مسرحية المهطوان..رشح من عبقرية المكان الاردني ومغالبات إنسانه..

#مسرحية_المهطوان..رشح من #عبقرية #المكان_الاردني ومغالبات إنسانه..
ا.د #حسين_محادين*

  • المكان، الكرك -مسرح الحسن الثقافي.
    -أسم الرواية /المسرحية ومؤلفها: المهطوان، للأديب والاعلامي الاردني رمضان الرواشدة.
  • مخرج وممسرح نص الرواية ، الاستاذ صلاح الحوارني.
    -الممثلون ، مجموعة من الشباب الرائعين اداءً اصواتاً آسرة وألقاً لاسيما في توظيف الرويد والهجيني اثناء عرضهم لمشاهد المسرحية التي اندغمت بسلاسة مع دقة تصميم ملابس وموسيقى الممثلين المتممة للمضامين الغنية للمسرحية حيث قربت المعاني المراد ارسالها نحو جمهور المتابعين الذين اتصفوا بدورهم في اصغاء عميق لاحداث المسرحية التي امتدت على مدار ساعة وربع تقريبا.
  • الحضور ،جمهور متنوع الاعمار، وشغِف للاطلاع على محتوى معان ومرامي الرواية /المسرحية بمضامينها الوطنية الرشيقة والايحائية بتاريخ النضال الوطني خصوصا لدى جيل اليوم وبتحديد اوضح شريحة الشباب الجامعي والتي جسدتهم شخوص الرواية بِمكنة سردية وادائية لافتة خصوصا بعد ان وظف المخرج علي واجهة المسرح شخصيتان فكريتان نوعيتان اثرا وتاثير في العقل الجمعي هما “حنظلة ” كرمز للوعي للنضال والادب الفلسطيني بالتواز مع شخصية “عرار” كتعبير مضاف بموقفه الابداعي معارضا وشاعر وطني بأمتياز.
    العسكري والد بطل مسرحية”المهطوان/التي تعني وتشير ضمنا الى بنية جسد البطل الحقيقي الفارعة بمقاساته الكبيرة وهي التي تشبه بوبأتقان عودة الجعافرة نفسه الذي احب بدوره طالبة فلسطينية قدمت الى الجامعة الاردنية لاتمام دراستها للغات الاجنبية بعد ان اغلق الاسرائيليون جامعتها في فلسطين الحبيبة. والد البطل وهو العسكري الكركي القادم من قرية راكين/الكرك والذي تم نقله مرارا جراء عناده وعمق تساؤلاته من منطقة جغرافية وعسكرية الى اخرى، الى أن اعتقل اخيرا جراء مخالفته اوامر قائده العسكري اثناء ذهابهم معا في دورية واجب لضرب واعتقال المعارضين السياسين قبيل تسعينيات القرن الماضي “هبة نيسان التي انطلقت من جنوب الوطن بعد أن اشهر تساؤله الموجع بوجه قائده..لماذا نضربهم ونعتقلهم أليسوا اردنيين ووطنيين؟.
    “ثقلا”أم البطل التي كانت تُصر بقوة وصبر ضافِ إلا ان يكون ابنها “عودة/المهطوان الذي تأثير ونظم حزبيا من قبل مدرسه عادل في اثناء دراسته الثانوية ” رجلاً وبطل مثل ابيه وتاريخ أسرته معاً. اما
    مسرح الرواية فهو الذي نجح في أن يستنطق بوعي ناجز ، المكان والانسان الاردني بشتى مغالباته ازاء لقمة العيش الكريم، وسؤال الحرية والتحرر بأفقهما الفلسطيني فكرا نضالاً وحدة حياة ومصير ، الجامعة الاردنية الأم، صويلح، الشوبك، ضاحية المرج في الكرك،..الخ.
    اخيرا..
    لقد سدت هذه المسرحية نقصا واضحا في سجل المسرح الاردني من ندرة ما يطرح على خشبته من موضوعات تجمع بين التوثيق وحوار الاجيال نحو قيم الوطن العليا بلغة وشخوص احياء مازال تأثيرهم واعدا في احياء وتعميم قيم الوعي الوطني الممزوج بمعاني النبل والوفاء كما جسدتهما بنية الرواية/المسرحية من خلال المؤلف رمضان الرواشدة والبطل عودة اللذان شكلا ومعانِ مضافة لهذه القيم المرتجى تعميمها هذه الايام رغم مرور عقود على واقع المعاناة وراهن الترقب لانجازها المفتوح على كل الاحتمالات والمعان التي بثتها هذه المسرحية الوطنية بكل رشاقة وآفاق.
    الشكر العميم للمخرج المبدع صلاح الحوراني ولكل الممثلين/ات الذين نقلونا بذكاء فكري ممسرح نحو ما نتوق الى سماعه ومشاهدته عن عبقرية المكان الاردني ومؤسسات التربية فيه بقيادة انسانه المنتم الواعي والمتعلم كما عرضته المسرحية على شكل لوحات ناطقه وتعابير وفاء للوعي الطليعي في خطاب حياتنا الماضي والراهن :- حزبيين، سياسين، ادباء ورابطة كُتاب لابل كل ملتقيات الفكر وثقافة التعدية، اعلامين وجمهور اردني من مختلف شرائح المجتمع الاردني الشاب .
  • قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى