اياك أعني واسمعي يا جارة / سهير جرادات

اياك أعني واسمعي يا جارة

سهير جرادات

جارتنا ، التي سكنت في حارتنا اخيرا ، كانت تقطن مع ذويها في حارة ليست بعيدة عنا ، ولظروف عُرفت لاحقا فأن أهل الحي، الذين ضاقوا بهم ذرعا، بعد ان كشفوا الاعيبهم ثم ” كحشوها ” هي وعائلتها ، و”الهوا رماهم على حارتنا”، التي كانت هي وعائلتها من دائمي الشكوى والتذمر منها ، ولا يتوانون التقليل من شأن حارتنا أمام القاصي والداني .

دخلتْ الجارة الحارة مع أهلها، مستأجرين قبل أن ترمي شباكها حول “ابن الملاك الكبير ” ، الذي فرضها على الحارة وسكانها زوجة له، أهل الحارة لم يرتاحوا للجارة الجديدة، التي تمارس على السكان أسلوب المقاهرة ، واظهار عكس ما تبطن، وتتخذ زوجها شماعة لتصرفاتها الاستفزازية لأهل الحارة ، وتتعمد اسلوب “رمي الكلام ، ودائما تريد من وراء كلامها غير مدلوله .

مقالات ذات صلة

وما أن تصادف (جارتنا ) أحد السكان ، حتى تبدأ بالحديث معه في مواضيع عدة ، لا تعنيها لِعَينها ، انما تريد من ورائها مدلولات أخرى ، تصب جميعها في استثارة أهل الحارة واستفزازهم، وفي نهاية المطاف لا تتوانى أن تتباكى لزوجها من السكان الذين لا يحبونها ويرفضون التواصل معها ، ويستخفون بكلامها ، وينتقدونها ،ويُكذبون ما تقوله ، وتطالبه بأن يرد لها كرامتها أمام أهل الحارة ، و الدفاع عنها في مجالسهم ، وأن يوقفهم عند حدهم ، حتى بات في كل مرة يجتمع مع السكان ، يوجه اللوم لهم على تهجمهم على زوجته ، واتهامهم بأنهم غير محقين فيما يتداولونه عنها ، ويطالبهم بالتوقف فورا عن الحديث عنها ، وفي أحيان أخرى يهددهم بمضايقتهم في حال عدم التوقف عن مهاجمتها وتصرفاتها.

وبدأت الحكاية …عندما قررت هذه الجارة أن تشبك يدها بذراع زوجها ، وتسير

معه جنبا إلى جنب في الحارة متباهية به ، وأن تستوقف كل من يمر بالحارة من سكانها ، وتبدأ بممارسة هوايتها ” برمي الكلام ” على مبدأ المثل القائل : إياك أعني واسمعي يا جارة، وتوجه الحديث إلى زوجها وهي تقصد الحارة وسكانها وتصرفاتهم ، وتستعرض قوة زوجها في الحارة ، وتبين لأهل الحارة بأن زوجها هو من يدعمها ويساندها ويشد من ازرها كلما ازداد عليها الهجوم من قبل الحارة وأهلها. وفي نهاية مشوارها في الحارة تقوم بشكر زوجها على حمايته ومساندته لها أمام

أهل الحارة ، والوقوف في وجه كل من يتفوه بكلمة ضدها ، والتصدي لكل من يقف في وجه طموحها من أهل الحارة .

هذه ليست أكثر من فضفضة أولاد الحارة ، الذين يعانون شرور الجارة ولا سبيل لهم سوى البقاء في الحارة ، لانهم ملاكون ، وسلامتكم ..

Jaradat63@yahoo.com

‏‫

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. استاذة سهير: يا لبلاغتك رعاك الله: مهما فعلت ومهما بلغ نفوذ زوجها فإن أهل الحارة لن يتقبلوها وسيبقون ينظرون لها كجسم غريب لا يمكن استيعابه والمصيبة الكبرى والخوف من ان يصل اهل الحارة الى مرحلة كره ابنهم ونبذه بسبب زوجته وممارساتها وصلفها وتحديها لمشاعرهم مما سيودي بالحارة وساكنيها الى المجهول ،، تحياتي.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى