مستشفى الأميرة بسمة/ بين جمود الإدارة ورسالة الطب /عارف عواد الهلال

مستشفى الأميرة بسمة/ بين جمود الإدارة ورسالة الطب

تقوم على المؤسسات الطبية كفاءات ذات مكانة علمية، تساندها كوادر فنية ذات خبرة عملية، وكلا الفريقين لهما صلتهما المتينة بمجالهما، وخبرتهما الوافرة اللتان تمكنانهما من القيام بواجباتهما الإنسانية والأخلاقية، وبما يتوافق مع الإدارة التي تنظم وتسهل العمل بعيدا عن الارتجال والعشوائية، وبما لا يخل بقدسية الرسالة السامية.
ما حدث حديثا في مستشفى الأميرة بسمة، أن الإدارة تصرفت بعيدا عن الجانب الطبي، فعندما حضر أحد المواطنين للتبرع بالدم لدى مختبر المستشفى لقربه من مكان تواجده، أحاله أحد الموظفين إلى مستشفى الأمير راشد بن الحسن العسكري حين تبين للموظف أن المتبرع أجرى فحصا للدم في ذلك المستشفى، بحجة أنه يستفيد من التأمين الصحي العسكري عن طريق أحد أبنائه، مما أثار جدلا بين المتبرع الذي يؤكد أنه لا يريد العلاج، إنما يرغب بالتبرع فقط، وأمام عناد وتعنت الموظف أصر المواطن على مقابلة مدير المستشفى الذي بادره بالتأنيب لأنه حسبما ذكر “رفع صوته” على الموظف، وطلب المدير من المواطن مغادرة المستشفى والتبرع في أحد المستشفيات العسكرية، وهذا ما تم فعلا بكل سلاسة ويسر في مستشفى الأمير راشد بن الحسن العسكري.
لا شك، بأنه بخلاف حالات الطوارئ لا يجوز معالجة المنتفعين من التأمين الصحي لغير وزارة الصحة في مستشفياتها، غير أنه في حالات التبرع بالدم، ليس هنالك من مبرر لعدم استقبال الحالات التي تؤدي واجبا وطنيا دون أن يطلب منها ذلك، فمستشفى الأميرة بسمة يحتاج إلى التبرع، ولدية بنك للدم، يتغذى رصيده من المتبرعين الذي يتوافدون في الغالب بدوافع ذاتية، وقد عمدت بعض الهيئات التطوعية في ضواحي محافظة إربد إلى تنسيق حملات للتبرع بالدم بالتعاون مع مستشفى الأميرة بسمة الذي كان يرسل كوادره المجهزة إلى أماكن تلك الحملات، ويسهم الشباب في رفد المستشفى بكميات كبيرة تساعد في تخفيف آلام كثير من المرضى الذي يقعون تحت وطأة الحاجة، وحرج الوقت.
ربما لأن كمية الدم لدى مستشفى الأميرة بسمة في حدودها المطمئنة، لم تعد الإدارة تهتم بالأشخاص المتبرعين، فتصرفهم إلى أماكن أخرى كلها في النهاية تؤدي نفس الغاية، غير أن التصرف بحكم الإدارة فقط، ولأجل إثبات صحة رأي الموظف الذي تصرف تصرفا شخصيا يجعل الأمر غريبا، ويخرج هذه المؤسسة الطبية عن الدور الذي ينبغي أن يكون لمصلحة الوطن والمواطن أولا وأخيرا، ولا يصح أن يساند مدير المستشفى خطأ الموظف كما يجري في بعض الإدارات الحكومية الخدمية، لكن في المؤسسات الطبية فالاستهجان هو الأولى أن يسبق إلى الذهن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى