«مسقط» أي الأدوار ستلعب؟
تلك الصورة التي جمعت السلطان قابوس بن سعيد برئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في مسقط، ليست مجرد تطبيع، رغم ان حمولتها للوهلة الاولى تشي بذلك.
التطبيع موجود، وبات استراتيجية اميركية للتمهيد لصفقة القرن، لكن مع ذلك اعتقد ان دولة عمان، ستشتبك عما قريب في ملفات وساطة تكون اسرائيل احد اطرافها.
تملك مسقط كل الخبرة لذلك، حيث لعبت دورا لا يستهان به في الاتفاق النووي الذي وقعته ايران مع الغرب، وكذلك في مفاوضات اطراف النزاع في اليمن، وعلى ما يبدو ان «تل ابيب» ترى في السلطنة وسيطا معقولا ومناسبا.
يؤلمنا ان تكون مسقط وسيطا في نزاع عربي اسرائيلي، او حتى ايراني اسرائيلي، فالاخوة تقول ببساطة: ان كل عربي ومسلم هو طرف في هذه النزاعات، ولا مجال لموقع المحايد او الوسيط فيها.
العمانيون، بعد زيارة نتنياهو، تواصلوا مع الفلسطينيين، وبالامس، وصل الى عمان يوسف بن علوي، وزير خارجية السلطنة، والتقى الملك بعد ان سلمه رسالة من قابوس بن سعيد.
الملفت ان بيان الديوان الملكي الاردني الذي تحدث عن اللقاء، اشار بوضوح الى «تناول اللقاء القضية الفلسطينية، حيث جرى التأكيد على ضرورة إعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
اذا العمانيون جاؤوا للاردن ليتحدثوا عن الموضوع الفلسطيني، وعلى ما يبدو انهم يمهدون لتدخل من نوع ما، او وساطة تم تكليفهم بها من قبل الاميركان والاسرائيليين.
المحصلة، ان مسقط تتدخل في فترة لا تبدو فيها المواقف الاميركية او الاسرائلية منطقية، والدليل على ذلك موقف سلطة رام الله الرافض للوسيط الاميركي.
وهنا استغرب مرة اخرى، قبول سلطنة عمان لعب هذا الدور، مضمونا وتوقيتا، فالشبهة تلاحقه من كل زاوية، فالاكبر منها لم يفلح، ولن تفلح جهودها ابدا، ما دامت العناوين الرئيسية قائمة على تصفية القضية والمس بمصالح الاردن.
الملك، متقن لدرسه في الموضوع الفلسطيني، والاردن يعرف كل الحيل التي يمارسها نتنياهو، فقد نخجل ان نقول لمسقط انكم مخطئون، لكننا لن نتوانى ان نقول لهم: «لا مجال للمساومة على مصالحنا»، ومن هنا نشفق على عرب التطبيع، ونشفق اكثر على عرب محاولات الضغط لمصلحة الاميركي.