مضايا , الإنسانية تحتضر … / طارق ع الشلوح

مضاي ا, الإنسانية تحتضر …

مضى عهدُ مجيدٌ يا مضايــا … بلاد العرب إذ كانت دياري
ففي بغدانَ ليلي كنت أمضي … وفي تطوان أطرافَ النهار
وإني اليوم في سجن وحيـدا … أعاني في غيابات الحصــار
فشرقٌ حــاقد قــد رام خنقي … وغربٌ هاج من خلف البحار
وَنذلٌ قـــــد تولى أمر قومي … وبات اليوم مسعاه اندحاري
جميعا قد أتوا من أجل وأدي … وقــومي أسلمــوني للتَّـبــارِ
فأَيمُ الله لستُ الجوعَ أشكــو … ولكن جَورَ ذي قربى وجــارِ
وأيــمُ الله ليس الموتُ هميَ … ولكنْ حــالهم بعدي صغاري
فجوعٌ مهلك حــــولي تفشى … تهــــاوت منه أجساد الكبار
وفي الآفاق رعبٌ مستطيـرٌ … فمـــا من مَلجإٍ أو مــِن فِرار
فبيتي قد غدا من دون سقف … ولا حتى بقايــــــا من جدار
فيا كانون رفقـا حيـــن تأتي … فما أبقى الأعادي من دِثــــارِ
ويــا تمـوزُ كُنْ بردا نهــارا … وليلا كُـــفَّ أنيابَ الضواري
وحتى لا يَرى ضعفي عدوي … ولا يشقى صغاري بانكساري
أنيني بين أضــــلاعي دفيـن … ودمعي تحت أجفاني أواري
يئن الجرح مني دون قصــدٍ … ألا يا جرحُ لا تَخــدِش وقاري
إلهي أنت من أرجوه عــونا … وأنت اليوم حولي واقتداري
وقالوا أنَّ بعد الليـــــل فجـرٌ … ألا يـا فجرُ قد طال انتظاري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى