.معرّش بطيخ

[review]معرّش بطيخ أفكّر جديّاً بنصب معرّش بطيخ في مكان سيء مرورياً، لا سيما كوربة حادة أو على يمين شارع مزدحم او أمام مطب سيء السيرة والسلوك ..سأغير عتبة الصحافة لأرزق..وأغير عتبة الثرثرة المكتوبة، الى ثرثرة ملموسة / الطبطبة على البطيخ الناضج .. لقد سئمت منظري المسالم الذي يرافقني منذ عمر الوظيفة : قميص وربطة عنق وكندرة مجعّدة تخفي زوج جوارب مخروم وجريدة مطوية تحت الإبط حيث تمتزج رائحة الأخبار مع مزيل سبيد ستيك.. أريد أن ارتدي ثوباً مقلّماً ماركة الوزّةعلى سروال صيني وزنوبة ماركة ثلاث سبعات777..أتفيأ بظل خربوش و قربي تيرموس ماء فلّين، وابريق شاي أصفر، وسكيّن حاده.. أستخدم ميزان الكفتين..مع ضرورة أن تكون كفّة أعلى من كفة كمؤشر حقيقي على غياب العدالة في هذه الدنيا.. كما أنّي سألجأ إلىوزنات غير دقيقة على الإطلاق مثلاً سأستخدم ماتور مي خربان كوزنة ال2كيلو ، حجر أملس لوزنة الكيلو ..شقفة بلاطة للنصف كيلو..بواجي سيارات بدل نصف الوقية..الخ..ربما أخسر في هذه الوزنات غير مهم ، ففي هذا الزمن المقلوب الزايد أخو الناقص.. أريد أن أشمّر عن ساقي وأحكّ كرشة رجلي بمنتهى الحرية دون حرج أو خجل..أريد ان أفرك رقبتي ببشكير خشن كلما اعتصرني حرّ الظهيرة وأبخرة السيارات، أريد أن أجلس على مقربة من رؤوس البطيخ الملساء المتراصّة كأعضاء في حزب سرّي..وأنا أمين الحزب أختار من أشاء ..وأذبحه على سكّين المصلحة…أريد أن أكون مشغولاً بالفوضى ..هذا يحاسب ، هذا يطبطب، هذا يسألني عن سعر الكيلو..وآخر يضع دينارا في جيبي أثناء انشغالي بانتقاء بطيخة، ورجل سبعيني يرجوني كي أنزل له شلناً من سعر البطيخ المخطّط وأرفض ، فاتعنت ، ثم أركب عقلي و أنسحب من المفاوضات.. التفت الى امرأة وقورة تقف على بعد مترين تطلب منّي أن أختار لها بطيخة وتتركني انا وذمتي..وبما أنني وسيع الذمة ..سأختار لها أسوأ بطيخة في العالم.. أريد أن اشعر باللا مبالاة ، مثلاً أن أترك الزبائن في المعرش و ألوذ خلف الخيمة فلا يبتان مني سوى ركبتي العاريتين وابريق الوضوء ثم أعود اليهم بعد خمس دقائق لأبيعهم كالمعتاد وكأن شيئاً لم يكن.. بصراحة ، حتى أهرب بعافيتي من الضغط النفسي والجلطة وتصلب الشرايين لا بد أن أفتتح المعرش بأقرب وقت ..لأن الطبطبة على البطيخ أهون مئة مرّة من الطبطبة على المواقف..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى