مستقبل أبنائنا / خولة الكردي

مستقبل أبنائنا

إن ما نشاهده في هذه الأيام من أحداث ومجريات تطرأ على حياتنا، يدفعنا للتفكير بمستقبل الأجيال القادمة، فكل أب وأم يتمنون مستقبلا جميلا ومفعما بالأمل والتفاؤل لأبنائهم، فما يواجهه أفراد المجتمعات في القرن الواحد والعشرين لا زال في بعض الأحيان يكتنفه الغموض، فالتغيرات المفاجئة والسريعة، تدفع الاباء والأمهات إلى الخوف والقلق على مصير وماهية الحياة التي ستواجه أبنائهم في المستقبل المنظور والبعيد.

فالعولمة وازدياد البطالة كنتيجة للهزات المتتالية في الاقتصاد العالمي، والذي أسفر عن ارتفاع متطلبات المعيشة وتأخر سن الزواج، بالتالي قلة فرص حصول العديد من الشباب والشابات على الوظيفة المناسبة، بالرغم من شهاداتهم الجامعية، كانت ولازالت من أهم التحديات التي تواجه الملايين في كل أنحاء العالم. فالأب والأم يحلمون بأن يحقق أبناؤهم طموحاتهم من غير عائق يمنعهم من ذلك، وألا تكون مجرد أحلام تتراكم في رصيد أمنياتهم بلا فائدة، ومن غير بصيص أمل أو انجاز ملموس، يشعرهم أن أحلامهم ستتحول في يوم ما إلى حقيقة راسخة للعيان.

وما تلك التحولات الغير متوقعة في العالم من حولنا بين ليلة وضحاها، يدعو إلى التفكير الجدي لكل أب وأم، وذلك بوضع الخطط المستقبلية لأبنائهم بمشاركة أبنائهم أنفسهم في تصميم تلك الخطط، من منطلق التجربة والخبرة الأبوية الكافية، والتي يستطيعون معها تحقيق أحلام أبنائهم، فليس من المنطق السليم، أن يقف أيا من الوالدين بانتظار معجزة قد تأتي من السماء، تنقذهم من الإخفاقات المتلاحقة التي تعرضوا لها هم ذاتهم في وقت سابق.

مقالات ذات صلة

فمن الواجب علينا كاباء وأمهات نزع تلك الهالة القاتمة، التي أحاطتنا ساعة أن كنا صغارا في السن، فمن الضروري استلهام العبر من تجاربنا التي مررنا بها في حياتنا، وتعليم أبنائنا الطريقة المثلى للاستفادة منها، وحتى لا تكون فلذات أكبادنا نسخة مكررة من اخفاقات وعثرات واجهتنا في فترة ما من حياتنا.

وانطلاقا من ذلك، بات على كل ولي أمر، أن يكون هو المخطط والمدبر لحياة ومستقبل ابنه وليس بمنأى عن رأي واقتراحات ابنه نفسه، بما يفيده ويجعله يقف على قدميه ويؤهله للاعتماد على ذاته وبناء شخصيته المستقلة والتي بالطبع لن تكون تابعة أو خانعة لسلطة أبوية مطلقه، لكن المواءمة بين استشارة أسرية وشخصية مؤسسة على الدين والخلق والأدب، تدرك أهمية وجود الوالدين في حياتها، والتي بلا شك ستدفعها إلى تغيير حياتها نحو الأفضل، واستغلال ما بين يديها من مهارات ومواهب وفكر يصب في طريق النجاح والإرتقاء في سلم الحياة، مع الاستفادة من تجارب الاباء والأمهات وخبراتهم والتي تضيف إلى مستقبل الابن الشيء الكثير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى