مقال الأحد 13-11-2016
النص الأصلي
مش رايحة تفرق
صوت مذيع الأخبار كان يزيده نعاساً ، رغم انه يقاوم على الجبهة الأخرى دفء الصوبة الذي يغويه لأن يكسر غفوة هانئة في ظل هذا الصمت المطبق، ثقلت عيناه ، مال رأسه، ثم حرّك رجله اليمنى بقوة وأمسك بطرف الفرشة التي يتمدد عليها..لقد حل م ان “السيبة” اهتزّت من تحته وهذا حلم من وحي الواقع فقد تكرر الاهتزاز عشرات المرات هذا النهار أثناء وقوف الحجي عليها في “تلقيط الزيتون”..مسح وجهه وفرك عينيه ليطرد عصافير النعاس عن رموشه وذكر الله بصوت مرتفع ..ثم دوزن جلسته كي لا يعود للغفوة ثانية ، سمع صوت خلع حذاء في الخارج، ثم فُتح باب المضافة ليصدر صريراً طويلاً…مدّ الزائر رأسه أولاً ليتأكد انه لم يقطع خلوة شرعية لأحد ثم أظهر كامل جسده ..
فوت جاي صاح أبو يحيى لـ”جوز فزّة” ..رغم أن جوز فزّة “فايت.. فايت” ولا حاجة لهذه الدعوة اللاحقة الا من باب إحماء الوجه ، رفع الرجل يده مسلّماً “الله يمسيك بالخير” ثم رمى باكوره على “الحصيرة” ليجلس ع الفرشة المقابلة..نظر أبو يحيى إلى يديّ ووجه ضيفه فثمة لمعة تشع من جلده تحت ضوء النيون ، ضيّق عينيه مرة أخرى ليتأكد مما يراه..
– أبو يحيى: شو مسوّي “بولش”؟؟
– جوز فزّة: مش سامع!!
– أبو يحيى: بقول “أديك ووجهك وصلّوعك بيرهجن.. بيلمعن” مسوي بولش!.
– جوز فزّة: لا والله دهنت حالي من “دهن القشب” هاظ القوزلين..هبّرني الزيتون واني أتشعبط سقا الله واحنا عاصرين..
– أبو يحيى: بعين الله..والله هاي ترويحتنا..هلكنا اليوم…ويا ريت محرزات طول النهار ع “رباطين”!.
– جوز فزّة: لدّ…خلي عندك خمس،ست تنكات مونة…بتدريش شو بصير بهالدنيا…هيك قالت لي فزّة…
أبو يحيى ناوله فنجان قهوة سادة ، ثم قذف “المكتة” بصورة زاحفة على الحصيرة فور أن رأى جوز فزّة يبحث عن باكيت دخانه…ثم قال وهو يمسح طرف الفنجان العائد إليه من الضيف بمحرمه ليخلصه من “الفازلين” اللزج…
– أبو يحيى: كله عند الله!.
– جوز فزة: بما أنه أولادك قرّايين وأنت طول نهارك بتتفرج ع المخسوف التلفزيون ..فزةّ بتقول انه رئيس الحكومة قايل في قرارات صعبة جاية ع الطريق.. صحيح؟؟!
– ابو يحيى: وهو يلعق طرف سيجارة الجلواز قبل إشعالها : مش رايحة تفرق!
– جوز فزة: ها.. مش سامع؟؟
– أبو يحيى: مش رايحة تفرق
– جوز فزة : شلون مش رايحة تفرق ؟
– أبو يحيى: هسع راتب التقاعد قديش بكفيك!
– جوز فزّة: مش سامع..!!
– أبو يحيى: بقول راتب التقاعد تبعك قدّيش بقدّيك!!
– جوز فزّة : لثلاثة ..أربعة الشهر.
– أبو يحيى: بعد القرارات الصعبة بيصير يقدّيك لواحد الشهر.. قالوا للقرد بدنا نسخطك قال أكثر من هيك ؟؟؟! ولّع حجّي ولّع وزتّ القدّاحة…
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
ابو الزعبي حبيبنا المبدع، بما انه صوتك بوصل ومقروء من مختلف اطياف الشعب الاردني يا ريت يا ابو عبدالله مره تكتبلك مقال تسلط فيه الضوء ع موضوع المواصلات العامة بالبلد ووضعها المتردي جدا، من ابسط حقوق المواطن يطلع من البيت يلاقي نظام مواصلات ومريح للتنقل …. شكرا مقدما
أبدعت كما أنت دوماً أبو عبد الله…وصفك رهيب ودقيق …كأنك معنا بأمسيات فراط الزيتون….الله لا يحرمنا هالموسم ويسقينا الغيث…والله المستعان..
مش رايحة تفرق لأن القادم اعظم. وأهلا” استثمارات واتفاقيات.
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين