.غيبوبة

[review]أصيب رجل بحادث سير وبقي في غيبوبة لمّدة عامين كاملين ،ثم استفاق بعدها ليجد زوجته قربه، فتفاجأ قائلاً : حبيبتي أنت معي هنا؟ حرّكت الزوجة رأسها بتأثّر واضح ..تنهّد الرجل طويلاً ثم تابع ..يا الله ،معقول !  أستيقظ بعد عامين من الغيبوبة فأجدك جانبي،  كم أنت مثابرة.!..وبكثير من الألم رفع جذعه قليلاً فوضعت الزوجة وسادة خلف ظهره . ثم  عاد للحديث عن وفائها قائلاً : عندما أصبت بالحادث كنت معي ، وعندما نقلوني الى المستشفى كنت معي،  و عندما بتروا ساقي كنت معي ، هزّت الزوجة رأسها والدموع تغرق عينيها ..ثم تابع الرجل "المستفيق"..هذا ليس غريباً عنك ، أتذكّر عندما أفلست شركتي قبل خمس سنين كنت معي ، وعندما سجنت وقتها كنت معي ، وعندما انهيت مدّة العقوبة  كنت معي.. والزوجة لا زالت تحت تأثير حدث الاستفاقة  تهزّ رأسها بتواضع "المخلصين" .ثم تابع ، عندما مات أبي كنت معي ، وعندما مات عمّي كنت معي ، وعندما مات ابن عمتّي كنت معي ، وبقيت الزوجة تهزّ رأسها دون أن تنطق بكلمة واحدة.. آه كم تمرّ الأيام مسرعة ، و عندما سرقنا ذات ليلة كنت معي ، وعندما احترقت شقّتنا أيضاَ كنت معي أيضاَ …والزوجة لا زالت  تقدّم قصة أخلاصها على طبق من سكوت..ثم نزل الرجل عن السرير خائر القوى وهو ينادي على الممرّض بصوت عالٍ.حضر الممرض مسرعاً يسأل عن حاجته فقال بمرارة 🙁 ولك هو شوفلي مأذون خليني أطلّقها ، من يوم تجوّزتها ما شفت يوم مسعد)…كذلك بعض زعماء الثالث، يظلّون على  شعوبهم من ألف المصيبة الى هاء الهزيمة..دون أن يتركوهم لحظة واحدة ، محمّلين شعوبهم جميلة "البقاء" عليهم ، والرضا بحكمهم ..مخلّدين بفضل "غيبوبة" الناس…لكن، حتى لو إذا استفاقت الشعوب  فمن أين لهم بمأذون؟.. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى