«مشاجرة» بين وزيرة السياحة وقائد طائرة تثير جدلاً في تونس

سواليف
أثارت «مشاجرة» بين وزيرة السياحة وقائد طائرة للخطوط التونسية، جدلاً كبيراً في البلاد، حيث اتهم عدد من الركاب الوزيرة بالتسبب في تأخير الرحلة المتجهة إلى بلغراد. ودعا سياسيون ونشطاء إلى إقالتها، فيما نفت كل من وزارة السياحة وإدارة الخطوط التونسية هذا الأمر، متهمة قائد الطائرة بالإساءة إلى وزيرة السياحة وعدد من العاملين في الوزارة.
وتناقل سياسيون ونشطاء تدوينة لمسافرة تونسية تُدعى وفاء فراويس، اتهمت فيها وزيرة السياحة سلمى اللومي بالتسبب في تأخير الرحلة المتجهة إلى العاصمة الصربية بلغراد والدخول في شجار مع قائد الطائرة الذي لامها وفريقها الوزاري على التأخير الكبير وتعطيل الرحلة، مشيرة إلى أن الوزيرة اضطرت للمغادرة بعد مهاجمتها لفظيا من قبل عدد من الركاب.
وعلّق رياض الشعيبي رئيس حزب «البناء الوطني» منتقداً اللومي «مرشحة لتولي منصب رئيسة الحكومة الجديدة، لكن العقلية هي هي!»، حيث أكد أن وزيرة السياحة اتصلت بوزير النقل رضوان عيارة وطلبت منه «استبدال» قائد الطائرة، مشيراً إلى أن طاقم الطائرة ساند قائدها ورفض تنفيذ تعليمات الوزير المتعلقة بتغيير قائد الطائرة، وهدد بتعطيل الرحلة المذكورة ورحلات عدة أخرى، قبل أن تغادر الوزيرة على متن طائرة أخرى متجهة نحو اسطنبول.
وأعادت المحامية ليلى حداد نشر تدوينة الشعيبي منتقدة «سلوك» الوزيرة. وأضاف مستخدم يُدعى مراد «عليها تقديم استقالتها حالاً ولو كان هناك قضاء مستقل لأحالها على المحاكمة من أجل استغلال منصبها لاختراق القانون والاعتداء على حرمة مؤسسة عمومية وعلى ملك الشعب التونسي»، فيما أشاد عشرات النشطاء بموقف الطيار الذي اعتبروا أنه احترم القانون ومهنته وتصدى للوزيرة بعد تـجاوزها القـانون. فيما أصدرت وزارة السياحة بيانا فنّدت فيه ما ورد على لسان عدد من المسافرين والنشطاء، وأكدت أن الوزيرة وفريقها كانوا موجودين في الطائرة قبل عشرين دقيقة من الإقلاع، مشيرة إلى أن قائد الطائرة «تعمّد – بإستعمال مكبّر الصوت – التهجّم على وزارة السياحة والصناعات التقليدية متّهما إيّاها بتعطيل الرحلة (…) ولم يكتف قائد الطائرة بهذا الحدّ، بل تعمّد الإساءة للوزارة ولأحد أفراد الوفد الرسمي، ممّا أجبر الوفد على مغادرة الطائرة».
كما أصدرت الخطوط التونسية بيانا (تلقت «القدس العربي» نسخة منه) أيدت فيه الرواية التي ذكرتها وزارة السياحة حول وجود الوزيرة ومرافقيها على متن الطائرة، مشيرة إلى أنه «على وجه الخطأ، تم إعلام قائد الطائرة الذي أعلن عبر مكبر الصوت عن تأخّر وصول الوزيرة، والحال أنّها كانت جالسة في مقعدها داخل الطائرة. وعلى إثر هذا اللّبس تفيد الخطوط التونسية أنه قد تم فتح تحقيق بهدف كشف ملابسات هذه الحادثة وأسبـاب وقوعـها».
فيما شكّك نشطاء في صحة بيان المؤسستين، حيث اعتبر مهاب القروي المدير التنفيذي لمنظمة «أنا يقظ» المتخصصة بالشفافية أن بيان وزارة السياحية مبهم وغير واضح. وأضاف مصطفى عبد الكبير رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان: «صحيح ثمة مشكلة في التاخير. المسؤول يجب أن يكون أول شخص يحترم المواعيد، وقائد الطائرة لديه كل الحق في ما فعل».
وتعرضت الوزيرة في وقت سابق لانتقادات عدة، حيث اتهمها البعض بالاهتمام بدور العبادة اليهودية على حساب المساجد والرموز الدينية الإسلامية، وهو ما نفته الوزيرة لاحقاً، كما انتقد البعض ارتداءها للحجاب خلال زيارتها للسعودية، و بررت اللومي ذلك باحترامها للعادات والتقاليد في السعودية، داعية إلى التركيز على عملها لا لباسها.
كما انتقد الرئيس السابق منصف المرزوقي اللغة العربية «الركيكة» لدى الوزيرة، معتبراً أنها «جاهلة» بأبسط قواعد اللغة، وردت اللومي بأنها مستعدة لاجتياز امتحان للغة العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى