سواليف
حين توصلت الشابة الفرنسية من أصل كاميروني المعروفة باسم “صوفيا كازيكي” بتذكرة الطائرة في شباط/ فبراير من العام الماضي، لم تكن تنوي السفر للقتال مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
تقول إن رحلتها إلى تركيا، ومن ثم إلى معقل التنظيم في الرقة، كان هدفها مساعدة النساء الحوامل على الولادة.
بدأت الرحلة باتصالات عبر سكايب أجراها صديق فرنسي مقرب من صوفيا التحق بداعش وأقنعها بالسفر من أجل مساعدة نساء حوامل على الولادة.
“خدعوني”
حين كانت صوفيا تعمل موظفة خدمات اجتماعية في فرنسا، كان لها ثلاثة أصدقاء من المسلمين تعرفت عليهم بعد اعتناقها الإسلام.
كانت العلاقة بينها وبين الثلاثة (محمد، سليمان، إدريس) وثيقة جدا، لكن فجأة اختفى الثلاثة عن الأنظار سنة 2014، ولاحقا علمت صوفيا أنهم التحقوا بداعش، وطلب منها إدريس أن تسافر إلى سورية لتقديم المساعدة الاجتماعية للنساء.
لكن صوفيا وجدت مستشفى الولادة في الرقة قد تحول إلى “مصنع للأطفال”.
تحكي في معايناتها، التي جمعتها في كتاب بعنوان “في ليل داعش”، أن مقاتلي التنظيم المتشدد يمنعون النساء من الولادة الطبيعية، فجميع الحوامل يجبرن على إجراء عمليات قيصرية.
لم تكن تلك الصدمة الوحيدة التي واجهتها الفرنسية الشابة، فقد فوجئت بمقاتلي التنظيم يجبرونها على ارتداء عباءة سوداء تغطي جسدها بالكامل وقفازات. وأكدت في لقاء مع الصحافة أن ابنها (أربع سنوات) علق على ملابسها، قائلا: ” أمي إنك تشبهين بات مان”.
وبعد أسبوعين من الصدمات اليومية في “مصنع الأطفال” قررت صوفيا ربط الاتصال بزوجها، الذي أخفت عنه سفرها إلى الرقة، لكن التنظيم أدرك نواياها، فقام باحتجازها في مخيم خاص بالنساء.
تصف صوفيا المخيم بأنه “ليس سجنا بالضبط. إنه أشبه بمكان تربية الكلاب”.
تقول إنها رأت “نساء من جنسيات مختلفة يحتجزهن التنظيم للمتعة الجنسية لمقاتليه. بعضهن متزوجات من مقاتلين وأخريات ترملن بعد مقتل أزواجهن”.
الهروب
دفعت صوفيا ثمن ثقتها الزائدة بأصدقائها ثلاث مرات: الأولى، حين وجدت نفسها تحت رحمة مقاتلي داعش في الرقة. والمرة الثانية، حين اضطر زوجها لدفع مبلغ 30 ألف يورو لمهربين لنقلها من الرقة إلى تركيا. أما المرة الثالثة، فكانت بإلقاء القبض عليها في فرنسا وسجنها لمدة شهرين بتهمة تعريض حياتها وحياة طفلها للخطر.
كان هروبها من الرقة في نيسان/ أبريل 2015 مغامرة، فقد استغلت الانشغال بـ”تزويج” أحد مقاتلي داعش بشابة بلجيكية، للتسلل رفقة إحدى العائلات السورية إلى تركيا. وكان الهروب بمساعدة من الجيش السوري الحر.
وتقول صوفيا إنها رأت في الرقة “ثقافة الموت”. وتضيف أن هدف المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى داعش، ليس “إقامة الدين، فحتى الصلاة لا يحافظون عليها. ما رأيته في الرقة ليس إسلاما”.
الحرة عن التلغراف البريطانية