مسلسل شقة ستة بين عَمْلَقَةْ في الرعب النفسي و مشاهد ختامية ضعيفة

#سواليف

#مسلسل #شقة_ستة بين عَمْلَقَةْ في #الرعب_النفسي و #مشاهد_ختامية_ضعيفة

بقلم #فراس_الور

مقدمة المقال (من وحي خيال كاتب المقال و اجواء المسلسل):

كده برضو يا انجي، كل ده يحصلك و ما تقوليليش؟ انا عتبان عليكِ أوي، نحن زُمَلَه بصحيفة وحده، انا بنشر مقالاتي مع دار الهلال (1) من وقت لتاني و بعزٍكْ جدا، اكثر من َمًره انا و مْعَدي من جنب مكتبك كنت عايز ادخل و اسأل عليكي ناهد و أسأل عن احوالك، خصوصا بعد ما لاحِظتْ إن الأستاذ فهمي قارِشْ مِلْحِتِكْ بقالو فترة؟ ده كان بيسأل عليكي و بِزَعًقْ جامد بس كنتِ غايبه و مشغولة بالعزال و بترتيب شَقِتِكْ الجديده، وِ بس طلبتي التحقيق بِقَضِيِةْ مقالِكْ انا رُحتْ للشؤون القانونية و شهدت لصالحك و مهمنيش اترفد و لا لاء، بس نهايتك تبقا بِمَصَحْ نفسي؟ مش هي ديه نهايتك ابدا، انتِ اجمد من كده بكثير، نهايتك ضايقتني جدا، انا حكتب للرأي العام بمقالتي ديه ليه النهاية ديه مش ليكي و حنشرها بكل وسائل الإعلام، و انا متأكد بالمستقبل أنك حتُخْرُجي و المستشفى و الدكتورة فريده حيعرفوا انهم غلطوا بتشخيصك، انتِ بِتْ جدعه اوي يا انجي و بنت بلد اصيلة و ما تستهليش إلي جرالك…انتِ اتحملتي من شقة ستة كثيرة اوي و إلي جرالك ده ظُلْم، ديه نهاية ظالمه ليكي…فراس الور… زميلك بصحيفة دار الهلال،

مقدمة عامة عن العمل و فئته الأدبية: انها نفس القصة التقليدية، الفتاة او الضحية الذي يكون في ورطة مفزعة ببيت مرعب، فريسة مسكينة يقع ببراثن الشر و اعوانه في عقار ملعون، فالإطار العام لهذا المسلسل لم يخرج عن هذه الثيمة التي تكررت كثيرا عبر تاريخ افلام الرعب، العقار الذي يأسر بِشَرِهُ الفتاة البريئة و الرقيقة او ضحاياه من البشر، الأمثلة كثيرة و تملأ ارشيف الدراما بأكثر من بلد حول العالم، و مصر كان لها وجود بسيط بالسابق و لكن ملحوظ من انتاج هذه الفئة من الأفلام منذ عتقية وجود السينما بها بسبب عدم توفر امكانيات صنع المؤثرات البصرية المطلوبة، المقارنة بين الإمكانيات سيظلم الإنتاج المصري كثيرا في بعض الأحيان و لكن حاول صناع الأفلام صناعة منتوج درامي يحاكي ما هو بالغرب و ينافسه، و بالرغم من التحديات التي كانت امام صناع الأفلام المصرية كانت هنالك افلام تَمَيًزَتْ بنضوج ملحوظ لا يمكن الا التوقف عندها و ذكرها و نحن نناقش هذه الفئة من الأفلام، و على سبيل المثال لا الحصر مثل القصر الملعون الذي تم عرضه في سينما ميامي في 9 نيسان عام 1962 و هو من بطولة (مع حفظ الألقاب) مريم فخر الدين و صلاح ذو الفقار و محمود المليجي و غيرهم من نجوم لامعين من زمن الفن الجيمل، و اسماعيل ياسين في متحف الشمع الذي تم عرضه في سينما ميامي ايضا في 8 اكتوبر عام 1956 و كان من بطولة اسماعيل ياسين و كيتي و سناء جميل و غيرهم من نجوم لامعين بهذه الفترة، و مكالمة منتصف الليل الذي عرض في سينما كايرو في 1 مايو من سنة 1978 و كان من بطولة ميرفت امين و ناهد و حسين فهمي و سمير غانم مع نحبة من نجوم مصر، و اخرج هذا العمل بحسب موسوعة الأفلام العربية التي بحوزتي للمؤلف محمود قاسم المخرج حلمي رفلة، و كان بمساعدة الإخراج عبداللعزيز جاد و ايناس الدغيدي بالرغم من ان موقع السينما يضع مخرجان رئيسيان للعمل و هما عبدالعزيز جاد و حلمي رفله، و لعل تخلل هذا الفيلم المشاهد المرعبة و المفزعة عن جثث تظهر لعريس و عروسته في منزلهما ليتبين انهما ضحية احد المقربين من العروسين بهدف الإنتقام لأن العروس اختارت غيره، و يدخل البطل عماد بتعب نفسي شديد بسبب ما يراه لتقترب اجواء العمل من الرعب السيكولوجي لأن المحيطين بالعروسين من الشرطة و غيرهم من الأبطال لا يصدقان ما يرى العروسين من امور مريبة، لا شك ان العمل يقف بدائرة رمادية اللون بأن يكون من فئة الرعب السيكولوجي او قصة رعب عادية و لكن كانت السينما المصرية تسعى دائما للتواجد مع ما تُقَدِمْ السينما العالمية من روائع فهي خير مَنْ قد يُحْدِثْ الفارق المطلوب بمنطقتنا العربية، و من يشاهد مكالمة منتصف الليل سيلاحظ ان هذا العمل هو من صنيع مخرج و فريق عمل مخضرم بعمله اذ نُفِذَ بمؤثرات بصرية بسيطة و غير معقدة، و هو خير دليل على المخرج المقتدر الذي يتملك ادواته بصورة مبدعة، هنالك العديد من التجارب بالسينما المصرية التي لا نستطيع التوقف عندها و نحن نناقش مسلسل الشقة ستة الذي تَعَمْلَقَ بعالم الرعب و يجاري بكل معنى الكلمة كعمل درامي بمؤثراته الرائعة اعمال كبيرة بالسينما العالمية، فنحن نقدر و نحترم التجارب بتاريخ السينما المصرية حتى و ان كانت تعاني من الضعف فهذه السينما بأرشيفها الكبير تراكمت بها التجارب و الخبرات لنخرج بأعمال رعب مبدعة كالتي بين ايدينا اليوم، فالمؤثرات البصرية لا تعني شيئ بمفردها و ليست كفيلة لتصنع الفارق من دون تجارب السابقين التي درسوها و شاهدوها مخرجين اليوم اثناء دراستهم بالمعاهد و الجامعات ليستفيدو منها، فعملقت افلام الرعب اليوم لم تأتي من دون جذور لها بتجارب سابقة تَحَمًلوهَا المخرجين حينها بِحِلوْ نجاحها و مُرْ فشلها،

لا شك ان مسلسلات الرعب ليست جديدة على الدراما المصرية، فانتقلت الدراما من حصر الرعب بالافلام الى المسلسلات منذ مسلسل ابواب الخوف اذ نجح نجاحاً ساحقاً حين عرضه في عام 2011، و كان عن شاب صحفي مولع بالقصص المثيرة و الرعب و عالم الماورائيات، حيث يحقق خلال حلقاته بسلسلة من الحوادث الغريبة و المثيرة، و من هنا ابتدأ مشوار مسلسلات الرعب حيث رأينا بعده عمل ناجح بإسم ساحرة الجنوب الذي تم عرضه بنسة 2015، ثم توالت الأعمال الشيقة و المثيرة التي تعملقت بها الدراما المصرية الى ان وصلنا الى رؤى اخراجية تنافس ما يتم انتاجه عالميا، و هنا يأتينا مسلسل شقة ستة بعد رحلة حافلة و طويلة من التجارب ليمتعنا بقصته المثيرة للجدل،

العين الثالثة (فكرة العمل) : هنا ينبغي التوقف عند فكرة العمل إذ لا نستطيع العبور عنها مرور الكرام من دون الخوض لو قليلا بمضمونها، فالعين الثالثة بحسب موسوعات الإنترنت لها ردائف عديدة، و منها العين الداخلية او عين العقل، و تُعَرِفَهَا الموسوعات انها قدرة اداركية تفوق قدرة الرؤى العادية التي يمتلكها البشر، هي بوابة لعوالم داخلية و فوق مستوى العقل العادي للبشر، و هذه القدرة الإدراكية ليست جديدة في عالم البشر بل لكل الديانات السماوية منها منذ القدم و غير السماوية كالهندوسية و البودية التي يمارس ابناؤها اليوغا نَظْرَةٌ لها، و تتنشط هذه العين الثالثة عن طرق التأمل بالروحيات و التجرد من الماديات، و يُعِدًهَا من يؤمن بهذا العلم انها حالة من الإستنارة، و بالأديان السماوية ترتبط بالرؤى الدينية و رؤية ما وراء الطبيعة المادية و الغيب و تجارب الخروج من الجسد حيث للصوفية او المتصوفين في الديانة الإسلامية و الرهبان بالديانة المسيحية تجاربهم الروحية معها، و بنهاية المطاف تعطي من يتبع طريق هذا العلم القدرة على رؤية ما لا يراه الإنسان الطبيعي من غيب و رؤى مختلفة، و الأديان السماوية تصوبها اكثر نحو مسارها الصحيح إذ كلما ارتقى الإنسان بالتأمل و الصلاة و التعبد نحو الله و التجرد من كل الأمور المادية مبتغيا فقط العيش مع الله بعلاقة روحية مثمرة و نشطة كلما فُتِحَتْ هذه العين و اصبح قادر على ادراك و رؤية امور اعلى من ادراك و ما يراه البشر العادي…و كلما ساعد الله من يمتلكها على الخير و استخدامها بأمور تمجد اسمه القدوس، اذ لو أمنا ان لكل إنسان هالة طاقة او ما تسمى بال-أورا فإن التصوف و التأمل و الصلاة و التقرب الى الله و نقاء القلب ستجعل هذه الطاقة من حولنا تستمد قوة ايجابية من الله و ستنشط العين الثالثة اكثر و قد يرى من يصل الى هذه المستويات ما لا يراه انسان عادي، هنالك بشر كثيرون بهذا العالم مهيئين لهذه الرؤى و قد يرون رؤى معينة و لكن بالنسبة الي كمسيحي موحد بالله ينقصهم تصويبها بالصورة المرجوة نحو الله لينيرنا الله الى ما يريده من خلالها، هذه فكرة عامة و سريعة عن العين الثالية للذي لم يفهم ما يناقش المسلسل بصورة عامة،     

نقاش حول احداث العمل و ميزات الحلقة الأولى و قراءة و سرد نقدي للاحداث: البطلة الرئيسية بالعمل هي الصحفية انجي (روبي)، و هي يتيمة الأب و الأم تنتقل للعيش بشقة مفروشة تشتريها من سمسار طَمًاعْ يُقْنِعُهَا بأن الشقة تستحق النقود التي دفعتها بها، و بالرغم من شَكْوَتِهَا له بأنه خَيًبَ ظنها و لم يُصْلِحَ الخراب بالشقة كما وعدها الا انها تقبل بها و تَخْصُمْ عليه مبلغ من المال من ثمن الشقة لتوفي التصليحات بها، و تكون الشقة مفروشة باثاث مَنْ سبقها من مستأجيرين حيث تكون أنجي اول من يتملكها بيعاً و شراءاً من مالك البناية، و لعل سعادتها بأقتناء شقة خاصة بها لا يُكْتَبْ له ان يطول حيث تبدأ بإختبار احداث مرعبة بها تسبب لها الأهْوالْ الغير متوقعة في حياتها،

الحلقة الأولة مميزة بعدة امور، فشعرت و كأنها حلقة تجريبية للعمل تم الإعداد لها بعناية فائقة، و هي ما يسمى بpilot episode حيث لاحظت اننا نلتقي بأغلب الشخصيات التي ستكون مؤثرة بالعمل، فبأولى المشاهد نلتقي بزاهي (محمود البزاوي) الطماع الذي باعها الشقة، ثم نلتقي بياسر (هاني عادل) و زوجته ناهد (رحاب الجمل) في منزلهم و ياسر يقوم بتمارين اليوغا، لنتعرف علي ميوله بالتأمل و العالم الروحاني، ثم نرى انجي تعثر بكتاب للمؤلف زياد الشامي (حمزة العيلي) و هو النزيل السابق بالشقة، و اسم الكتاب الدخيل حيث تقرأ نبذة مختصرة عن مؤلف الكتاب في صفحاته الأفتتاحية، و اثناء هذه المشاهد التي تبدا بها بعض من اجواء الإثارة نرى أنجي تلاحظ مرور شخص في شقتها من خلفها و هي ترتب المكتبة بالصالة، لنبدأ بالشعور من اولى حلقاته ان هنالك امر مريب بالمنزل، بل نراها تسمع صوت اغلاق هذا الشخص للباب وراءه لتراودها بعض الشكوك عن منزلها الجديد، و نتعرف على الطفلة منًة ابنة دكتور طب التشريح يوسف (احمد حاتم) و هي تسير بالليل برفقة ديدي (هالة سمير) جدتها مع سهير صديقة للعائلة، حيث تكون والدة منه متوفية، و نرى ايضا و المشاهد تتواتر بهذه الحلقة انجي تغير كانون باب الشقة حيث بعدما لمحت احدهم يسير بالشقة و سعمت باب يغلق تشك ان احدهم  قد اقتحم الشقة عليها، ثم نتعرف على عملها بصحيفة دار الهلال و على رئيس التحرير حيث يعمل كل من ناهد و ياسر و انجي تحت إمرته، و نرى انجي ايضا تذهب الى مطعم و كافيتريا تعودت زيارتها و تلتقي برامي (حاتم رضا) الذي أوصالها بمالك العقار الذي اشترت منه الشقة، و نرى انجي تصطدم بالعم ماهر (صلاح عبدالله) الذي ظنت انه يلاحقها الى عمارتها، و لكن لتكتشف انه جار لها بنفس الطابق الذي تسكنه،

الخطوط الدرامية لتلك الشخصيات بهذه الحلقة تقاطعت بسلاسة ملحوظة حيث تم بناءها روائيا بصورة صحيحة لتغدو هذه الحلقة نموذجية جدا اذ هيأ المخرج المشاهدين و عَرًفَهُمْ على تقريبا معظم الشخصيات الأساسية بالعمل، بل أشعرهم ان هذه الشقة فيها شيئ مريب جدا، بل نرى حتى السمسار زاهي يروي لانجي بأول يوم سُكْنَاها للمنزل عن زياد الشامي و الفنانة زينة نعمان لنتعرف على بعض من الشخصيات التي سكنت الشقة بالسالف، و هذا ما ساههم ببداية مُوًفَقَة للعمل اخذت بعد ذلك احداثه خطاً تصاعدا دراميا سليماً و شيقا، و لو اردنا اخذ صورة مقربة للبناء الدرامي للأحداث سنرى ان بنائها بحسب Freytag’s Pyramid  او The Dramatic Arc لا يأخذ شكلا تقليديا، بل يأخذ هذا الشكل :  

لو دققنا اكثر بتفاصيل الأحداث سنجد ان الذروة الدرامية لم تحصل الا بالحلقة الآخيرة حينما تواجهت انجي مع سارة (ملك قورة) الجنية، و خلال حلقات العمل تتخفى الجنية بكينونة سارة جارة لها ذات اطوار مريبة تعيش مع والدتها المريضة، و مع تتطور الأحداث تنكشف حقيقتها بالحلقة الأخيرة انها الجنية او ما يُعْرَفْ بالرَصَدْ السحري للكنوز المدفونة بمحلات العمارة بالطابق الأرضي، و لذلك معظم ما كانت تراه انجي من رؤى كان يمهد لهذا الحدث الفيصلي بالرواية، فلذلك تخلل هذه الرواية ذروات صراع ثانوية او ما يعرف ب subplots او mini climaxes، و هي ما كانت تُشَوِقْ الجمهور للوصول الى ذروة الصراع او climax، فمثلا حينما شعرت انجي بشخص يسيرخلفها بالحلقة الأولة و هي تُرَتِبْ المكتبة بالصالة ثم ابتدأت بقرأة كتاب الدخيل و هي على ضفاف النيل بين المارًةِ و الناس، و رأيناها بالحلقة الثانية تحلم حلماً مريبا بالليل بشخص يطُلْ عليها من خلف ستارة غرفة نومها لتسيقظ مفزوعة، ثم رأيناها ترتعب حينما مَسَحَتْ بخار الماء الدافئ من على مرآة الحمام لتشعر بأن احدهم يحرك ستارة حوض الإستحمام، هذه كلها تدخل ضمن ما يسمى بالإنجليزية inciting incidents او احداث مُحَرِكَة تدفع بإيقاع الأحداث ان يبدأ بالإرتفاع و لتتوالى المشاهد المؤثرة، و لأنها حدثت بأول مَشَاهِدْ العمل الدرامي، وغالبا ما تُحْدِثْ تَغْيِرْ بحياة بطل او بطلة الرواية ليبدأ بالتدخل بِصُلْب قضية و حبكة الرواية، فلولا هذه الأحداث سالفة الذكر لما شعرت انجي ان هنالك امراً مريباً يحيط بها، و لَمَا رأيناها بالمَشَاهِدْ اللاحقة بالحلقة الثانية تبدأ بالبحث عن ما هي العين الثالثة،

و عند هذه النقطة تبدأ انجي بالشعور انها ترى رؤى و احلاماً مزعجة لها علاقة بالمنزل و بالكتاب، فتدفعها هذه الأمور بنجاح للبحث بأمور العين الثالثة و هي بمكتبها بالصحيفة على رأس عملها، فتشعر بأن ما بدأ يحيط بها له علاقة بمضمون الكتاب، و هنا يكتشف ياسر فضولها بهذا الموضوع و يبدا بالشرح لها بغرفة الإجتماعات بالصحيفة عن علوم العين الثالثة حيث يؤمن بها، تلتقي انجي بيوسف طبيب التشريح الذي يكون صديق لياسر و ابن خالة ناهد على مَأْدُبَةْ غذاء بعدها بنفس اليوم بمنزل ياسر و يحصل بينهم تعارف، و يحصل بين الجَمعْ حوار يتبين من خلاله ان يوسف كطبيب لا يؤمن بعالم الماورائيات، و يعطي ياسر كتاب كان قد أَلًفَهُ لإنجي عن علوم العين الثالثة لتتعمق بالأمر اكثر، نتعرف خلال الحلقات الأولى ايضا على شيخ من المشايخ الذي يدعي انه مبروك بمواهب روحية، اسمه ابوالشوك (محمد رضوان)، و تزوره جارة لإنجي اسمها صباح، حيث تراها انجي بأكثر من مشهد تطعم قطط كثيرة في طابق عمارتها لحم احمر يجعلها تشمئز من منظره، تلاحط انجي عدم اتزان صباح خصوصا بعد محاولتها الإنتحار بالحلقة الأولى، و نرى صباح بالحلقة الثانية بمشهد يجمعها مع هذا الشيخ تطلب منه ان يعيد لها ممدوح زوجها حيث يكون مفقود ولا أحد يعرف عنه شيئ، تتطور الأمور اكثر بهذه الحلقة فتأخذ بعدا دراماتيكيا اكبر حيث نرى انجي عند انقطاع النور بشقتها تشعل شمعة، و تجلس و هي خائفة و مرعوبة على مكتبها تدندن اغنية وسط الظلام الدامس لتحاول السيطرة على خوفها، و فجأة يقترب منها شخص و يطفئ لها الشمعة،
يدخل المسلسل بتطورات كبيرة بعد هذه الأحداث، فنرى انجي تذهب برفقة ياسر لإستشارة سيجا (فرح/فدرا)، و هي معالجة روحية لها خبرة بمجال التأملات و تنشيط مراكز الشاكرا لتنشيط العين الثالثة عند المنتسيبين لمركزها و للذين يقصدونها لهذه العلوم، و تخبرها انجي بما يحصل لها لتطلب سيجا عقد جلسات معها لتستطيع مساعدتها، و الذي يُفْهَمْ من سياق الحديث بعد هذه الزيارة بين ياسر و انجي ان سيجا اعطتها تمارين لتنشط مراكز ىالطاقة لديها و لتنشيط العين الثالثة، و نتعرف على النهاية المأسوية لياسمين (أية عبدالرازق) زوجة يوسف طبيب التشريح، حيث اثناء انتسابها لمركز سيجا قررت الإبحار بهذا العالم بمفردها من دون الإلتزام بتعليمات سيجا و دخلت بحالة تسمى الإسقاط النجمي، و هي حالة يصلها من يتقدم بالتأملات لتنشيط العين الثالثة لديه (2)، و تَسَبًبَ ذلك بوفاتها و مأساة بحياة يوسف، و بعد هذه الأحدث نرى تطور مُشَوِقْ هنا بما قد يسمى كسر الجدار بين الواقع و الرؤيا، فنرى احلام انجي تتطور اكثر لترى ما كان يحصل بالمنزل بالسابق…و كأنها ترى رؤية طبق الأصل اثناء نومها لحوادث سابقة بالمنزل، و نعلم عن علاقة كانت قائمة بين المؤلف زياد الشامي و الفنانة زينه نعمان (هيا فياض)، و لا تنتهي هذه الحلقة الثالثة الا بصدمة تتلقاها انجي، ففجأة بعد انقطاع للتيار الكهربائي و زيارة خاطفة للعم ماهر مع سارة جارتها يعود النور، فتتفق مع ضيفيها على جمع نفقات أصلاح الكوابل الكهربائية و لَمْ اجرة الصيانة من الجيران، و بعد ان يغادرا ضيفيها تلاحظ انجي ان تلفازها يعمل بمفرده، فتقترب منه و تطفئه، و لكنه يعود مَرًةً ثانية ليعمال بمفرده، تسير بحالة خوف و ترقب كبيرة مما يحدث نحو غرفة نوم بالشقة حينما تلاحظ تحرك باب الغرفة بمفرده، و هنا ترى للمرة الثانية و هي مستيقظة و لكن بوضوح اكبر زياد الشامي و هو يغلق باب الغرفة بوجهها،

الأحداث بكافة الحلقات التالية تتصاعد بصورة كبيرة و مُشَوِقَةٌ، تذهب انجي لمقابلة الصحفية زينة نعمان، فتتأكد ان ما رأته بالرؤية واقع و أن كانت هنالك علاقة بينها و بين زياد، فقد كان زياد بصدد كتابة سينارو و حوار لها و لكنه اخذ مبلغا من المال منها ثم اختفى و لم تراه بعد ذلك، و تتهمه بأنه نصاب، و ترى انجي بنفس النهار في منزلها رؤية لشِجَارْ صباح جارتها مع زياد بسبب الزيارات المتكررة لزينه لشقته، و تعلم ان ممدوح زوج صباح مختفي بعد ان تتهمه صباح بأنه وراء اختفاءه، و أنه كان قد تشاجر مع زياد بسبب زيارات زينه المتكرره له، و نرى انجي وسط هذه الرؤيا تنهار بسبب ما تراه من احداث حيث تشكل ضغطا هائلا عليها، و نراها بعدها تبدأ بالشك بجارتها بأنها قد تكون وراء اختفاء زياد الشامي بسبب شجارها معه بالسالف، فتأخذ قطعة من اللحم التي تطعمها جارتها للقطط و تعرضها على يوسف طبيب التشريح، و هنا يتبين ان اللحم هو لحم بشري مما يدفع النيابة بتفتيش شقة صباح، حيث تجد بقايا لجثة زياد في ثلاجات منزلها التي استلمتها بعد عملية اغلاق متاجر ممدوح زوجها الذي كان يعمل جزار،

تكمل الأحداث تصاعدها نحو ذورة الصراع بالمسلسل، و تتأكد النيابة ان صباح هي من قتلت زياد، و يبدأ ياسر بالبحث في شقة انجي بواسطة جهاز خاص لقياس طاقة الأطياف و الأرواح (3)، فيتأكد ان المكان به قِيَمْ عالية للطاقة و قد يكون مسكون بأكثر من طيف، و عند هذه النقطة يبدا يوسف بإقناع انجي بالذهاب عند طبيبة نفسية، حيث يجدر التنويه بأنه في واقع الحال طب النفس لا يؤمن بمبدأ الماورائيات و علوم الأورا و التأملات الروحية، بل معظم المختصين بعلوم طب النفس يؤمنون ان من يرى الرؤى و يختبر تجارب الخروج من الجسد و اي امر يتعلق بطب ما وراء النفس او parapsychologyقد يعاني من اختلالات عصبية و امراض نفسية اوعقلية، و هو بحاجة لعلاج نفسي، بل معظم الباحثين بطب النفس لا يخرجون خارج دائرة المشاكل النفسية و العلقية و يؤمنون ان من يرى رؤى قد يكون بسبب امراض عقلية و امراض نفسية، و بالعودة الى احداث المسلسل تتذكر انجي اسباب انفصال والدتها عن والدها و تقوم بزيارة عمتها، لتعلم ان والدها كان يعاني من مرض نفسي،

و هنا نرى انجي حائرة بين ما تراه من رؤى حيث معظم ما تراه يثبت انه واقع و حصل بالفعل بالشقة التي تسكنها و بين تاريخ عائلتها النفسي حيث تتيقن ان لديها جينات وراثية لمرض نفسي من والدها، و تكمل الأحداث المريبة تطورها مع حلم تحلمه انجي بزياد و هو بكل توتر يخبئ مذكراته بارض الشقة تحت البلاط، و بعد ان تستفيق من الحلم تبحث بالمكان الذي رأت زياد يخبئ به مذكراته، فتجدها و تبدأ بقراءة خواطره عن حياته لنتعرف على شحصيته اليائسة من كفاحها اليومي لتجد لها دخل و قوت يومي، و يروي مع توالي حلقات العمل و تطورها بمذكراته كيف أَذَلًتْهُ ظروفه لنادل المطعم لدرجة انه لم يكن بمقدوره دفع فاتروة حساب قهوته، و كيف يشك ان هنالك دخيل يدخل الى شقته لدرجة انه غَيًرَ كانون الباب، ثم وقف عاجزا عن دفع الحساب للنجار الذي استبدل الكانون له لِيُجْرَحْ من الموقف، و يكتب زياد انه يشك انه مصاب بداء الفصام، و تدفع هذه المذكرات انجي مع ما اكتشفته من تاريخ والدها المرضي بزيارة الدكتورة فريدة مرة ثانية، و تعطيها الوصفات الطبية لوالدها فتخبرها الدكتورة ان والدها كان يعاني من الفصام، و تشخصها الدكتورة ان لديها فصام (4) بناءا على تاريخ والدها الطبي و بما انها ترى رؤى، و هنالك خطأ كبير هنا درامي و علمي يجب ان اقف عنده، فبالعادة مريض الفصام لا يدرك انه مريض و ان ما يراه من هلوسات غير حقيقي، فتعريف الفصام انه ذهان (حالة لا يدرك بها المريض الفرق بين الهلوسات و الواقع) و من جملة اعراضه انطواء المريض على نفسه و النكوص و التجول الذهني في عالم الخيال و الوهم، و ايضا عدم الإتساق بين المزاج و الفكر، و البلادة الوجدانية و فساد الحياة الإنفعالية، و اعتقادات باطلة و هلوسة و الشعور بالإضطهاد و العظمة و الخلود و القدرة الخارقة و تقمص الكون، و ايضا انحرافات جنسية و شبقية ذاتية، و ايضا المثلية الجنسية، و تفكك عام في الوظائف العقلية، كل هذه الأمور قد تصاحب مرضى الفصام، و انوه للعلم فقط ان الفصام يختلف عن إنسان يعيش بإزدواجية الشخصية اذ اسم هذا المرض العقلي اضطراب الهوية التفارقي حيث تتناوب شخصيتين بالعيش في داخل شاخص واحد، فلذلك لا افهم كيف شَخًصَتْ الدكتورة فريدة ان انجي مصابة بالفصام فقط لأنها ترى رؤى، و هنا سأسرد مع استغرابي سلوكها الطبيعي بالرغم من رؤيتها لكل تلك الرؤى، فتعاملها كان طبيعي جدا مع محيطها اذ كانت تتصرف بصورة طبيعية مع ياسر و ناهد زملائها بالعمل، و حينما شكت ان صباح تطعم قططها على ادراج العمارة لحوم غريبة و يقينها من الرؤيا ان صباح كانت قد تشاجرت مع زياد بالبيت نراها تذهب الى يوسف طبيب التشريح و تعطيه قطعة من اللحم ليحللها، و نراها امام النيابة مع يوسف تقوم بالتبليغ عن صباح، فلا تدفعها هذه الرؤى الى تصرف غير سوي و طبيعي، بل نراها تكمل بسلوكيات طبيعية جدا مع كال هذه الطغوطات التي تعاني منها،

و مع تطور حلقات العمل نرى من مذكرات زياد كيف انه تعرف على العم ماهر و كيف تعرف على المشعوذ او الشيخ المبروك ليكمل كتابة قصته لزينة نعمان، و كيف انخرط مع عصابة المشعوذ ليستقي منه المعرفة كممارس للسحر ليكتب فيلم ذو مشاهد مؤثرة، بل نعلم انه كان يزوره مع زينه من حين لآخر، و نراه يِصِفْ اختباره بالخوض بعلوم السحر بأنه اسود بائس قاتم الأجواء حيث نشعر بندمه لما كان يفعل، تتسارع وتيرة الأحداث الساخنة حيث نرى فجأة لوحة تسقط من على جدار صالة انجي و هي جالسة على كنب الصالة، فتحاول اعادة تعليقها لتكتشف ان مكانها على الجدارهشاً مغطى بورق و كأن اللوحة تغطي شيئاً ما، و فجأة حينما تنزع الورق تتفاجأ بوجود وجه لجثة مدفونة تطل عليها من قلب الجدار، تدخل أنجي بنوبة هلع شديدة تجري على اثْرِها الى خارج الشقة بجنون و تتصل بيوسف الذي يحضر بدوره مع الشرطة، و يتم التحقيق بملابسات الجثة و الجريمة، و من هنا تبدأ خيوط وجود جريمة منظمة و اشخاص خلفها بالتوضح لجهاز الشرطة،
تذهب آنجي للعيش مع عمتها ظنا منها انها ستكون بمأمن مما يحدث لها بالشقة لو لبعض الوقت، و خصوصاً ان شقتها اصبحت مسرح لجريمة تحقق بها الشرطة، و لكن سرعان ما تتفاجئ بوجود سحر يلحق بها حيثما تذهب، و حيث يظهر لها رَصَدٌ بهيئة طفلة يحذرها بأنها لن تكون بأمان بأي مكان، و سرعان ما يصيب المَرَضْ عمتها، و تتسارع الكوارث بحياتها، بل تصدم انجي حينما تحاول العودة الى شقتها بوجود شقيقة والدة سارة التي كانت تزورها من حين لآخر مع ماهر بجانب سيارة تنقل اثاث، و تتفاجئ بخبر وفات شقيقتها منذ مدة، و تُفْجَعْ حينما تعرف ان ابنتها توفيت قبل والدتها و منذ مدة، فتتشوش و تدخل بنوبة بكاء و ارتباك حيث لا تجد تفسيرا لكيف كانت تزورها سارة بالشقة و هي انسانة متوفية منذ مدة، فتبدأ بالتَيَقُنْ أنه قد يحيط بها سحر اسود خانق يهددها بالويلات، و تعلم بعد حين من مذكرات ماهر ان سارة انتحرت بشقتها قبل شرائها الشقة من زاهي، و تتواصل التطورات المفجعة حينما تتفاجئ بخروج عمتها من المشفى و هي لا تزال بحالة حرجة، فتبدأ بتوبيخ الكادر الطبي على ما حدث موجهة اتهام بالتقصير للمشفى، و لكن تصيبها صدمة اضافية حينما تشاهد كاميرات الأمن بالمشفى و شخص يخرج مع عمتها من مخرج المشفى، تسأل مدير الأمن عن الشخص و لكنه لا يرى ما ترى، و نرى سيجا اثناء خلوة تأمل ترى رؤيا تُدْخِلْهَا بحالة ذعر على انجي، فتشعر بالسحر الخَطِرْ الذي يلاحقها، فتطلب من ياسر ان يعطي انجي تميمة لتبعد السحر عنها،
يجد وكيل النيابه اثناء معاينة الشقة في جيب جثة ممدوح عقد بيع المحل الذي يمتلكه القتيل لصالح زاهي، و يعلم من الختم الموجود على العقد ان المتوفي كان أُمِيْ لا يقرأ و لا يكتب، و يتفاجئ بعدم وجود ختم داخل ثياب ممدوح مما يجعله بِشَكٍ ان احدهم قد عبث بثياب القتيل قبل دفنه، و يتم ضبط و احضار زاهي للإستجواب و يتم تفتيش شقته، حيث يجدوا ختم ممدوح في غرفة نومه مع نسخة من عقد البيع مما تجعل النيابة توجه لزاهي تهمة قتل ممدوح، و نرى فجأة المشعوذ يستدعي العم ماهر لنعلم ان بينهم علاقة مريبة، فنعلم عن نيتهم تضليل العدالة ليبدو زاهي هو قاتل ممدوح، و لكن سرعان ما يدرك زاهي نوايا شقيقه الخبيثة فيعترف امام وكيل النيابة بكل ما يعرف عن شقيقه و مطامعه الكبيرة بأخراج كنز اثري من باطن ارض الطابق الأرضي للعمارة، فتداهم الشرطة شقة ماهر لتجد ادوات و كتب ممارسة سحر و شعوذة، و تكتشف انجي التي تكون بزيارة لشقتها ممر سري بالصدفة بين شقتها و بيت ماهر كان يستخدمه للعيش بالشقة وقت خلوها من المستأجرين، و لتفعيل اسحار كان يحاول افتعالها لتنفير كل من يسكن بالشقة لأن شقيقه حرمه منها، و مما فسر لها ظهوره مع سارة رغم وفاتها و ملاحقة هذه الأسحار و الجنية لها، يعترف ماهر بكيف كان يحفر ليلا مع المشعوذ ابوالشوك و زياد بمحل ممدوح، و كيف اقتحم عليهم ممدوح شغلهم بالليل و كيف قتله ،

نفهم بالحلقة قبل الأخيرة كيف انضم زياد بسبب اوضاعه المادية المتردية لعملية التنقيب السرية، و نفهم كيف تم نشل المفتاح من ممدوح ليحفروا من دون علمه و لكن اقتحامه عليهم المكان فجأة غير تخطيطاتهم، و يخبر الشرطة كيف ان زياد هاجمهم فجأة متهما اياهم بأنهم وراء موت سارة الذي كان يحبها، فبسبب الرصد الذي انطلق بِشَرٍهْ عليهم بعد حفرهم لإخراج الكنز مَسً سارة لتنتحر فجأة، و يروي ماهر للشرطة كيف اتفقا هو و الشيخ على استفزاز صباح لتتشاجر و تقتل زياد بسبب غيرتها من عشيقته الفنانة زينه على زوجها، و الذي يبدو انه هجرها في اوقات حدوث هذه الأحداث، فيتفاجئ ماهر و هو واقف بممره السري يراقب شقة زياد بممدوح يقتحم شقة زياد، و بمشاجرة عنيفه يهوي زياد بعدها على الارض و هو غائب عن الوعي، فيدق باب شقة زياد ليلعب دوره بإتقان بأن اصوات الشجار دفعته ليسأل عما يجري، و يطلب ممدوح مساعدته بإيقاظ زياد، و ليكن ليقتله و يسرق ختمه، يترك ماهر ممدوح بكل خبث ليبدو ان الإثنين تعاركا و قتلا بعض، و لكن يستيقظ زياد و يكتشف جثة ممدوح بجانيه، و يقرر دفنها بالجدار، و يفهم من سياق الأحداث ان شجار زياد مع صباح حدث بعد دفن ممدوح بالجدار، لينتهي المطاف بجثة زياد بثلاجات صباح،

في الحلقة الأخيرة نصل الى ذروة هذا العمل المُشَوِقْ، فنرى الجنية تحاول تعذيب انجي و هي بالعمارة بالمحل الذي يحتوي على الذهب الدفين، و توهِمْها انها تظهر لكل من احاط بها و تقتلهم، فنراها برؤية وهمية تظهر لماهر و سيجا و لها و تحاول قتلهم جميعا، تعود لوعيها انجي لتحاول سارة اقناعها بالإنتحار، و تواجهها بخطيئة البشر الرئيسية، ان فضولهم و قناعتهم ان رُصَادْ الذُهوبِ (5) المدفونة بالأرض يتم انتهارهم من حراساتهم بكلمتين، و مما يدفع البشر لعالم السحر لتحقيق غاياتهم و مطامعهم، و لكن سرعان ما تستعيد انجي تماسكها و تحرق الجنية و تنهي تعذيبها لها و لكل معرفها،
نهاية لا تتوافق مع الخط الدرامي لإنجي و كلمة ختامية لي : في الحقيقة لاحظت عدم توافق نهاية انجي مع شخصيتها و طبيعة تفاعلها مع الأحداث بالمسلسل، فنحن امام بطلة منذ اولى ايام سَكَنِهَا بهذه الشقة المريبة و هي تتعرض لضغوط قوية بسبب الرصد السحري و الأطياف التي تسكنها، فمن احلام تتضح انها تعكس واقع تلمسه بيديها هي و دائرة معارفها عندما تتحقق من مصداقيتها…الى رؤى تراها امامها تَدُلُهَا على احداث وقعت قبل ان تسكن الشقة لتشعر انها ليست بمفردها بشقتها الجديدة…تتنوع الضغوطات عليها، لتجد نفسها وسط دوامات درامية كثيرة و جرائم قتل بشعة جدا، و لكن رغم كل هذه الضغوطات نجد ان تفاعلها مع دائرة معارفها و مرؤسيها بالعمل لا تتأثر و تبقى طبيعية، بل تطلب مساعدتهم و النجدة منهم مثلها مثل ما قد يفعل اي اسنان طبيعي، و حينما شَكًتْ باللحوم التي تطعمها صباح جارتها للقطط على ادراج العمارة اتجهت الى صديقها يوسف ليتحرى عن طبيعة اللحمة ان كانت بشرية ام لا، و قَبِلَتْ ان تَمْثُلْ امام وكيل النيابة لتشتكي على صباح، و حينما وجدت جثة ممدوح مدفون بجدار شقتها و رغم حالة الرعب التي اصابتها اتصلت بصديقها يوسف الذي حضر مع الشرطة لكشف ملابسات جريمة القتل، بل نراها بكل اتزان و موضوعية تدلي بتصريحاتها للنيابة عن ما تعرف من معلومات، نراها رغم الضغوطات تحافظ على تمساكها و تستمر نحو هدفها بكشف ما تحويه الشقة من ملابسات مريبة، بل نراها تزور اصدقائها بصورة مستمرة و نراها على رأس عملها بأستمرار، بل نراها تعارض فهمي بجريمته بنشر مقال بإسمها عن مستشفى علاج الأطفال احتوى على معلومات لم تمكتبها، و تتمسك بحقها بتحويل قضية المقال و جريمة رئيس التحرير للشؤون القانونية بالصحيفة، نحن نرى انسانة تتحدى عواصف كاسرة من الأحداث و الأطياف الماورائية و تتواجه مع كيانات خارقة للطبيعة و هي تحافظ على تماسكها من اولى حلقات العمل الى آخر حلقة حينما نجحت بحرق الجنية التي تحرس الذهب المدفون، بل نرى مشاعرها تتحرك خلال حلقات العمل تجاه يوسف الذي اعجبت به و الذي كان سندها و لم يتخلى عنها لغاية آخر لحظة كي لا يكرر خطأه مع زوجته السالفة و يفقد أنحي مثلما فقدها، حتى حينما صنفتها الدكتورة بأنها تعاني من فصام بقيت متماسكة تحاول خوض احداث هذه المغامرة بكل ثبات، هذا هو الخط الدرامي لأنجي…صحفية وجدت نفسها امام تحدي نجحت به و قتلت جنية اذاقتها المرار و العذاب بحياتها…فكيف ينتهي بها المطاف فجأة بمصح لأمراض نفسية؟ بآخر حلقة بعد ان نراها تكلم يوسف بوسط احتفال عائلي صغيرنراها اثناء سلفي لها ترى زياد مرة ثانية بمشهد درامي غير مبرر و لا يتماشى مع احداث الرواية، و فجاة نراها بمستشفى للأمراض النفسية و هي مرهقة…و كأن انجي تحولت من دون اي تبرير درامي منطقي من انسانة عادت لتعيش حياتها بصورة طبيعية الى مريضة نفسية، هذا التضارب بالخط الدرامي لأنجي جعل النهاية غير منطقية مع كافة مجريات العمل، كانت انجي انسانة طبيعية جدا و فجأة تحولت الى مريضة نفسية، و كأننا نرى شخصية مختلفة تماما عن بطلة الرواية بعنبر للأمراض النفسية، هذا التحول بالخط الدرامي لأنجي براي كان خاطئاً و غير مبرر إطلاقا، لو كانت هذه نهاية انجي فعليا لكان من المنطقي جعل كل الرؤى التي رأتها بحلقات العمل و الأحلام تتضح انها عبارة عن هلوسات و غير واقعية، و لكننا رأينا العكس حصل، برأي ان هذه هي نقطة الضعف الوحيدة بالعمل و ربما تكون محط انظار العديد من النقاد الذين يقيمون هذا العمل، اما بغير ذلك فنحن نقف امام عمل راقي يقدم قيمة السينما المصرية الكبيرة بعالم و دراما الرعب،

الحاشية :
(1) : ابتسمت حينما رأيت اسم و مدخل دار الهلال بالمسسلسل حيث تعمل أنجي صحفية بالمسلسل، حيث لأجل الصدفة كتبت عدة مقالات لمؤسسة صحفية بإسم دار الهلال في مصر منذ بضعة سنين،
(2) حالة الإسقاط النجمي معروفة عند البعض بتجربة الخروج من الجسد، و بعض الكُتًابْ و الباحثين بعلم ما رواء النفس او الخوارق يرون ان تجارب خروج الروح من الجسد قد تكون مرتبطة بحالة الdeja vu او شعور مسبق بالحدث،
(3) هذا الجهاز ربما هو من ابتداع خيال مؤلفين المسلسل، بالرغم من ان هنالك محاولات على ارض الواقع من الباحثين بعلوم الأورا aura الجسدية لإبتكار طرق تستطيع قياس الطاقة المحيطة بالجسد،
(4) الفصام معروف باللغة الإنجليزية بالSchizophrenia، تعريف المرض و المعلومات عنه مأخوذة من مرجع علمي ورقي بإسم “معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية”، (انجليزي-عربي-فرنسي) للدكتور احمد زكي بدوي، تمت طباعة الكتاب من قبل Librairie du liban في عام 1978،
(5) الذهوب جمع ذهب بحسب معجم لسان العرب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى