#معركة النونية
رائد عبدالرحمن حجازي
عندما كُنّا صغار وخصوصاً في بداية السبعينيات لم نكن نعرف من #الحرب سوى الإسم بالإضافة لبعض #القصص التي كُنّا نسمعها من الكبار عن ويلات #الحروب ومعاناة #الشعوب , وبتلك الفترة الزمنية راح التلفاز يغزو البيوت بيتاً تلو الآخر وبالطبع حاملاً معه بضعة برامج متنوعة , منها مسلسل أمريكي عُرض على شاشة التلفزيون الأردني حينها أذكر إسمه كومبات (Combat) والذي كان محوره عن الحرب بين الأمريكان والألمان.
ككل الصغار في تلك الفترة أثر فينا هذا المسلسل بحيث كان معظم وقت لعبنا نقضيه في لُعبة واحدة وهي لُعبة الحرب , فننقسم لفريقين متحاربين وكُنّا نتسلح بقطعة من الخشب أو بعض عيدان الملوخية الجافة بالإضافة لبعض الأحجار كقنابل يدوية . إلا أننا وفي إحدى المرات عندما كُنا نلعب بالقرب من منزل أحد الأقرباء لفت نظرنا شيئاً لم نكن نُعيره أي إهتمام إنها مجموعة من النونيات التي كانوا يستعملونا للصغار لقضاء الحاجة فيها ومن ثم تُغسل وتوضع تحت أشعة الشمس لتجف سريعاً لإعادة إستخدامها لاحقاً وأذكر كان عددها ثلاث نونيات وضعت على جانب الحائط بشكل مائل تحت أشعة الشمس . طبعاً الفكرة التي خطرت ببالنا وأستوحيناها من مسلسل كومبات (Combat) خوذة الرأس العسكرية , سبق من سبق وتأخر من تأخر وتم إرتداء هذه الخوذ الجديدة والتي أعطت لحربنا آنذاك قوة إستراتيجبة جديدة ساعدتنا في كسب المعركة بسهولة وأذكر أننا أسميناها معركة النونية .
مع مرور الأيام والسنين عاصرت أنا وأصدقاء الطفولة حروب متنوعة منها حروب أهلية ودولية وإقليمية وبعضها لا زالت مستمرة حتى هذه الساعة والمصيبة الكُبرى أن أطراف الصراع في هذه الحروب يتغنون بالنوعية في كل شيء . أما أنا فأقول لهم عليكم بالنونية بدلاً من النوعية فقد تختصر عليكم الكثير الكثير فتستريحون وتُريحون .