مساء الخير
محمد علي الفراية
لم أقل #مساء_الخير على صفحتي منذ فترة ليست بالقصيرة. اخاف ان يفهمها مارك وزبانيته الأشرار شيئاً اخر يوجب غلق حسابي ربما كانت الفتاةُ التي أحببتها أقلَّ جمالا مما ظننت، لكنها كانت باردةً بما يكفي لكي تجعل الشمسَ قطعةَ ثلج في فمي أو ظلا يابسا في خزانتي اليتيمة.
مساء الخير للأهل والأصحاب والطرقات التي يغفو على جوانبها وردٌ يتيم خائف . مساء الخير لكل البلاد وكل المدن والأحياء حتى تلك التي لا تعرفها الحكومة ولا الامانة ولا البلديات .مساء #المسافات التي تنمو على أجسادنا كحشائش برية. ننمو لتقطع الوقت بين دابوق والفحيص الى الأشرفية وجبل التاج .
مساء البدايات التي تخلو من البدايات. مساء اللغة التي تطفو مجازاتها كأسماك صغيرة على سطح المحيط في رئتي. مساء الحنين إلى امرأة أحببتها دون أن ألتقي بها.
مساء الملابس التي مازالت جديدة. مساء المساءات التي تمضي دون أن تأخذني إلى جهتي الوحيدة، الجهة التي تؤدي إلى عدمي الكبير.
مساؤك يا أيها الحلم الذي دهسته أقدام الفقر والنسيان واللامبالاة. مساء الخيبات التي أدمنتها حتى صرتُ أشُمُّها كمخدر رخيص. مساء القهوة الكسلى تتثائب في فنجاني. اعيد ترتيب الاولويات حتى القهوة ربما تصبح رفاهية لا داعي لها . مساء الفيس بوك الذي عرفني عليكم. مساء التاريخ الذي لا أعرف منه غير العصور الغابرة.
مساء الجغرافيا التي حفظتها بلدا بلدا ولم أزل جاهلا أين تقع بلادي. مساءالمطر الذي حبَسَتُه الغيوم ليلة أمس، لأن شاعرا مغمورا كان يشعر بالعطش. مساء الرحيق الذي تذوقته عندما قرأت منشوراتكم
العميقة..والبسيطة
مساء الخير
