجرد الترك، فافهم وجرِّب وقاوم وأنت في فترة الاستعداد.

[التمرين العاشر: لزوم جناب الاحتشام ودوام الإطراق]

هل تعرف نفسك؟، هل تعرف قدرك؟، هل تعرف وضعك؟ قال صلى الله عليه وسلّم:” أُذِنَ لي أنْ أُحدِّثَ عن ملَكٍ من ملائكةِ اللهِ تعالى حملةُ العرشِ، ما بين شحْمَةِ أُذُنِه إلى عاتِقِه مسيرةَ سبعَمائةِ سنةٍ “وقد ” رأى رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جِبريلَ عليه السَّلامُ في صُورتِه: له سِتُّ مئةِ جَناحٍ، كلُّ جَناحٍ منها قد سَدَّ الأفُقَ)، تأمل معي هذه المخلوقات خَلْقٌ من خلق الله، وما بالك بالكواكب والنجوم والسموات والأرضين. إن هذا التأمل في مخلوقات الله يجعل الإنسان يتصاغر فيلزم الاحتشام فلا يتكبّر ولا يطغى.

ثم تسمع قول الله عَزَّ وَجَلَّ وفي وسط آيات الصيام: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: ١٨٦]، إنّ استشعار هذا المعنى في الصيام خصوصًا في غاية الأهمية؛ لأن الصيام سر بين العبد وربه، فيحتاج إلى دوام المراقبة، ومع دوام المراقبة نصل إلى المعنى الأعمق، وهو استشعار المعية، فيطرق الإنسان حياء ويحتشم خجلًا، وخصوصًا حال ذكر الله، قال ربنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ” أنا معَ عبدي ما ذكرني وتحركتْ بي شفتَاهُ “، وأيضًا في الحديث القدسي: ” عن اللهِ عزَّ وجلَّ أنَّه قال : من ذكرَني في نفسِهِ ذكرتُهُ في نفسي ، ومن ذكرَني في ملإٍ ذكرتُهُ في ملإٍ خيرٍ منه “، وقال سبحانه في كتابه العزيز: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: ١٥٢]، ولما علت أصوات الصحابة بالتسبيح قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أَربِعوا على أنفسِكم فإنَّكم لا تَدعونَ أصمَّ ولا غائبًا، إنما تَدعونَ سميعًا بصيرًا، إنَّ الذي تَدعونَ أقرَبُ إلى أحدِكم مِن عُنُقِ راحلتِه “.

إنني أريد أن تنزل النصوص السابقة على قلبك كالدواء نقطة نقطة، لعلاج الأمراض القلبية الخطيرة، قبل دخول رمضان مثل: الكبر، والعجب، والغرور، ورؤية النفس، والتعالي على الآخرين، والأنانية وحب الذات، والأثرة، والافتخار، والمَنّ، والتألّي. أنت تحتاج إلى لطف الله بك ليعافيك ويعينك، فأظهر ضعفك وانكسارك ولا تشمخ بأنفك فيُعرض عنك فتخسر الدنيا والآخرة.

[التمرين الحادي عشر: ملاحظة المنّة]

قال ابن القيم -عليه رحمة الله: “والعبد يسير إلى الله بين مشاهدة المنّة، ومطالعة عيب النفس والعمل”.

وأنت تتمرن على الطاعات استعدادًا لرمضان؛ ينبغي أيضًا أن تلاحظ فضل الله عليك لنوالك شرف الطاعة والتوفيق لها … ملاحظة المنة لنوالك شرف القيام بين يدي الله … لنوالك شرف ذكره … وكرامة ورود كلماته على لسانك … لنوالك شرف جريان العبادة على جوارحك رغم كثرة معاصيك … أدخلك بيته ومَنَّ عليك بالحج والعمرة، وعافاك وقوَّاك … وسمح لك وهو العظيم، وزاد فضلُهُ عليك فاختارك واصطفاك؛ على الرغم من تقصيرك … إذًا استشعرت أنه سبحانه الأول الذي يُبتدأ من عنده الخير والرحمة؛ فهو المُعِد وهو المُمِد، فبداية طاعتك من الله ونهايتها إلى الله، قال سبحانه: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} [التوبة: ١١٨]، وقال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٠٤) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:١٠٤ – ١٠٥].وقال عَزَّ وَجَلَّ: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: ٣]، وأنت تعيش بين هذين الاسمين الأول والآخر … استشعر ذلك حتى يحدث لك التبري من الحول والقوة؛ وعندئذ لا ترى عملك، وإنما ترى فقط أن الكريم سبحانه هو الذي مَنَّ عليك وشغلك بطاعته … وأكرمك عنده … اللَّهم أكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا. إنّ ملاحظة المِنة تطهّر القلب من رؤية العمل، وحظ النفس، والرياء والسمعة … اللَّهم ارزقنا شكر نعمتك وحسن عبادتك … اللَّهم إنا نحمَدُك حمَدا كثيرًا يوافي نعمَك ويكافِئ مزيدَك.

[التمرين الثاني عشر: تهدئة نمط الحياة]

تخفيف سرعة حركة الحياة تمهيدًا للتوقف في رمضان، والتخفّف من أعباء الدنيا ومحاولة إزالة همومها العارضة، والحذر من الانشغال بها والتلهّي بها عن طاعة الله، فلا بد من رويّة … لا بد من دقة في التوفيق بين أعمال الآخرة التي هي خير وأبقى وبين أعمال الدنيا التي هي ذاهبة زائلة.

إننا نعيش في هذا الزمان حياة مليئة بالحركة والسرعة، فعلًا نعيش في هذه الأيام سرعة التغيير ودوام التغيير ومفاجأة التغيير، فلا توجد فرصة حقيقية للإنسان للتفكير قبل التغيير، وهذه أكبر أخطار هذا العصر؛ لذلك قبل رمضان نحتاج أن يتمهّل الإنسان، يعطي نفسه فرصة للَّهدوء الذهني والقلبي، فرصة لمراجعة نمط الحياة، وتهدئة هذه السرعة؛ ليحصل التروِّي والتعقل في أخذ القرار بإيثار الآخرة على الدنيا فيكون الاستمرار لأن القرارات السريعة تتغير بنفس السرعة.

هيا نحو… الهدوء …… والسكينة …. هيَّا استعدوا لرمضان ولا يكن حظكم منه الخسران والخذلان، يا أيها المجتهد، هذا ربيع جِدِّك، أيها الطالب هذه أوقات رِفدك، تيقظ أيها الغافل من سِنَةِ البطالة، تُحفظ من شُبَهِ الضلالة، اغتنم سلامتك في شهرك، قبل أن تُرتهَنَ في قبرك، قبل انقضاء مدتك، وعدم عدتك، وانقطاع صوتك، وعثور قدمك، وظهور ندمك؛ فإن العمر ساعات تذهب وأوقات تُنهب، وكلها معدودة عليك، والموت يدنو كل لحظة منك.

يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي، يا شموس التقوى والإيمان اطلعي، يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي، يا قلوب الصائمين اخشعي، يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي، يا عيون المتهجدين لا تهجعي، يا ذنوب التائبين لا ترجعي، يا أرض الهوى ابلعي ماءك، ويا سماء النفوس أقلعي، يا بروق الأنوار للعشاق المعي، يا خواطر العارفين ارتعي، يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي، قد مدت في هذه الأيام موائد الإنعام للصُّوَّام؛ فما منكم إلا قد دُعي، ويا همم المؤمنين أسرعي، فطوبى لمن أجاب فأصاب، وويلٌ لمن طُرد عن الباب وما دُعِي.

{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣١) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ في الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ في ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأحقاف:٣١ – ٣٢]،

اللَّهم أعنَّا ووفقنا للإعداد والاستعداد لرمضان … بحولك وقوتك يا كريم.

  • بتصرّف واختصار من كتاب أسرار المحبين في رمضان للشيخ [محمد يعقوب]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى