بعد انسحاب الجيش السوري من #مطار_المزة_العسكري، الواقع على مشارف العاصمة #دمشق، شنت إسرائيل سلسلة غارات استهدفت ترسانة الأسلحة الثقيلة السورية.
والأربعاء، راح شباب من الفصائل المسلحة يجولون في أرجاء المزة مطلقين النار في الجو من حين إلى آخر من مضادات طيران سوفياتية الصنع قديمة.
وسمح ذلك أيضا لمعتقل سوري سابق باستعادة ذكرى المعاناة التي تكبدها على يد قوات الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وينتشر #حطام #طائرات مقاتلة ومروحيات على مدرج المطار العسكري وقد دمرت بعضها غارة إسرائيلية.
وأخرجت كومة من المخدرات يبدو أنها أقراص كبتاغون من مبنى تابع للقوات الجوية وأتلفت حرقا. وكانت النيران لا تزال مشتعلة عند وصول فريق وكالة الصحافة الفرنسية إلى المكان.
لم تكن المزة قاعدة عسكرية للمقاتلات والمروحيات الهجومية فحسب، بل أيضا سجنا يديره فرع الاستخبارات في القوات الجوية.
ويوم الأربعاء، قام رياض حلاق البالغ من العمر 40 عامًا، والأب لـ3 أطفال، بالبحث بين أنقاض قاعة مؤتمرات كانت في وقت سابق تضم 225 معتقلًا.
واعتقل حلاق في 2012 خلال مشاركته في تشييع محتجين قتلوا برصاص القوى الأمنية.
وقد أوثق الخياط وضرب واحتجز مدة شهر في غرفة تدريب للطيارين قبل أن ينقل إلى منشأة أخرى اعتقل فيها لشهرين و13 يوما إضافيا.
عندما سمع المقاتلون الملتحون عند المدخل قصته، سمحوا له بالعودة إلى مسرح معاناته ليحصل على أدلة يأمل أن تساعد عائلات أخرى في إيجاد أحباء مفقودين.
هنا، صورة الأسد مرمية على الأرض إلى جانب شعار فرع الاستخبارات في القوات الجوية، ولفة أسلاك شائكة بين منضدات كان يجلس عليها التلاميذ الطيارون لتلقي تدريبهم.
يروي حلاق كيف أنه لم يكن يُسمح له بالخروج من القاعة خلال شهر كامل إلا مرتين في اليوم لاستخدام المرحاض في مجموعة من 3 معتقلين كانوا ينامون متلاصقين على الأرض الخرسانية الباردة.
في أحد الأيام، سمع دوي انفجار في الخارج، ففرح مع المعتقلين الآخرين أملا في أن تكون الفصائل المسلحة تقتحم المطار إلا أن ضابطا رفيع المستوى سخر منهم وكذلك فعل جنود استرسلوا بالضحك.
وقال حلاق لوكالة الصحافة الفرنسية في المكان “لو كان أحد منا يشتكي من الظروف يقول الضابط لنا إننا نتلقى معاملة 5 نجوم مهددا بنقلنا إلى مكان آخر”.
أنجب حلاق مع زوجته 3 أطفال وبات بإمكان العائلة الآن أن تأمل بالعيش بحرية أكبر في سوريا التي تخلصت من حكم عائلة الأسد الذي استمر لنصف قرن.
وفي حين كان يفتش عن ملفات آملا بأن تساعده في إلقاء الضوء على معاناته ومصير أصدقاء مفقودين، واجه صعوبة على غرار كثيرين في سوريا في التعبير عن مشاعره.
ويقول “من الصعب التفسير. لا أجد كلمات لأصف ذلك. لا يسعني الكلام”.