معالم #هوية #الإنسان في #العالم_العربي
أحمد الزغول
مما لا ريب فيه، أن #علم_النفس الاجتماعي قدّم الكثير من #المعرفة #النظرية والتطبيقية، والتي تكتلت مع العلوم الأخرى من شتى الميادين، لتبرهن حقيقة الأسباب الكامنة وراء السلوكيات المرتبطة بالفرد والجماعة، كما أن هوية الإنسان كانت عنواناً لكل الرسائل السماوية، والعقائد الجماعية، والقيم الفردية، منذُ بدء الخليقة، الأمر الذي يستدعي النظر بمراحل تشكل هوية الإنسان بالعالم العربي في العصر الحديث بعين متأملة، حيث ترتبط هوية الانسان بطبيعته النفسية والتي تميل الى الانتماء لجماعة؛ بحثاً عن الشعور بالأمان، نتيجة التغيرات والعلاقات والارتباطات ومصادر القوى التي تدور بفلكه، ولو تمعنا بهوية الإنسان في العالم العربي إبان حكم الدولة العثمانية، لوجودنا أن الحكم العثماني الذي أستمد شرعيته من تأسيس أركان الدولة عن طريق الدين السياسي، حيث كان للدولة ثقل سياسي عالمي، نتيجة لعدد الدول والرعايا التي كانت تحكمها بشعار ميركانتيلي ديني جديد، إذ قامت العديد من الحركات الفردية والجماعية بأسم الدين، محاولةً لتقويض الآلام النفسية والاضطهادات التي أحست بها الجماعات التي تقطن في ربوع العالم العربي، بسبب التقلبات الجماعية، والنزاعات التي دارت في فترة حكم مع بعد صحابة رسول الله، والتي عصفت في عصور الحكم الإسلامي بضراوة بالغة، علاوةً على تفوق الغرب، ومن ناحية أخرى، إذا سلطنا الضوء على هوية الانسان في العالم العربي إبان فترة الثورات التي وقفت بوجه التمدد العثماني، لوجدنا أن الجروح النرجسية لدى الانسان في العالم العربي قد ازدادت تهيجاً، وذلك بسبب أن الدولة العثمانية لم تستطع أن تكون طبيبة ماهرة، لعلاج حاجات وآلام الانسان النفسية، لذا أستورد الانسان في العالم العربي قيم البعثية والناصرية والعروبية وغيرها من المعسكرات الشيوعية، محاولة أخرى للنجاة من تلك الآلام والاضطهادات النفسية، وما لبثت تلك الحقبة أن زالت، الا وقد أصيب الإنسان في العالم العربي بالخذلان والضعف وجلد الذات، حتى بات أنه مصنع محاكاة مجتمعي للغرب بطريقة تدعو الى الوقوف بحذر على بوصلة الطريق.