مشيمة ضاقت من حبلها السري

مشيمة ضاقت من حبلها السري

د. #بسام_الهلول

طه ياحبيبي سلام عليك…
ياخذني المساء بحجزي إلى هاتيك المساءات ذات الشتاء الدابر امس . إلى دياجير ذلك الليل من شتاء وعتم انه رمس ما امس . كنا كزغب الطير يجمعنا الموقد في( الهناك) غرفتان من أسمنت غير مسلح يكاد من تهالكه يؤذن بالسقوط ليتم نسك السجود على هاماتنا حواصل فارغة بوابته تجأر إلى الله معنا كل هذا مجتمع لإيقاع مقام وتمرين فيزيقي لتضعنا في دائرة المحال وفوات ينفتح على الآن
مقام الليلة مرتع فلسفي لهاتيك الذكريات وتأمل فلسفي يكاد ان يرتقي تداوله إلى مقام مفهوم ومرتع خصب لمجمع الااااهات ، مقامات الماوراء تتقدم لتفسح مجالها لأضدادها مما ينفتح فواته بتبرجه لشخوص مفهومية ترفع الوالدة ( رحمها الله) قواعد لمبانى ترتيمة كما شأنها وعلى الدوام ترفع القواعد مع الوالد ( رحمه الله) بيت الزوجية والولد بتناغم تام ووقع مارايت من مثله حسنا وجمالا بيدها المصباح او مانطلق عليه( لامظة 4) وهذه لاتحضر إلا لعزيز مناسبة اي الرقم( 4) ويمتزج الصوت منها تردادا لما يتلوه الوالد وتضج جنبات هذه الجدر المتشققة حزنا وحزنا( بالفتح) طه ياحبيبي سلام عليك…يامسكي وطيبي…سلام عليك. المفتتح ( المفتاح) والختم هووووو وهو البوابة إلى المنتهى حيث ( سفط الراحة) المنغلق كما هو ( الجفر) علوم اختصها لنفسه( جعفر الصادق) وهو المنتهى من ترنيمة( البردة) رغم تعدد قائليها( البوصيري) ام احمد شوقي..ليس من شأننا يذكرني ذلك عندما كنا شغبا في المدارس ويستوي الحال عند مجند البادية عندما كنا نهتف ( فليسقط واحد من فوق) ظنا منا ( فليسقط وعد بلفور) وان تعثرت به ألسنتنا فلا مؤاخذة تضامنا مع حركة الطلاب في تظاهراتهم هي نفسها عندما كان ( جند البادية) بهراويهم ويأخذوننا عنوة واكداسا ( تلاميذ وطلاب) حيث لايعنيه ( التخصص) ( اطلع باللند ما يهم التخصص) ولعله هذا ميسم سياستنا في هذا الوطن

  • [x] وما كان يلفت انتباهتي كلمة ( اطرع باللند) نصيح بهم انا( تلميذ) مش طالب رغم هذا ما كان يغفر لنا ورغم ما نغفره لهم الان من( سحب بيت الشعر) واهانته المقصود ( البيت الذي كنا نسكنه والمصنوع من الوبر) كما أطلق عليه مؤرخو العمران العربي ( بالكسر) ويقابله( المدر) اي البيوت التي تصنع من الطين يطلق عليها( المدر) واهل البادية( الوبر) من شعر المعيز او البعران…كما الشأن اليوم نساق إلى اقدارنا في ( لاند روفر) السياسي ( مايهم التخصص) فكلنا في أنظارهم ( عيال العفنة) وهذا ما يخيفني اليوم ويختم الوالد ( طه يا حبيبي…سلام عليك) ثم يهبط المصباح من يدها ونهجم على ( سفط الراحة) ويعج البيت بضحكاتنا وما كنت ادريها انهم بعملهم هذا ( يبنون حصنا وتحصينا لهذا البيت) من بركة صاحب المناسبة عليه افضل الصلاة والسلام وتسري في اجسادنا حرارة المشهد تعوضنا عما يعوزنا من حرارة الموقد وزمهرير القارص من البرد وقهقهة الرعد في عرصاتنا كم تعتلق الروح بقلقها واضطرابها ايام تلك مثقلات بهموم الوالدين كما هي سحائبها مثقلات بغزير المطر وما كنا ندريها انها انتهت إلى ارتحال قدري عبر هذه الأوطانوهاهي تضج بجنباتي بجرس وايقاع ( الألتراس والتوس نيكوس المغاربي) واواه في بلادي ظلموني… وغيوانية ( في بلادي ظلموني) والشكوى للرب العالي …يالها من علوق في قلبي هاتيك..رغم انها مثقلات كالمزن الثقال..وما دريتها انها متعلقات في ضمير الوالدين من جور الايام اذ ذاك فيهربون إلى نشيدهم( طه ياحبيبي …سلام عليك) لعمرك انها محفلية وجودية في تجليات كوائن كانت قبلي لكائن ( الانا) البعدي اسهمت بل صاغت الوشيك من كينونتي…تخذت من سفرها وسفرها كي تكون اجمل عنونة تتمثل فيها تحولات في الخلاص رغم ( مشيمتها) في حبلها (السري )

مقالات ذات صلة
اعلان
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى