معركة تحرير الوعي العربي

#معركة #تحرير_الوعي_العربي

المهندس : عبدالكريم أبو #زنيمة
إن من أهم نتائج الملحمة البطولية لمعركة طوفان القدس هو تحريرها للوعي العربي وإعادة تكريسها وتجذيرها لربط الوعي العربي بمركزية القضية الفلسطينية ومخاطر المشروع الصهيوني في المنطقة، هذا الوعي هو أقصى ما تخشاه الدويلة العنصرية الصهيونية لذلك حظي بالاهتمام الأكبر لدى صناع القرار في دوائر الصهيونية العالمية وقوى رأس المال الغربي الاستعماري وتواطؤ أدواتهم العربية لحرفه وتشويهه عن أهدافه الحقيقية ، مئات المليارات أنفقت لتشويه الوعي الجمعي العربي من خلال انتزاع كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية من المناهج المدرسية ، وبث كل أشكال السموم الإعلامية الهابطة والبذيئة وتسويق وفرض السلوكيات الغربية اللاأخلاقية وشرعنتها ونشر الرذيلة وهدم الاسرة العربية ، وتشجيع كل أشكال الفساد وافقار الوطن العربي وتجويع ، والتركيزعلى ترسيخ الوعي بالهوية القُطرية الجزئية وبث سموم الطائفية والمذهبية وبذرالفتن وتكريس النزاعات وتعظيمها بين الدول العربية والحيلولة دون تحقيق أي مشروع وحدوي أو تضامني عربي ، كذلك تشويه وشيطنة قوى ودول المقاومة المناهضة للمشروع الصهيوني ، وقد نجحوا إلى حد كبير في تحقيق هذا الهدف خلال العقود الماضية وأصبح الصراع في الوعي العربي هو صراع فلسطيني إسرائيلي فقط ! وليس صراعاً عربياً إسرائيليا وجودياً ! لذلك كان يلمس التضامن العربي الشعبي مع القضية الفلسطينية تضامناً ظرفيا ينتعش ويخبو حسب الأحداث ، وما زاد في تعمق هذا الانحراف في الوعي العربي هو معاهدة أوسلو ومآسيها والانقسام الفلسطيني .
من المؤسف أن هرولة الدول العربية إلى التطبيع مع هذا الكيان اللقيط وعقد الاتفاقيات والتنسيق الأمني معه كان مقصده الأبرز هو الإجهاز على ما تبقى من القضية الفلسطينية ” صفقة القرن ” وتسويتها بين أنظمة الحكم العربية ودويلة الاحتلال بتواطيء غربي وبرعاية امريكية دون أدنى مراعاة واعتبار للحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني مما فاقم من درجة الإحباط واليأس لدى الغالبية من الشعوب العربية.
وأخيراً .. انفجر طوفان الأقصى ليغرق وإلى الأبد كل أوهام وخرافات وأكاذيب وتضليل وتسويف هذا الكيان وتابعيه الذي دأب على ترويجها خلال خمسة وسبعين عاماً ، هذا الطوفان أحدث صدمة وأنتكاسة لن يستفيق منها هذا العدو الوحشي وإلى الأبد ! فجيشه الذي لا يقهر ما هو إلّا نمر كرتوني ، وجنديه المسلح والمدرع بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية هو أجبن من أن يواجه المقاتل الفلسطيني ، هذا الجندي الأسرع هروباً من مواطنيه مع أنه من المفترض به حمايتهم وهو يستحق ميدالية عالمية في سباق الجري والهروب ، هذا الكيان في هشاشته يستحيل عليه الصمود والبقاء امام جبروت رجال المقاومة ، مشاهد انتصارات رجال المقاومة أحيت في وجدان الشعوب العربية روح المقاومة والعزة والكرامة وحتمية ويقين زوال هذا الكيان العنصري .
طوفان الاقصى عرّى أنظمة الحكم العربية المُعراة أصلا ، واثبت للقاصي والداني أن بقاء وديمومة وقوة وجبروت هذا الكيان العنصري موجودة في عواصم الذل والعار العربية الذين لم يجرؤ أي منهم على تأييد المقاومة الفلسطينية ولو بكلمة، لقد حان وقت إجراء فحوصات ” DNA ” هل عرب أنتم ؟! ، طوفان الاقصى كشف للأعمى قبل البصير أن دعاة الحرية وحقوق الإنسان والعدالة ما هم إلا شرّ خلق الله توحشاً ! إنهم قتلة ومجرمون ! هل يعقل أن العالم الغربي كله الذي صمت وأغمض عينيه طوال خمسة وسبعين عاما عن كل جرائم ومجازر العدو وقتله للأطفال وبقر بطون النساء وهدم البيوت على رؤوس أصحابها والمساجد على المصلين والمدارس على طلابها ان يصطف خلف هذا الكيان اللقيط مقدما له كل الدعم والتأييد ، ومن العار أن تقلع طائرات شحن الأسلحه والدعم اللوجستي لهذا الكيان من بعض الدول العربية .
طوفان الاقصى أثبت للعالم أجمع بأن المقاومة الفلسطينية تستحق وبجدارة منحها براءة اختراع لم يسبقهم لها أحد في التخطيط وإلاعداد والتنفيذ العسكري للعمليات الحربية وأثبت أن العقل العربي لا يضاهيه عقل آخر إذا ما أتيحت له فرص الإبداع والابتكار ، لذلك نسمع الكثير من المحطات الاعلامية وللأسف العربية منها تنسب هذا الانتصار العظيم إلى فشل المنظومة الاستخبارية الصهيونية وليس إلى الإبداع العربي الفلسطيني .
الطوفان كرّس من جديد وللأبد في الوعي العربي ـ الذي حاولوا تشويهه وتضليله ـ مركزية القضية العربية الفلسطينية ومحوريتها في عالمنا العربي والإسلامي ، وحفر وزرع في نفوس وعقول أطفال وشباب العرب من مغربه الى مشرقه روح المقاومة والنضال وأكد في أعماق وعيهم أن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت وسينقشع ! ونقول لإيران شكراً .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى