مشّي بالمقصقص تا يجي الطيار

مشّي بالمقصقص تا يجي الطيار

رائد عبدالرحمن حجازي


بعد ظهور #نتائج #الثانوية العامة للعام الدراسي 1982 وحصولي على معدل جيد مرتفع ، تقدمت بطلب قبول لجامعة اليرموك وكان معدلي آنذاك يسمح لي بالقبول في كلية العلوم بكافة تخصصاتها وهي (الفيزياء ، الكيمياء ، الرياضيات ، الأحياء , الإحصاء وعلوم الأرض) . اخترت تخصص علوم الأرض ( #الجيولوجيا) والدافع وراء ذلك كونه لا رغبة لي بأن أكون معلماً لأن باقي التخصصات المذكورة أعلاه كان مصير من يتخرج منها غالباً ما ينتهي به المطاف بوزارة التربية والتعليم كمعلماً ، أما هذا التخصص الفتي فسيكون الخريج أحد كادر سلطة وادي الأردن أو سلطة المصادر الطبيعية أو في مناجم التعدين وشركات النفط .
أنهيت دراستي وتبعها سنتين في الخدمة العسكرية الإلزامية لأتقدم بعد ذلك بطلب لديوان الخدمة المدنية كحال أي خريج . بعد عدة أسابيع من تقديم طلبات التعيين تم استدعائي أنا وبعض زملائي في التخصص للتعيين بوظيفة حكومية ولكن المفاجأة كانت أن ديوان الخدمة المدنية قام بتنسيب تعييننا لنكون ضمن ملاك #وزارة #التربية والتعليم .
وهنا تضاربت الأفكار في رأسي هل أوافق أم أرفض ، فأنا درست الجيولوجيا لأكون خارج كادر وزارة التربية والتعليم وهنا أصبحت في حيرةٍ من أمري إلى أن قال لي أحد المعارف حينها مثلاً وجدت فيه من وجهة نظري من الحكمة والعقلانية ما يكفي حيث قال لي : عموه مشّي بالمقصقص تا يجي الطيار . والمقصود أن لا تضيّع فرصة التعيين وإن لاحت لك مستقبلاً فرصة أفضل بإمكانك الظفر بها .
محسوبكو ومن باب الأمل وخلال الأشهر الأولى لي في الخدمة كنت كلما لاحت لي فرصة للذهاب لمركز الوزارة لإتمام أوراق تعييني ونقل راتبي للبنك الذي أريد حيث كنت أُعرّج على ذلك الموظف الذي وعدني بنقلي من كادر وزارة التربية والتعليم إلى كادر #سلطة #المصادر الطبيعية في أول يوم دخلت فيه مكتبه في مبنى الوزارة ، وفي كل مرة أسمع منه نفس الجواب وهو (قريب إن شاء الله بدنا ننقلكوا كلكو لسلطة المصادر ) والمقصود كلكوا هم أنا ومجموعة #الجيولوجيين الذين تم تعييننا كمعلمين لتدريس مادة العلوم العامة كون الوزارة كانت تعاني نقصاً كبيراً في أعداد المعلمين بسبب فتح باب الإعارات في تلك الفترة . وبعد مرور عدة أشهر رافقتها عدة زيارات لذلك الموظف ليتضح لي بأنه ما هو إلا موظف بسيط لا يملك من أمره إلا ترتيب وتبويب الملفات والكتب الرسمية من خلال البريد الصادر والوارد .
وبالنسبة لشغلة مشّي بالمقصقص تا يجي الطيار أخذت معي ثلاثة عقود . الخلاصة لا تتعجلوا فالإصلاح قادم لا مُحَال .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى