“مسارات الباحثين عن عمل .. فشل وتخبط”
بلال الذنيبات
أشارت دائرة الإحصاءات العامة في الربع الثالث من العام الماضي أن معدل البطالة يتجاوز ١٨.٥ بالمائة من السكان ، مع العلم أنه و وفق ما هو متعارف عليه علميا أن هناك هامش خطأ بالرقم و لكون الجهة حكومية فإن الأمر لا يخلو وفق علم البحث الاجتماعي التطبيقي من املاءات حكومية ما قد تكون ساهمت في صناعة الرقم.
ورغم حديث دولة رئيس الوزراء د. عمر الرزاز عن دولة الإنتاج والعدالة الاجتماعية في حين ناقشت تعيينات الوظائف القيادية الأخيرة من قبل الحكومة ذالك من خلال تعيين أربعة أشقاء لنواب ، وسواء أكان التعيين محقا ام لا فالأمر سيان بالنسبة للشباب المتعطلين عن العمل والذين بدأوا بالتوافد الى العاصمة .
و تعد تلك الخطوة نتاج لقناعة الشباب أن عمان هي الدولة وأن الصوت بالطرق التقليدية ما بات يصل إذ أن مؤسسات المجتمع البعلية التي تعتاش على المساعدة الحكومية و خاصة الأحزاب و الجمعيات تحولت إلى كانتونات تتعلق باشخاص و شلل بعينها متقوقعه على ذاتها ، وكذالك وسائل الإعلام والبرامج الدعائية التي تتحدث عن البطالة دونما نتائج ملموسة.
و بالإضافة إلى ذالك فإن المسارات التي انطلقت باتجاه الديوان الملكي لا تألوا سوى “شغلني” ، يوصل رسالة إلى صانع القرار السياسي و الاقتصادي معا أن الاستراتيجيات و الخطط إن وجدت فهي غير علمية وبعيدة عن الحاجة الفعلية للشباب.
و تترجم المسارات الراهنة حاجة أساسية للشباب الاردني اليوم هي العمل و تحويل ذهنية الدولة من تعاطيها مع العمل كمنح الى التزامها بحق العمل للمواطن وفق الدستور فلا يعقل ضخ العمالة الوافدة في السوق و البقاء حبيس نظريات عتيقة عن ثقافة العمل وخاصة فكرة العيب التي يروجها ربما قوى مصالح لتبقي على مغانمها من تدفق العمالة المستوردة.
و يشير استطلاع رأي غير علمي لفضائية المملكة إلى أن معايير الايزو لدى الباحثين عن عمل تتلخص في ( الاستقرار و الأمان الوظيفي و الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي) بالإضافة إلى مواءمة خدمة النقل في بعض المناطق لمتطلبات سوق العمل.
وتعد المسارات من منظور علم اجتماع الثقافة تحولا ثقافيا للشباب عن المعايير الثقافية البالية و وجهوا رسالة للدولة أنها كانت غرقانه بالتنظير الفارغ و لم توجد منجزات في بعض المحافظات و هي محافظات الأطراف سوى اللهم تلك الترقيعية التي ما باتت تسمن وتغني من جوع ، اعتذر حقوق ، فما بات الاستجداء في ثقافة الشباب ولا الغنج والمخاجلة الاجتماعية فشباب المسيرات خرجوا من جلباب المؤسسات الديكورية و الفلكلورية و نادوا “شغلني” ، اريد “امان واستقرار وظيفي ، تأمين صحي ، ضمان اجتماعي ، كرامة ، دخل سوي” و ازيدها استقلال للذات فهذه معايير الايزو لا ثقافة العيب .
وكذالك فإن المسارات توصل رسالة للحكومة أن خطط التشغيل غير مجدية وخاصة برنامج خدمة وطن ببعيد إذ إن الشباب لم يقتنعوا ببرنامج خدمة وطن لسبب بسيط أنه نسخه مكرره عن الوطنية للتشغيل والتدريب المهني ثم إن فكرة المشاريع الذاتية لا تشكل الظروف الاقتصادية حافزاً لها خاصة وأن الصناديق الاقراضية لا تقدم المساعدة بل تدين الشخص و يتكبد الشخص ثمن الفشل فيصبح مطلوبا للتنفيذ القضائي.
و للحديث بقية