أعيدوني إليها

أعيدوني إليها
ريام معاذ

مرت الذكرى أمامي الآن، كنت أسير مع أمي صباحاً إلى المدرسة ، في أول يوم دراسي لي
سالت أمي : كم أصبح عمري اليوم!
أجابت : سبعُ سنين وشهرين ويومٌ واحد.
أُمسِك بيدها الدافئة وأنا في غاية الحماس ،كانت تقول لي :إن خفت أو حصل لك شيءٌ في المدرسة أخبرهم أن يعيدوك إلي ولا تنسَ اسم امك يا عزيزي
وحيدٌ أنا الآن في ساحة المدرسة، أفلتت يدي وذهبت، حاولت رفع رأسي وكل جسدي لأبدو أطول كما البقيه ،سرت بينهم وهم يلعبون ويتراكضون حتى بدأوا بقذفي ،وصرت أترنح يميناً وشمالاً، ركضت نحو البوابة التي رحلت منها أمي، لكن الحارس منعني من الخروج، عدت للساحة باكياً حتى انهال الأطفال بالسخرية مني، ازداد صراخي وبكائي أكثر فأكثر.
لم أفتح عيناي إلا عند وصول المعلمات وسؤالي عن اسم أمي
وأنا أصرخ : أعيدوني إليها أمي فاطمة
لم أهدأ إلا عندما أحسست بعطرها خلفي،رميت نفسي بحضنها نجاةً
اليوم ،أنا أمام مدرستي لا أدري إن كان عمري في نهاية الثلاثين أو على مشارف الستين…!
يدي خالية تصفعها الريح ليزيد ألمها
صرخت بأعلى صوت حتى خاف الريح مني وهدأ
صرخت : أعيدوني إليها أمي فاطمة..

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى