معارضة أردنية وترحيب فلسطيني باتحاد كونفدرالي.. ما دلالاته؟

سواليف
من جديد، عاد الحديث عن مشروع الكونفدرالية بين الضفة الغربية والمملكة الأردنية، كجزء من مشروع التسوية الذي تطرحه الإدارة الأمريكية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتحدث الكاتب الأردني ماهر أبو طير، في مقال نشره في صحيفة الغد الأردنية في الخامس من الشهر الجاري، أن بعض التيارات الشعبية في الضفة الغربية لا تمانع لو عادت لتنضم إلى الأردن تحت أي مسمى.

رغم أن الأردن أعلن في أكثر من مناسبة على لسان وزيرة شؤون الإعلام، جمانة غنيمات، أن “موقف بلادها ثابت وواضح برفض كافة هذه المشاريع، وأن ما يطرح من سيناريوهات تتحدث عن كونفدرالية أردنية فلسطينية مرفوضة إطلاقا طالما لم تقم دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس”.

ترحيب فلسطيني

إلا أن السلطة الفلسطينية، على لسان الرئيس محمود عباس، لم تعارض من حيث المبدأ مشروع الاتحاد الكونفدرالي مع الأردن، وقد كشف الرئيس عباس عن ذلك في لقائه مع نشطاء حركة السلام الآن الإسرائيلية في الأول من أيلول/ سبتمبر 2018، كجزء من فحوى محادثات أجراها مع صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات.

في اليوم التالي للقاء الرئيس الفلسطيني بنشطاء حركة السلام الإسرائيلية، أشار المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إلى أن “فكرة الكونفدرالية موجودة على جدول أعمال القيادة الفلسطينية منذ العام 1984، وموقف القيادة منذ ذلك الحين وإلى الآن هو أن حل الدولتين هو المدخل للعلاقة الخاصة مع الأردن”.

قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صالح رأفت، إن “السلطة الفلسطينية لا تمانع من أن تكون ضمن اتحاد كونفدرالي مع الأردن في حال قبلت الأخيرة بذلك، بما يضمن التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية ضمن بنود مبادرة السلام العربية، التي من أبرزها الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة”.

وأضاف رأفت أن “خيار الكونفدرالية بين الفلسطينيين والأردنيين له قبول وتأييد واسع في الشارع الفلسطيني في ضوء تشابك العلاقات الإيجابية والعائلية بين الجانبين، وهذا الخيار يشكل للفلسطينيين نقطة انطلاق نحو العالم، وقد عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن ذلك في أكثر من مناسبة، كان آخرها خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

واستدرك القيادي في منظمة التحرير بأن “تطبيق هذه السيناريو في حال قبلت الأطراف المعنية بذلك، وهي القيادة الفلسطينية والمملكة الأردنية والطرف الإسرائيلي، يجب أن يسبقه إعلان الدولة الفلسطينية وإجراء استفتاء للشعبين الأردني والفلسطيني، كونهم الطرف الأساسي في هذه الخطة، للموافقة على هذا الخيار من عدمه”.

يبدي الفلسطينيون على المستوى الشعبي، إضافة للمستوى الرسمي، ترحيبا بفكرة الاتحاد الكونفدرالي مع الأردن، وتجلى ذلك في تأييد 40 بالمئة من الشارع الفلسطيني لهذه الفكرة استنادا لآخر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات المسحية الصادر في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

فشل المفاوضات

من جانبه، أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، عبد الستار قاسم، إلى أن “تأييد السلطة الفلسطينية لخيار الكونفدرالية مع الأردن لم يكن ليحظى بهذا التأييد إلا بعد أن أدركت فشلها في التوصل لأي اتفاق سياسي مع إسرائيل على مبدأ حل الدولتين”، ويضيف: “رغم أن طرح خيار الكونفدرالية جاء بطلب من المملكة الأردنية في بداية السبعينات من القرن الماضي، إلا أنه لقي معارضة واسعة من قيادة منظمة التحرير؛ كونه ينتقص من التضحيات التي قدمتها الثورة الفلسطينية لنيل الاستقلال”.

وتابع قاسم “: “هنالك أبعاد اقتصادية تشجع السلطة الفلسطينية على الذهاب لخيار الكونفدرالية، فمن جهة ستتحرر السلطة من القيود والأعباء التي رافقت اتفاقية باريس الاقتصادية، التي تتضمن قيودا على التجارة الخارجية، وأعباء ضريبية وجمركية تكلف الخزينة العامة نحو مليار دولار سنويا، في المقابل هنالك تقارب في مستويات الدخل والمعيشة بين الضفة الغربية والأردن”.

شروط إسرائيلية

من جانب آخر، أشار الباحث في مركز التخطيط، المختص في الشؤون الإسرائيلية، خالد شعبان، إلى أن “الرؤية الإسرائيلية، وفقا لمخططات الاستيطان التي تجري وتيرتها على نحو متسارع، تتضمن إنشاء اتحاد لقرى فلسطينية، تحديدا تلك التي تقع بالقرب من الحدود الأردنية، يمكن ربطها بشكل كونفدرالي مع الأردن، مع الإبقاء على السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية كجزء لا يتجزأ من دولة يهودا والسامرة”.

وأضاف شعبان : “تستفيد إسرائيل من هذا الاتحاد الكونفدرالي بأنها تعفي مسؤوليتها من أي التزامات قانونية كدولة احتلال، باعتبار أن سيادة هذه المناطق باتت أردنية فلسطينية مشتركة”.
عربي 21

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى