معركة احتلال العراق : أي احتلال أفضل ؟؟

معركة احتلال العراق : أي احتلال أفضل ؟؟
د. لبيب قمحاوي

مرة أخرى ، العرب في مأزق وقدرتهم على التعامل مع هذا المأزق بجدية وحزم تكاد تكون معدومة.
الشعب العراقي واقع الآن بين خيارين أحلاهما مر . والخياران يتراوحان بين احتلال سئ و احتلال أسوء، اذ لا يوجد احتلال جيد في أي مكان في العالم وتحت أية ظروف. والاحتلال مهما كان فهو سئ ولا يمكن ولا يجوز القبول به أو تبريره.
قد يكون هنالك من يؤيد هذا الاحتلال او ذاك، فهناك من العراقيين من يؤيد ايران وهناك من يريد خروجها من العراق ، وهناك من يقبل بالإحتلال الأمريكي وهنالك من يرفضه ويطالب بإنهائه. ولكن وكما اتضح من الانتفاضة الشعبية العراقية الأخيرة فإن الأغلبية من العراقيين يريدون عراقاً مستقلا خاليا من الاحتلال الأجنبي ونفوذه.
قد ينادي البعض بضرورة عدم مقارنة ايران بأمريكا كون الأولى داعمة لخط مقاومة اسرائيل في حين أن الثانية داعمة لإسرائيل ، وهذا أمر صحيح ، ولكنه لا يشفع لإيران بإحتلال العراق تحت أي ظرف ولأي سبب ، وفلسطين ليست أفضل من العراق فكل أرض عربية هي في نفس الاهمية و القدسية.
الخاسر الأكبر مما جرى مؤخرا بين امريكا وايران سيكون دولة العراق العربية. إذ من الواضح الآن , وكما كان واضحا أصلا، فإن امريكا وايران لن يخوضا معركة كسر عظام عسكرية من أجل العراق كما أوضح ذلك المسؤولين في كلا الدولتين. وهذا يعني ان عليهما حل نقاط الخلاف بينهما حول دور كل منهما في العراق بالاتفاق، مما يعني اقتسام مناطق النفوذ في الدولة العراقية بينهما بعد ان ثبت لكلا الطرفين صعوبة نجاح أحدهما في القضاء على وجود الآخر ونفوذه داخل العراق من خلال خلق خطوط تماس جديدة بينهما لإقتسام النفوذ في ذلك البلد العربي.
الحل أمام العراقيين هو تأكيد عروبة بلدهم وهويتها الوطنية كرد على كافة انواع الاحتلال ومبرراته. العراق العربي هو ضحية ما جرى وما سيجري. وعندما نتحدث عن دول أجنبية تحتل دولة عربية فإن المفاضلة تصبح مفقودة اذ لا يوجد محتل أفضل من الآخر. كلاهما سئ حتى ولو كان أحدهما أكثر سوءا من الآخر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى