مصطلحات ومبادرات جديدة تطلقها حكومة النهضة

مصطلحات ومبادرات جديدة تطلقها حكومة النهضة
موسى العدوان

تُفاجئُنا حكومة النهضة بين حين وآخر بإطلاق مصطلحات ومبادرات جديدة، تستحق أن تدرّس كمساقات أكاديمية في الجامعات الأردنية. فبعد أن دمرت حكومة الرزاز صوامع العقبة في بداية هذا العام، والتي كانت تشكل إرثا وطنيا صنعه الحسين في عقد الثمانينات، كي تحفظ للأردن احتياطه من سلعة القمح الإستراتيجية، راحت حكومة النهضة هذه الأيام تخزّن تلك المادة مكشوفة في العراء.

فبعد أن نشرت وسائل التواصل الاجتماعي صورا، تظهر أكواما من القمح مكشوفة على الأرض، زار معالي وزير الصناعة والتجارة الموقع وأوضح الآتي : ” أن المستوعب هو عبارة عن صومعة أفقية وليست عمودية، وأن خصائص التخزين بالمستوعبات تضمن سلامة القمح، من حيث عدم تعرضه للحشرات. وأن كافة المستوعبات التي تم إنشاؤها في منطقة الغباوي والمفرق، تغطى بإحكام بواسطة أغطية خاصة، مقاومة لأي عوامل طبيعية أو مؤثرات خارجية، دون استخدام التعقيم الكيماوي “.

ومصطلح ( الصوامع الأفقية ) الذي أطلقه معالي طارق الحموري، لم أسمع به إلا اليوم. لأنني أعرف أن الصومعة هي بناء عمودي على سطح الأرض وليس أفقيا، يستعمل لتخزين الحبوب أو يستعمل كمعبد لرجال الدين المسيحي. وهنا أود أن أسأل معاليه الذي توسمنا به الخير : ألا يوجد صوامع عمودية في العقبة بدلا من المدمرة، لاستقبال شحنات القمح الواردة من الخارج، ويجري نقلها فيما بعد إلى الصوامع التخزينية الأخرى داخل البلاد ؟ وهل يمكن الاعتماد على الصوامع الأفقية المصنوعة من القماش كما تفضلت، في حماية القمح من الشتاء وبقية عوامل الطبيعة ومن الحشرات السابحة على الأرض ؟ على كل حال أطمئن معاليك بأن لا تقلق من هذا الموضوع، فقد اعتدنا منذ عقود سابقة، على أكل مخرجات القمح المفأرن عالي الدسم . . !

مقالات ذات صلة

وبالنسبة للناطق الرسمي باسم الحكومة معالي الوزيرة جمانا غنيمات، فقد بشرتنا بأن هناك مؤشرات محلية وعالمية، تؤكد خروج اقتصادنا من الأزمة تدريجيا. ولكن عندما نقرأ التفاصيل التي وردت في حديثها الذي لا نثق به نصاب بالإحباط، لأننا لم نلمس أي تحسن حقيقي في وضعنا على أرض الواقع. وهناك سابقة في تصريح رئس وزراء أسبق هو دولة هاني الملقي الذي قال : بأن الأردن سيخرج من عنق الزجاجة في منتصف عام 2019. فها نحن تجاوزنا الموعد المحدد، ولكننا وجدنا عنق الزجاجة قد سُدّ ولم يعد به حتى متنفس للهواء.

وأما وزير التخطيط معالي محمد العسعس، فقد أعلمنا بكل فخر : أن الحكومة حصلت هذا العام على قرض بمبلغ 1,4 مليار دولار، وتم استخدامه في تسديد قرض مستحق على الدولة في شهر حزيران الماضي. وحصلت الدولة أيضا على قرض بقيمة 100 مليون يورو سيسدد لمصدره على مدى طويل حتى عام 2035. كما أعلن أن الحكومة تجري مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي للحصول على قرض بقيمة 500 مليون يورو. ويظهر أن معاليه منشغل في البحث عن جهات مقرضة للأردن. ومع هذا يؤكد بعبارة لم أفهمها، بأن الأردن مسيطر على الدين.

هذه هي أفعال حكومة النهضة . . تستدين ثم تستدين لتسدد ديونا سابقة، وهكذا دواليك كما يفعل التاجر المفلس. فبدلا من خلق مشاريع منتجة تسدد من خلالها ديونها المتراكمة، تفعل عكس ذلك وتلجأ إلى أسهل الحلول، التي يقترحها رجالات هارفرد وأمثالهم، بغرض إغراق الدولة بمزيد من الديون.

وأما المصطلحات والمبادرات التي نسمع أو نقرأ عنها كل يوم فحدث ولا حرج. فما أن تتصفح الشبكة العنكبوتية، حتى تفاجأ بوجود عشرات المصطلحات والمبادرات الرسمية، لمشاريع تحمل أسماء براقة، ولكن لا مردود إيجابي لها على الوطن، سوى ما يخص القائمين عليها. وبهذا يستحق الأردن لقب : ” بلد المصطلحات والمبادرات الهلامية “.

ولكي نوحد الجهد في هذا المجال، فإنني أقترح أن تقوم الحكومة النهضة ببناء ” قاعدة لإطلاق المصطلحات والمبادرات ” تضاهي قواعد إطلاق الصواريخ البالستية، على جبل في عمان الغربية.

14 / 7 / 2019

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى