مطعم الوشوم…يا عيب الشوم

#مطعم #الوشوم…يا عيب الشوم / #يوسف_غيشان

أجمل التنبؤات التاريخية – التي يسمونها علم المستقبل-يمكن استنباطها من أحداث جانبية حصلت في مكان ما، وزمان ما.
من بين هذه الأحداث ما حصل مع أحد المطاعم الأمريكية الكبرى الذي قدم عرضا فريدا لجلب الزبائن، فقد أعلن عن استعداده لتقديم وجبة مجانية طوال العمر لكل من ينقش على أي مكان مكشوف وظاهر للعيان من جسده (لغرض الدعاية طبعا) شعار المطعم (اللوغو) مع اسم وعنوان المطعم.
ويبدو أن صاحب المطعم أساء تقدير حماس الزبائن لهذا العرض، حيث تقدم 39 شخصا في أول اسبوع يحملون على أجسادهم الوشوم المطلوبة .. وفي الاسبوع الثاني ارتفع العدد الى74 ثم إلى129 ثم إلى233 وأصبح المطعم يستقبل عائلات بأكملها تحمل هذا الوشم.
كان صاحب المطعم مضطرا إلى تنويع الطعام، وأدخل جميع مطابخ العالم في المنيو من المطبخ التايلاندي حتى الصيني مرورا بالعربي والإيطالي والألماني والأنجليزي بالضرورة والأفريقي.
كنت ترى الملوخية بالانارب على الطريقة المصرية، مع المنسف الأردني بالصنوبر الباكستاني، والمسخن الفلسطيني مع الباستا الإيطالية والأبصر شو مع الأبصر شي، والنقانق الجورجية مع الفودكا الروسية والنبيذ الفرنسي، والأجبان الدنماركية مع الشوكولاته السويسرية والفاصوليا الكولومبية مع الكرشات التركية، وهكذا دواليك.
بعد فترة، فوجئ المطعم بمدن كاملة تأتيه لتناول الطعام المجاني والجميع موشوم، ثم صارت مدن تدعو وتعزم مدنا على المطعم، ثم فوجئ بدول كاملة تأتي لتناول الطعام المجاني، ثم صارت الدول تعزم بعضها، وتحولت جلسات حل الخلافات الحدودية والعطوات والجاهات والأفراح والأتراح والليالي الملاح العالمية إلى المطعم.
بالمجمل صار معظم العالم موشوما بلوغو المطعم، ومعظمهم يتناول الطعام المجاني بشكل شبه يومي، ثم أضاف المطعم خدمات إيصال الطعام إلى الزبائن في بيوتهم وقراهم ومدنهم ودولهم وقاراتهم ومجموعاتهم الشمسية، على طريقة (ديلفري) والله أعلم.
الأحمق هنا لم يكن صاحب المطعم، بل الزبائن الذين نقشوا على أجسادهم وشماً تصعب إزالته، في حين سيغلق المطعم أبوابه قريبا بسبب الخسائر المتراكمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى