جاء العريس ومصباح ايطاليا بلا زيت

جاء العريس ومصباح ايطاليا بلا زيت
د. عبدالله البركات

في الانجيل قصة ربما ضربت مثلاً على الاستعداد ليوم القيامة. تحكي عن عشر عرائس كن ينتظرن قدوم العريس. خمس حكيمات وخمس جاهلات. اما الحكيمات فقد أعددن سرجهن وملأنها بالزيت ليشعلنها عند قدوم العريس فيعرفهن. واما الجاهلات فقد انتظرن كذلك ومعهن سرجهن الا انها لم يكن بها اي زيت. جاء العريس على حين غفلة فأشعلت الحكيمات سرجهن ليعرفهن العريس ، وفطنت الجاهلات الى الحاجة الى الزيت فطلبن من الحكيمات زيتاً فاعتذرن ان زيتهن لا يكاد يكفيهن. وقلن للجاهلات اذهبن الى بائعي الزيت. فذهبن وعندما عُدن وجدن العريس قد أغلق الباب ومعه عرائسه الحكيمات. توسلن اليه ان يدخلهن فقال الحق اقول لكن اني لا أعرفكن.
اما عريس اوروبا اليوم فهو فايروس كورونا المتجدد. واما ايطاليا فهي وربما اسبانيا فهن مِن العرائس الجاهلات. فلم يجدن في سرجهن اي زيت يحرقن به عريس السوء. فطلبن من المانيا ومن فرنسا زيتا فاعتذرتا. اذن ان زيتهن فعلاً لا يكاد يحرق العريس اللعين.
من سيتعاطف مع ايطاليا اليوم !. فقد كانت في الحربين العالميتين ضد حلف الحلفاء الذي يشمل فرنسا وبريطانيا وامريكا. واما مستعمراتها كليبيا والصومال فقد أذاقتها الهوان والموت والوحشية، وهما في حال يرثى له اصلا. . بل حتى في هذه الايام كانت ايطاليا تنافس فرنسا على الفريسة الليبية منافسة الضبع للاسد.
ولكن هاهي الصين تمد يدها لإيطاليا وترسل مساعداتها وكذلك روسيا ولكن ليس لوجه الله بل لعلهما تجدان موطن قدم في اوروبا. او تزرعا اسفيناً حادا في قلب اوروبا.
لقد جمعت ايطاليا رغم انها ام الحضارة الغربية ورائدة عصر النهضة جمعت عداوة تاريخية وعجزا ماليا وشعباً هرماً. وعاملتها اوروبا بخسة ونذالة فحق عليها القول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى