معالي الوزير .. لوبي الأسواق المركزية أقوى منك ومني ومن وزير العمل
لغز المعضلة الزراعية وخراب بيت المزارع
محمد الصبيحي
سمعت يوم أمس عن انهيار اسعار الخضار والفواكه في أسواق الجمله فقمت بالذهاب إلى سوق الجملة في السلط لاكون شاهدا على المزارع الذي يبيع منتجاته بخسارة واضحة وعلى الفرق المفجع بين اسعار الخضار في سوق الجملة وبين اسعار البيع للمواطن في أسواق ومتاجر أحياء عمان، يا حرام على الحكومة التي تسمح ان يكون ثمن كيلوغرام واحد من البندورة في متاجر عمان بنفس سعر خمسة كيلوغرامات في الأسواق المركزية وبسعر ثمانية كيلوغرام من أرض المزارع؟؟.
لم يأت إلى وزارة الزراعة منذ خمسين عاما مضت وزير إلا وبدأ عمله وتصريحاته الصحفية بجملة ( بحث التحديات والعقبات التي تواجه القطاع الزراعي في المملكة، ودعم المزارع ٠٠٠)، ومع ذلك نودع وزيرا ونستقبل وزيرا وتستمر الاجتماعات حول الطاولة ذاتها في قاعة الاجتماعات في الوزارة وما ازداد المزارع الا فقرا ومديونية وازداد حيتان أسواق الجملة ثروة واطباقا على عنق المزارع وبقيت المعضلات دون حل.
في أيلول 2018 أعلن وزير الزراعة عن تأسيس مجلس الشراكة الزراعي مع القطاع الخاص الذي يضم بالإضافة للوزارة الاتحادات والجمعيات الزراعية، برئاسة الوزير ونائب الرئيس من القطاع الخاص، مبشرا بالتشاركية التي ستواجه وتصنع الحلول لكل التحديات التي تواجه المزارع الاردني.
بعد شهرين فقط رفض مجلس النواب إعفاء القطاع الزراعي من ضريبة الدخل فاصدر مجلس الشراكة الزراعي الذي يرأسه الوزير بيانا شديد اللهجة يتهم نوابا واعيانا بالتآمر لخراب البلد وتهجير المزارعين دعا فيه حرفيا إلى (الوقوف سدا منيعا أمام من كرسوا مقاعدهم وكراسيهم لدمار البلد وكرسوا أنفسهم لبيع الوطن وأرضه وشجره وصناعته..).
واصل مجلس الشراكة هذا اجتماعاته و كان آخرها قبل اسبوع (برئاسة وزير الزراعة وحضور وزير العمل وزير الدولة لشؤون الاستثمار) حيث أكد وزير الزراعة (على انفتاح الوزارة على القطاع ومعالجة التحديات التي تواجهه بالتعاون مع الوزارات كافة..) بينما استمع وزير العمل إلى مطالب واحتياجات القطاع الزراعي وخاصة ما يتعلق برسوم تصاريح العمل وأكد معاليه على أهمية تفعيل عمل مجلس الشراكة الزراعي..الخ.
معالي الوزير القانون يمنع بيع المنتجات الزراعية بالجملة خارج الأسواق المركزية؟؟ أتدري لماذا؟؟ الجواب،، حتى تتقاضى امانة عمان والبلديات رسوم بيع ويستمر تجار الجملة بالقبض على عنق المزارع وحصد (الكمسيون)، ويستمر تجار العربات في بتقاضي أجور النقل داخل السوق ويستمز نزيف المزازع الاردني.
الحكي كثير وخطير كمان..
معالي الوزير هات من الآخر شو الحل قبل أن يأتي وزير زراعة جديد يبدأ عمله ببحث ( التحديات التي تواجه القطاع الزراعي ..)
معالي الوزير لوبي الأسواق المركزية أقوى منك ومني ومن وزير العمل..